أيها الزوج: تفاعل مع زوجتك

إعداد: نشوى عبد الحميد علي فاجأنى زوجى عندما أخبرنى أن صديقه على خلاف دائم مع زوجته، وعندما سألته عن السبب قال إن زوجة صديقه لا تحافظ على أسرار البيت وتفضي بها إلى أمها وصديقاتها. وفى محاولة مني للصلح ذهبت لزوجته لأعرف سر تصرفها فأجابت: "وماذا ينتظر مني وهو دائما مشغول عني وعندما يعود للبيت يجلس أمام التلفزيون أو الإنترنت إلى أن ينام، وإذا حاولت أن أتحدث معه لا أشعر أنه يتجاوب معي، فلماذا يلومني الآن إذا أخرجت مكنون ما فى صدري من أفكار وهموم لمن يستطيع أن يسمعني!!!". وبالرغم من إختلافى مع الزوجة فى عدم وجود مبرر كاف لإفشاء أسرار البيت، إلا أننى عرفت أن المشكلة تكمن فى أن زوجها يفتقد حسن الإصغاء لها. وأنا ألتمس له بعض العذر في ظل الجهد الذي يحتاجه رجال هذا الزمان للعمل والكسب لتوفير حياة كريمة لأسرهم ما قد يجعل بعضهم يفتقد لسعة الصدر لإستيعاب زوجته والتفاعل معها فى ما يهمها من أمور. لذلك أردت أن أوضح لكل زوج أن المرأة بطبيعتها تشعر بالراحة لمجرد الحديث عما يكمن فى صدرها من ضيق أو أفكار أو مشاعر تشغلها، وأنها تحتاج للمسات بسيطة منك لتحتويها و تسعدها، ومن هذه اللمسات: 1- إنتبه لما تقوله زوجتك وحاول أن تصرف عن ذهنك ما يشغلك من أفكار، اطفئ التلفزيون أو الكمبيوتر أو مهمان كان لدقائق حتى تتم حديثها. 2- إتجه بجسمك لتواجه زوجتك وانظر إلى عينيها عند حديثها إليك وعبر عن تفهمك لما تقوله بإيمائك لرأسك وحاول أن تتفاعل بملامح وجهك أثناء الحديث. 3- لا تقاطعها أثناء حديثها و إتركها تقول كل ما تريده و تشعر به. 4- إذا أحسست أنك لا تفهم ماذا تقصد فيمكنك أن تطلب منها التوضيح أكثر (و لكن تأكد أنك لم تسرح بأفكارك بعيدا عنها وتريدها أن تعيد ما قالت لإن ذلك سيحبطها). 5-.إذا كانت زوجتك تخلط المواضيع فيمكنك أن تطلب منها بود و هدوء ألا تدخل في موضوع آخر حتى تنهى الموضوع الاول لتستطيع التركيز أكثر معها. 6- لا تبد رأياً او نصيحةً من دون أن تطلب هي المساعدة، فهي في الأغلب تحتاج للفضفضة فقط و لا تحتاج لحلول. 7- تجنب تماما أن تنتقدها أو تُسفه مما تقوله لأن ذلك يجرحها و حاول أن تذكر نفسك دائماً أن زوجتك تختلف عنك وانها بطبيعتها العاطفية تهتم بأشياء قد تكون من وجهة نظرك تافهة ولا تستحق عناء التفكير. 8- إذا طلبت منك رأيك فلا تجيبها بعبارة (إفعلى ما تحبين) فهى تسألك لأنها تحب أن تشاركها أدق تفاصيل حياتها، فما المانع أن تجيبها حتى وإن إعتقدت أنه أمر بسيط لا يحتاج لرأيك؟ وأخيرا أيها الزوج المحب، لا تبخل على زوجتك بالتفرغ ولو لنصف ساعه كل يوم أو يومين للإصغاء لما تقول، فهي تحتاج أن تتواصل معها وتحتويها و ستنوء بها من الإضطرار إلى التحدث مع آخرين عما يهمها، و ستجعلها تشعر كم تهتم بها وتحبها، فتبذل هي قصارى جهدها في التفاني فى خدمتك وإسعادك.