Petra Nemcova عارضة "القلوب السعيدة"

إعداد: عمرو رضا
 
وراء كل محنة منحة، حقيقة تؤمن بها العارضة التشيكية الموهوبة بترا نيمكوفا Petra Nemcova، التي صارعت الفقر في صغرها، فصارت من أغنى بنات بلدها، وقاومت موجات التسونامي رغم الكسور والآلام فتحولت لواحدة من أشهر عارضات الملابس الرياضية، وعانت من انكسار القلب بوفاة حبيبها أمام عينيها، فتفتح لها ألف قلب في كل مدينة زارتها بفضل أعمالها الإنسانية الدائمة.
 
ولدت العارضة بترا نيمكوفا في كارفينا بدولة تشيكوسلوفاكيا القديمة في24 يونيو 1979، بواحد من أفقر أحياء الدولة وهو مورافياسيليزيا ،مع شقيقتها أولغا ورغم شحوبها الدائم بسبب نقص التغذية، الا أن أحد وكلاء مؤسسة NEXT لتدريب واكتشاف عارضات الأزياء التقطها من بين كل بنات الحي الفقير وهي في الخامسة عشر من عمرها، وبعد اجتياز فترة التدريب والاختبارات قدمت بعض العروض المحلية الصغيرة، ولكن فوزها عام 1995 بالمركز الأول في مسابقة مجلة إيليت فتح أمامها أبواب أسبوع الموضة ميلان لتنطلق خطوتها الأولى.
 
ثم شاركت سريعا في الحملات الدعائية للعلامات التجارية Benetton بينيتون، Bulgari بلغاري، Cartierكارتييه، Clarins كلارنس،Cortefiel كورتيفيل، Dirk   Bikkembergs ديركبيكمبرجز،Fortunoff،غراف، Hewlett Packard/Intel، HS،Intimissimi، جونلويس،لانكستر،لابيرلا،لاسينزا،Maidenform،Max Factorماكسفاكتور،Pantene Pro-V بانتينبرو- V،Passport ،Playtex، Rampage، Schwarz kopfشوارز كوف،Victoria's  Secretفيكتوريا سيكريت، Wild Orchidوايلد أوركيد.
 
عام 2004 كان لحظة فاصلة في حياة العارضة الشهيرة فقد تحولت عطلتها في تايلاند برفقة صديقها المصور سيمون اتلي لمحنة كبرى، بعدما أزاحت موجات التسونامي كل شيء ولم تجد الا غصن شجر تمسكت به لثمان ساعات كاملة للنجاة من الموت بينما توفي صديقها أمام عينيها، وقد خرجت من الأزمة بكسر في عظمة الفخذ و كسرفي الحوض وإصابات داخلية خطيرة وجراح غائرة في معظم أنحاء الجسد، وتوقع الجميع أنها انتهت تماما كعارضة أزياء، ولكن قدرتها على الصمود أذهلت الجميع، فقد عادت أجمل واحتلت عام 2010 المرتبة السادسة عشرة في قائمة أكثر نساء العالم جمالا وفق المجلة Ask men ، كما اختيرت لتتصدر أغلفة الدوريات المتخصصة في ملابس السباحة لخمس سنوات متتالية، كما شاركت في تقديم  الموسم الثاني عشر لبرنامج "الرقص مع النجوم" وتم اختيارها الوجه الإعلاني لشركة الحاسبات العملاقة HP.
 
أبرز ما حدث بعد إعصار تسونامي هو توجه بترا لدعم كل الأطفال المشردين في العالم وضحايا الكوارث الطبيعية، فأسست ورأست صندوق قلوب سعيدة Happy Hearts Fund، بجزيرة هايتي، وحملت لقب القنصل الفخري للجزيرة في بلادها التشيك، وهي تتحدث عدة لغات منها التشيكية، السلوفاكية، البولندية، الإنكليزية والفرنسية والإيطالية، ما رشحها لتولى مهمة سفيرة الإنسانية، كما ارتبطت عاطفيا رئيس وزراء هايتي لوران اموث.