هي تلتقي خبيرة الفنون السعودية داليا إسلام

جدة - إسراء عماد نَشَأَت خبيرة الفنون السعودية داليا إسلام في السعودية من أب سعودي وأم بريطانية، بدأ اهتمامها وشغفها بالفن منذ صغرها، وبَرَزَت هوايتها في الرسم بشكل واضح، إلا أنها حين كبرت ابتعدت عن الرسم وبدأت بالاهتمام والتَعَمُّق في دراسة تاريخ الفن وبالأخص الإسلامي، فتَخَصَّصَت في دراسة تاريخ الفن الإسلامي والفن العربي المعاصر بجامعة "adembra" باسكتلاندا، على يد البروفيسور Robert Helen Bran وهو أشهر مدرس للفن الاسلامي هناك. وبعد تخرجها عَمِلَت في مجال الفن الإسلامي في لندن لمدة ثمان سنوات، ثم فَضَّلَت العودة إلى وطنها لتأسيس شركتها الخاصة في تقديم الاستشارات الفنِّية. “hiamag.com” تلتقي بخبيرة الفنون داليا إسلام في حوار ممتع. ما سر اختيارك لدراسة "تاريخ الفن" بالتحديد؟ ذَهَبَ اهتمامي في هذا الطريق لأن في رأيي أننا لا نستطيع الحكم على أي شعب من شعوب العالم القديم إلا عن طريق الفن، في وقت لم يكن هنالك كاميرات وصور تُوَثِّق هذا الزمن، فقط تَبَقَّى لنا ما تركوه من فن، ليُقَدِّم لنا إعلام ومعلومات عن الشعب الذي صنعه. وكيف كانت بداية حياتك العملية؟ بعد أن تَخَرَّجْت، عَمِلْت بقسم الفن الإسلامي بشركة “Sodomies” وهي شركة مزادات في لندن، وتَخَصَّصْت في صوت الفن الإسلامي بالشركة، ثم قدَّمت لهم فكرة بأن نبدأ في مزادات للفن العربي المعاصر في لندن، ووافقوا على الفكرة وتَحَمَّسوا لها، فأسَّسْت أول مزاد في الفن العربي بلندن ونجحنا فيه نجاحاً منقطع النظير. بعد هذا النجاح، لماذا قررتي العودة إلى السعودية؟ بعد ثمانية سنوات من العمل هناك، وَجَدْت انني قد استفدت منهم وحصلت على الخبرة الكافية وحان الوقت أن أرجع لوطني وعائلتي ومجتمعي المسلم، فَعُدْت إلى السعودية وأسست شركتي الخاصة بإسم “Maderet by Dalia Islam”. ما هو الدور الذي تقومين به من خلال شركتك؟ بصفتي خبيرة فنون أعمل كاستشارية للأعمال الفنِّية، أساعد كل من لديه اهتمام بالفن ويريد تجميع لوحات أو أعمالا فنِّية ولا يعي جيداً قيمة تلك اللوحات سواء المالية أو الفنية، فأقوم بمساعدته وتوجيهه، بحكم خبرتي وذائقتي الفنية، وبفضل الله المجتمع السعودي شغوف بالفن، ونحن سعيدون بنتائج المعارض التي نقوم بها هنا. ماذا يعني إسم شركتك "madered”؟ الـmadered هو الاسم الكيميائي للون الأحمر الذي انشق في الأساس من كلمة عربية وهي "العصرة" أي العصير الجزر. وهل لذلك علاقة بتاريخ الفن؟ نعم، فأول لون تم اكتشافه لصبغة الملابس في العالم هو اللون الأحمر(madered)، وهو لون مشهور كان يستعمل منذ القدم في ملابس السُلطْة، وعُرِفَ هذا اللون في جميع حضارات البلدان حول العالم مثل الصين والهند وايطاليا وبريطانيا وفرنسا والشرق الأوسط كما أدخل في العلم الياباني. وما الرسالة التي يحملها الإسم؟ أحببت ان تدل العلامة التجارية الخاصة بي على التواصل بين الحضارات منذ قديم الزمان، فالاسم عربي في الأساس، استُعْمِل في جميع الحضارات والبلدان، ولا يوجد لهذا اللون أي حدود، وهذا ما احببته لأن الفن أيضاً ليس له حدود، ولا يقتصر على ثقافة معينة أو زمن معين. ماذا عن مشاركاتك في المعارض الدبلوماسية بالقنصليات؟ في نفس الوقت الذي بدأت فيه تأسيس شركتي، طَلَبَت مني شركة “BMG” مشاركتهم في معرضهم الأول وكان في القنصلية التركية مع فنان تركي، ثم في معرضهم الثاني في القنصلية الإيطالية، مع المصورة الإيطالية "تريزا إيماويللا" وبفضل الله ارتقينا إلى المستوى الدولي. ما رأيك في المصورة الإيطالية تريزا، التي شاركتيها المعرض الأخير؟ تريزا رائعة برغم صغر سنها، وفكرتها تأتي من الستينات حين كان المجتمع يهتم بالطبيعة، فَعَبَّروا عن هذا الذوق من خلال الصورة التي تترجم إحساسهم لحظة التقاطها، فالصورة تحكي شعور المصور حين كان وسط الغابة أو امام البحر أو تحت الشمس، وتريزا تأمل أن تصل إلى نفس الشيء، وبالفعل لوحاتها تساعد كل من يدخل إلى المعرض بأن يشعر بشعورها وإحساسها وقت التقاط الصورة، وتأملها في الشمس وسعادتها أو ربما حزنها أحياناً في بعض اللوحات. لمشاهدة صور المصورة الإيطالية تريزا إيماويللا يمكنكم زيارة تغطية "hiamag.com” لمعرضها الأخير عبر هذا الرابط : http://www.hiamag.com/تدشين-مبادرة-دبلوماسية-الفن-بجدة/