سيارات تحمل مزيجًا فريدًا من الماضي والحاضر

هناك حكمة غربية تقول "Old is Gold" وتعني أن القديم له قيمته التي تجعله ثمينًا تمامًا كالذهب، لذلك نجد في عالم السيارات عشاق السيارات الكلاسيكية ، ممن يجدون متعة خاصة في قيادتها، ويعتبرونها رمزًا من زمن جميل يتوقون إلى تفاصيله.. وربما كان ذلك سببًا وراء تفكير البعض في العودة إلى سحر الماضي وإعادة إحياء طرازات قديمة ولكن دون التخلي عن الحاضر وأنظمته المتطورة، فأتت إلينا سيارات تحمل مزيجًا فريدًا من الماضي والحاضر!

بلاك كويلين

للوهلة الأولى أثارت السيارة الحيرة والتساؤل ما إذا كانت تنتمي لهذا المكان بالفعل أم أنها تخص أحد المتاحف بتصميمها الكلاسيكي المميز، وبعد الاقتراب منها أكثر اتضح أنها سيارة معاصرة بتصميم كلاسيكي تحمل اسم Black Cuillin، وهي السيارة الأولى لصانعتها الإنجليزية الناشئة Eadon Green..

فقد بدأ الأمر مع المصمم الإنجليزي Felix Eaton عام 2013 أثناء مشاهدته إحدى حلقات مسلسل "بوارو Poirot" على شاشة التلفاز، فأعجبته سيارة طراز ألفا روميو 8C 2900 تعود إلى زمن الثلاثينيات يقودها أحد أبطال المسلسل، وحين أراد الحصول على سيارة كلاسيكية مماثلة وجد صعوبة في ذلك، نظرًا لأن الطرازات الباقية منها نادرة وبالتالي غالية الثمن تقدر بالملايين، كما أن قيادتها لن تكون سهلة في الوقت الحالي، كل هذا دفعه إلى قرار تصنيع سيارة بنفسه في مشروع أطلق عليه اسم FE57، ثم تطور الأمر بعد ذلك من رغبته في بناء سيارة إلى تأسيس شركة لبناء السيارات أطلق عليها اسم Eadon Green وذلك في العام الماضي.

تفاصيل سيارة بلاك كويلين

بعد اكتمال المشروع شهدت مدينة جنيف ميلاد سيارته الأولى Black Cuillin–وهو اسم سلسلة جبال في أسكتلندا- وقد استوحاها من الطراز ألفا روميو الذي بدأ من عنده كل شيء، فتألقت في طلاء قرمزي خلاب وامتدت مقدمتها العملاقة أمامها لتنتهي عند واجهة يبدو كل شيء فيها منتفخًا في فخامة، وفي منتصفها استقرت الشبكة الأمامية بلونها الفضي في تصميم أشبه بدروع المحاربين القدماء، وعلى جانبيها غاصت المصابيح الأمامية مستديرة الشكل داخل تجويف فضي، واستقرت في الجزء السفلي من المقدمة شبكة أفقية تمد المحرك بما يحتاجه من هواء..

وعلى جانبي المقدمة استقرت العجلات الأمامية تاركةً مسافة كبيرة بينها وبين الأبواب، وقد برزت الرفارف من فوقها ثم انسابت بنعومة إلى أسفل باتجاه الأبواب لتنتهي عندها كعتبات.. أن صانعي السيارة قد اكتفوا بهذه الأجزاء الضخمة في المقدمة، فبدأ كل شئ ينحسر نحو الخلف لتأتي المؤخرة بنهاية مدببة، واستقرت المصابيح الخلفية على جانبيها كشريط رأسي سميك..

هذا المظهر العتيق في الخارج لا يمت بصلة إلى مقصورتها التي أكد صانعوها أنها تتمتع بكل التقتنيات العصرية ووسائل الترفيه، وكأن خارج السيارة ينتمي لعصر وقلبها ينتمي لعصر آخر، ومع ذلك لم تتوفر تفاصيل بشأنها بعد..

أما فيما يتعلق بقلبها فما نعرفه فقط هو الاعتماد على محرك V12 سعته ستة لترات، وإن كانت الأخبار تتردد عن قدرة السيارة بواسطة هذا المحرك على بلوغ سرعة قصوى تتجاوز 270 كم/س.  

سيارة ميني من قلب الستينيات

أما هنا فقد ظهرت سيارة مستوحاة هذه المرة من السيارة "ميني" -الشهيرة منذ فترة الستينيات-بدرجة تقترب من التطابق، لذلك تم منحها اسم ميني أيضًا ولكن مع إضافة كلمة "Remastered" وتعني "نسخة أصلية معدلة"..

وصانعة السيارة هي شركة إنجليزية ناشئة هي الأخرى وتُدعى "دايفيد براون" -على اسم مؤسسها- وقد أعلنت عن نفسها لأول مرة في عام 2013، وفي العام التالي كشفت عن أول طرازاتها "سبيد باك GT" المستوحى من السيارة أستون مارتن DB5 التي تنتمي إلى زمن الستينيات، ثم مؤخرًا كانت تزيح الستار عن سيارتها الثانية "ميني Remastered" خلال معرض لندن للسيارات.. 

تتمتع السيارة ميني الجديدة بنفس حجم وملامح ميني الستينية، ولكن هذا لا يعني عدم وجود إضافات عصرية مثل وهج LED الذي يطل من عينيها المستديرتين، أما الشعار القديم فقد تغير ليستقر مكانه شعار الشركة الملون بألوان علم بريطانيا، وتأتي المقصورة بمزيج محير من الكلاسيكية والعصرية معًا، فتجد شاشة لمس للتحكم في الأنظمة الترفيهية وعرض البيانات تستقر بجوار عدادات عتيقة الطراز وعجلة قيادة لم نرها سوى في أفلام الستينيات، ووسط كل هذا يستطيع هاتفك الذكي الاتصال بالسيارة عن طريق تطبيق Apple CarPlay أو Android Auto!

أما محرك السيارة الأصلي فهو رباعي الأسطوانات سعة 1.3 لتر، وقد استُخدم في السيارة الجديدة بعد أن أُجريت عليه تعديلات ليصبح أقوى بنسبة 50% وتزداد قوته الحصانية من 60 إلى 90 حصانًا، كما تم تطوير ناقل الحركة رباعي السرعات ونظام التعليق.

كرايسلر أتلانتيك

ليست هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها سيارات بتصميم كلاسيكي وأداء عصري حديث، ففي عام 1995 كشفت كرايسلر عن سيارتها الاختبارية "أتلانتيك" والتي كانت مستوحاة من السيارة "بوجاتي أتلانتيك" التي تعود إلى فترة الثلاثينيات، وكل ذلك يؤكد أن العقود القديمة ما زالت تلقي بسحرها على صناعة السيارات حتى وقتنا هذا.