العاصفة الثلجية "جوناس" توقف الحياه بأمريكا تماماً

تراجع تساقط الثلوج في مساء يوم أمس الأحد في الساحل الشرقي في الولايات المتحدة وبعد أن استمر انهمار الجليد بكل متصل لمدى تزيد عن ثلاثين ساعة، وبالرغم من انحسار العاصفة الشتوية الثلجية "جوناس" والتي أدت إلى توقف الحياة تماماً في ولايات الساحل الشرقي والتي يعيش فيها ما يقرب من 85 مليون شخص إلا أن آثارها المدمرة مازالت باقية ويتوقع أن تستمر معاناة سكان الساحل الشرقي مع كميات ضخمة من الثلوج تغلق شوارع المدن والولايات الشرقية ومع استمرار شركات الطيران في إلغاء رحلاتها من وإلى المنطق المتضررة بفعل العاصفة.
 
العاصمة الأمريكية واشنطن والتي كانت في قلب العاصفة جوناس وتلقت ضربة قاسية للغاية من العاصفة تسببت في شلل تام في واشنطن. وقد وصل ارتفاع الجليد في عدة مناطق في واشنطن إلى 30 إنش مع تعطل نسبة كبيرة من وسائل النقل العامة ولذلك فإن المدارس والمنشآت الحكومية مازالت مغلقة حتى يوم الإثنين وبالرغم من انحسار العاصفة لحين الانتهاء من عمليات إزاحة الثلوج من الطرق، وبالإضافة إلى ذلك فإن حركة الطيران مازالت معطلة بنسبة كبيرة بسبب إلغاء معظم الرحلات الجوية في مطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن ومطار واشنطن دالاس الدولي.
 
أما بالنسبة لمدينة نيويورك فقد بدأت العاصفة في الانحسار وتراجع معدل انهمار الثلوج بداية من عصر يوم السبت وبدأت بالفعل عمليات إزالة الثلوج من الطرق وإعادة فتح خطوط المواصلات العامة والطرق بداية من صباح يوم الأحد وتم السماح للسيارات بالمرور في طرق المدينة بعد أن كان عمدة المدينة بيل دي بلازيو قد أصدر قرار سابقا بمنع مرور السيارات في طرق المدينة باستثناء الحالات الطارئة.
 
وطبقا للإحصائيات الأخيرة للشرطة والإسعاف فإن العاصفة جوناس قد أودت بحياة أكثر من 30 شخصاً معظمهم قتلوا في حوادث طرق أو بفعل الإجهاد والبرودة الشديدة، وخلال العاصفة الثلجية أعلنت 11 ولاية حالة الطوارئ القصوى ومنها بنسلفانيا، نيوجيرسي، فيرجنيا، ميرلاند وكارولينا الشمالية وهي من الولايات الأكثر تضررا بفعل العاصفة الثلجية. ويقوم حاليا رجال الدفاع المدني بتنظيف الشوارع الرئيسية والمساعدة في إنقاذ العالقين، بينما يقوم المواطنون في الأحياء والمناطق السكنية في الولايات الشرقية بالتعاون معا في محاولة إزالة الثلوج من أمام منازلهم ومن الطرق المؤدية إلى أحيائهم السكنية بينما قام البعض الآخر بإعادة شراء المؤن والاحتياجات الضرورية بعد أن تسببت العاصفة في توقف المحال التجارية
 
العاصفة جوناس تعد ثاني أسوأ عاصفة ثلجية تضرب البلاد منذ عام 1869 والذي شهد أسوأ عاصفة في تاريخ البلاد وفي تاريخ مدينة نيويورك، وتعد العاصفة جوناس أيضا هي أسوأ عاصفة ثلجية تشهدها أمريكا الشمالية منذ خمس سنوات وتحديدا خلال الفترة ما بين 31 يناير-2فبراير في عام 2011 وعندما هبت عاصفة أمريكا الشمالية الشتوية (North American winter storm) وهو ما أطلق عليها بعدها اسم " عاصفة يوم جراوندهوج الثلجية في عام 2011" (2011 Groundhog Day Blizzard) ولقد تسببت هذه العاصفة في مقتل 36 شخصاً.