سعودية تسجل البحث الأول في الشرق الأوسط عن "المواد المشعة"

تساهم البحوث العلمية والدراسات التطبيقية في خدمة المجتمع والمساهمة في تطويره ونهضته، في جميع المجالات، وتعني الكثير من الطالبات السعوديات بإنجاز البحوث العلمية، وبشكل خاص في المجال الطبي والصحي، وتميزت الكثيرات منهن في هذا المجال تميزاً تعدى حدود الوطن.
 
سجلت طالبة الماجستير السعودية غادة عبدالعزيز البعادي، إنجازاً سعودياً حصلت من خلاله على درجة الماجستير ، يعد البحث الأول على مستوى المملكة والخليج والشرق الأوسط.
 
بحث الطالبة البعادي هو "إدارة المواد المشعة في الرعاية الصحية"، والتي حصلت من خلاله على درجة الماجستير من جامعة الخليج بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، تحت إشراف الدكتورة أسماء علي أبا حسين أستاذة الجيولوجيا والجيوكيمياء المشاركة في جامعة الخليج، والدكتور ياس عباس السلطاني أستاذ هندسة الحسابات المشارك في جامعة الخليج العربي، والدكتور خالد احمد الموصلي استشاري الهندسة النووية من أرامكو السعودية. 
 
تعتبر الشهادة التي حصلت عليها غادة البعادي الأولى على مستوى المملكة والخليج والشرق الأوسط، وجاءت شهادة الماجستير امتداداً لشهادة البكالوريوس من جامعة الملك فيصل بالإحساء عام 1997م في تقنية المختبرات الطبية. 
 
وعبرت غادة البعادي عن فخرها بما حققته، مؤكدة أنها حريصة كل الحرص على خدمة وطنها في مجالها وتخصصها بالصورة المطلوبة، وقدمت البعادي شكرها وتقديرها لكل من ساهم في انجازها التعليمي وخصت بالذكر والدها اللواء المتقاعد عبدالعزيز البعادي ووالدتها وأشقاءها وشقيقاتها وأبناءها وأساتذتها وزميلاتها على دعمهم المتواصل وتشجيعهم حتى وصلت إلى ما وصلت إليه مثمنة كل الجهود ومتمنية التوفيق للجميع.
 
البحث العلمي
هدفت الدراسة التي قدمتها البعادي إلى قياس مدى التزام أقسام الإشعاع بمتطلبات الإدارة السليمة للمواد المشعة في الرعاية الصحية، وذلك من خلال تطبيق التعليمات العامة للحماية من الإشعاعات المؤينة الخاصة بالمملكة العربية السعودية، وإمكانية إيصال هذه الأقسام إلى المستوى الدولي للحصول على شهادةISO14001 للإدارة البيئية. 
 
ولتحقيق أهداف الدراسة تم تصميم قائمة تدقيق (Audit) واستبانة لاستطلاع رأي الموظفين المتخصصين بالإشعاع وذلك بالاعتماد على تعليمات الحماية من الإشعاعات المؤينة وISO14001. وتم إجراء دراسة استطلاعية ميدانية على إحدى مستشفيات المنطقة الشرقية للتأكد من وجود المشكلة ولتحسين أدوات الدراسة بحيث تكون موجهة ومتخصصة أكثر، ثم طبقت على مستشفيات المملكة المستخدمة للمواد المشعة والتي كان عددها 52 مستشفى. 
 
وأظهرت نتائج الدراسة أن أقسام الإشعاع في مستشفيات المملكة تطبق 80.5% من تعليمات الحماية من الإشعاع، وقلة الزيارات التقيّمية لهذه الأقسام من قبل الجهة الرقابية، وإن 23.8% من المستشفيات أجرت تغييراً في مبنى الأقسام بعد الحصول على رخصة استخدام المواد المشعة، وتدني تطبيق متطلبات الطوارئ بالرغم من أن 19% من هذه الأقسام وقع لديها حوادث إشعاعية، والنفايات المشعة تبقى في المخازن مدة طويلة مما يزيد من مخاطرها، والعاملون في أقسام الإشعاع بحاجة إلى دورات متخصصة وبرامج توعوية للحماية من الإشعاع، و70% من المستشفيات مهتمة بالحصول على اعتماد الجودة، وتوجد علاقة طردية بين تطبيق تعليمات الحماية وتطبيق متطلبات ISO14001  .
 
وأوصت الدراسة بالحصول على اعتماد ISO، وضرورة القيام بزيارات ميدانية لأقسام الإشعاع من قبل الجهة الرقابية لمتابعة تنفيذ التعليمات دورياً، وزيادة عدد مسؤولي الحماية من الإشعاع السعوديين، واستحداث نظام معلوماتي يربط بين الجهة الرقابية وأقسام الإشعاع في المستشفيات لرصد ومتابعة المواد المشعة منذ لحظة استيرادها حتى خروجها منها كنفايات، ولتنظيم تواريخ التدريب والتوعية، ولتسهيل المعاملات الإدارية كالتراخيص وغيره.