تحالفات نسائية سعودية... قادمة !

هي – شروق هشام 
 

إستطاعت المرأة السعودية ان تلعب دوراً ريادياً في استثمار طاقاتها الابداعية والارتقاء بثقافتها ومفاهيمها بهدف ان تتبوأ الموقع المناسب الذي يليق بها في قطاع الاعمال، حتى بات قطاع الأعمال النسائي قطاعا حيويا ومتناميا بثبات وقوة.

وشهد قطاع الأعمال النسائي السعودي في الآونة الأخيرة ظاهرة هي الأولى من نوعها، وهي قيام "تكتلات" أو "تحالفات" نسائية، والتي تعد نقلة نوعية لها العديد من الفوائد المجزية والمساهِمة في التنمية الاقتصادية الوطنية، ومن أهمها:

تكتلات نسائية للاستحواذ على مشروعات اقتصادية متعثرة 
كشفت مستثمرات سعوديات وعاملات في السوق المحلي عن رصد تكتلات نسائية تقودها سيدات أعمال بالغرف السعودية للاستحواذ على أعلى نسبة من المشروعات الاقتصادية المتعثرة التي تدار من قبل عمالة أجنبية، خاصة بعد قرارات وزارة العمل التي أسهمت في خلق فرص استثمارية أمام السعوديات، وأكدت المستثمرات ارتفاع حجم العوائد الاقتصادية للمشروعات التي تم استحواذها سابقاً خاصة في المدن الرئيسية بمعدلات تصل الى 40%. 
 
وبينت الدكتورة نشوى طاهر رئيسة اللجنة التجارية الاستراتيجية بغرفة جدة، لإحدى الصحف المحلية، رصد نمو في الاستحواذ على مشروعات اقتصادية متعثرة وأخرى جديدة خاصة في قطاع المقاولات والعقارات، وهذا يشير الى ارتفاع ملحوظ في مشاركة المرأة السعودية في الاقتصاد، وهو يخلق تنافسية بين التكتلات التي تقودها سيدات الأعمال وشابات الأعمال في الغرف التجارية مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة للنساء وامتصاص البطالة والاعتماد على إدارتهن لمشروعات اقتصادية بعد إنهاء دراسات مستفيضة لحجم الأرباح التي تجنى من هذه المشروعات.
 
وأشارت إلى إن دخول التكتل النسائي في قطاع المقاولات اصبح جديداً خلال الآونة الأخيرة، وهذا يلمح بدخولها للسوق بتنافسية مع رجال الأعمال الذين يقودون قطاع المقاولات، إضافة الى أن المشاريع المتعثرة والتي أصبح يقودها حالياً تكتل نسائي، ما هي الا نتاج لقرارات وزارة العمل والداخلية والتي أسهمت في عزوف العمالة الأجنبية عن هذه المشروعات تخوفاً من العقوبات التي تترتب عليهم وعلى المتسترين عليهم جراء شروعهم في العمل الاقتصادي السعودي.
 
تحالف نسائي للاستحواذ على الفرص الاستثمارية بالمدينة المنورة
كشفت غرفة المدينة المنورة في وقت سابق عن وجود تحالفات نسائية للاستحواذ على مشروعات اقتصادية لفرص استثمارية في عدة قطاعات تجارية بكافة محافظات منطقة المدينة المنورة، بعد تقديم دراسات جدوى الاقتصادية.
 
وبين أمين عام غرفة المدينة المنورة على حسن عواري، أن التحالفات النسائية تم استكشافها خلال ملتقى تم عقده لاستكشاف الفرص الاستثمارية والأفكار المربحة في المنطقة، بحضور نخبة من سيدات ورائدات الأعمال وعدد من الأكاديميات والطالبات الجامعيات المقبلات على سوق العمل، واعتبر ذلك مؤشرا لقياس جاهزية المرأة في هذا البلد المبارك، لتتبوأ مكانتها كموظفة وسيدة أعمال قادرة على المساهمة في التنمية الاقتصادية. 
 
وأوضحت إيمان فلاتة نائب رئيس لجنة سيدات الاعمال في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة لإحدى الصحف المحلية، إن حجم نشاط سيدات الاعمال في المملكة تعدى الستين مليار ريال، وتقارب نسبة استثمارات النساء السعوديات 21% من حجم الاستثمار الكلي في القطاع الخاص، في الوقت الذي تشير الأرقام الى امتلاك السعوديات ما يقارب المائة مليار، أي 75% من مدخرات المصارف السعودية، وأوضحت أن أبرز القطاعات التي تستثمر فيها المرأة هي قطاع المقاولات، يليه قطاع تجارة المواد الغذائية، ثم قطاع بيع وإعداد الوجبات والمشروبات السريعة. 
 
تحالف نسائي إستراتيجي في سوق العقار المحلي
كشفت مستثمرات سعوديات في القطاع العقاري مسبقاً وفي بادرة هي الأولى من نوعها، أن هناك تحالفاً نسائياً يستهدف ضخ 12 مليار ريال في سوق العقار المحلي وإطلاق مشروعات عقارية عدة وأبراج ومجمعات سكنية عبر تحالفات إستراتيجية نسائية وأكدن بأن هذه المبالغ التي كانت مرصودة لاستثمارها بالخارج سيتم ضخها في مشروعات عقارية في جدة والرياض ومكة والمدينة المنورة.
 
وذكرن أن المرأة السعودية نجحت مؤخراً في الاندماج بالقطاع ولم تواجه أي عقبات لمشروعاتها الاستثمارية، وأن الاستثمار العقاري النسائي يشهد حالياً انتعاشاً كبيراً خاصة في مناطق الرياض وجدة والشرقية، ويعود هذا الانتعاش مقارنة بالمناطق الأخرى لعوامل عدة، أهمها: الكثافة السكانية ووجود شريحة كبيرة من المثقفين الذين يقيمون بها، وأشارت المستثمرات اللاتي اقتحمن سوق العقار أن الاستثمار فيه ناجح 100% مشيرات إلى أن المكاسب نفسها التي يحصل عليها الرجل تجدها المرأة رغم قلة حركتها بالسوق العقاري مقارنة بالرجل. 
 
تحالف نسائي للاستحواذ على المشروعات الحكومية
كشفت نوف الراكان، رئيسة لجنة سيدات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، في وقت سابق عن الاتجاه لتشكيل تحالف عمل نسائي، وتأهيله لنيل فرصة الاستحواذ على المشروعات الحكومية، وأشارت أن جهودا بذلتها مبادرة "تكامل" أدت إلى توظيف 700 فتاة سعودية في قطاع الأعمال خلال عام واحد، وتنمية أفكارهن الإبداعية، وتحويلها إلى مشروعات اقتصادية، وطالبت بإضفاء مرونة على الإجراءات الحكومية التي تخص أنشطة المرأة التجارية، لإشراكها في نمو الاقتصاد الوطني.