قصص واقعية: زوجان سعوديان يتبرعان لتعليم "القرآن" للصم

تظهر في المجتمع السعودي العديد من صور التكافل الاجتماعي التي حث عليها الإسلام، والتي تتضمن الكثير من المبادرات الاجتماعية المهمة التي تخدم مختلف شرائح المجتمع لاسيما الأيتام والمعسرين وذوي الإعاقة.
 
وفي بادرة اجتماعية فريدة ومتميزة تطوّع معلم سعودي وزوجته من محافظة الرس بمنطقة القصيم لتعليم 20 شابًا وفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم تلاوة القرآن الكريم وتجويده وحفظه من خلال حلقات أسبوعية خصصاها لهذه الشريحة في أحد جوامع المحافظة تحت إشراف الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
 
بادرة المعلم وزوجته
خصص المعلم سلطان الحمود بحكم تخصصه الجامعي في مجال التربية الخاصة وتدرسيه للصم، وزوجته وفاء الحميد جزءًا من وقتهما الخاص لتعليم عدد من الصم القرآن الكريم بعد أن حرموا من سماعه في المسجد خمس مرات في اليوم، وأثر ذلك على إمكانية حفظهم نطقهم للقرآن الكريم.
 
ويتلقى 15 شابًا تعليم القرآن الكريم على يد المعلم الحمود من خلال درسين في الأسبوع وفي حلقة الصحابي عبد الرحمن بن عوف، في جامع الشيخ صالح بن مطلق الحناكي بمحافظة الرس، تبدآن من بعد صلاة المغرب حتى آذان صلاة العشاء لتعليمهم القرآن الكريم، بدءًا من التلاوة إلى التجويد وانتهاءً بالحفظ، ويسير على هذا النهج زوجته وفاء الحميد التي تعلم خمس فتيات القرآن الكريم، وذلك في ركن خاص بهن في الجامع.
 
علماً بأن المعلم الحمود وزوجته قد تطوّعا مع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لتعليم هذه الفئة الغالية على قلوبنا "القرآن الكريم" عبر حلقات تعليم أسبوعية بلغ عدد المستفيدين منها ما بين 7 إلى 15 شابًا من الصم والبكم أعمارهم من 15 عاماً حتى منتصف العشرينات معظمهم من الموظفين والطلاب يعلمهم الحمود، بينما الفتيات اللاتي تشرف عليهن زوجته وفاء الحميد عددهن 5 فتيات بعضهن موظفات في القطاع الحكومي.
 
يُذكر بأن الحمود قد أشار إلى أن هناك طريقتان يمكن من خلالها قياس مهارة الصم والبكم في التلاوة والحفظ، الأولى عن طريق الإشارات الخاصة بالصم، والثانية أن يقوم الأصم بالتسميع عن طريق الكتابة على ورقة مخصصة ومن ثم يسلمها للمعلم لتصحيح أخطائه، كما بين أنه يسعى لتحفيز حفظة كتاب الله من الصم من الشباب والفتيات عبر تكريم المتميز منهم كل شهر بمكافأة مالية.