منصور بن محمد بن راشد يحضر المجلس الرمضاني للمكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد

حضر الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم المجلس الرمضاني الثاني هذا العام للمكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، والذي استضاف علي خليفة بن ثالث، الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، للحديث عن فن التصوير الفوتوغرافي وقوة تأثير الصورة.

وفي بداية الأمسية الثقافية، أعربت منى بن كلي مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم عن سعادتها بتشريف الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم للمجلس الرمضاني، مشيدة بإهتمام ودعم سموه للمثقفين والفنانين الإماراتيين.

وعُقِد المجلس بحضور عدد من المثقفين والفنانين في مجال التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني، وممثلي وسائل الإعلام، تحت عنوان "قوة التأثير الفوتوغرافي"، حيث استعرض المصور المحترف في بداية حديثه من خلال فيلم مصور قصير، تجربته الشخصية بصحبة الكاميرا التي بدأت منذ سنة 1992،  وكيف استهواه فن الفوتوغرافيا ، وعَرضَ في الفيلم الوثائقي مجموعة من الصور الإنسانية المؤثرة التي التقطها من المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين خلال زيارته للمخيم، حيث عبرت عن معاناتهم وآمالهم وحياة الأطفال، كما استعرض عدداً من الصور في مناطق متفرقة من العالم لأشهر المصورين الفوتوغرافيين في العالم، والتي كان لها تأثيرها المباشر على الرأي العام العالمي.

وأكد علي بن ثالث أن بعض الصور تُحدِث تأثيراً قوياً وتحرك الرأي العام العالمي، كما تحرك منظمات دولية وتغير مسارات حكومات، فهي قد تخلق رأياً عاماً عالمياً تجاه قضايا معينة، واستدل على ذلك بمجموعة من الصور لأشخاص عانوا من المجاعة في بعض المناطق بإفريقيا، وصورة لفتاة أفغانية عبرت عن معاناة واضطهاد المرأة هناك في مرحلة تاريخية معينة، وصور أخرى كان لها مدلولاتها المختلفة، منها صورة للملاكم العالمي الراحل محمد علي كلاي التي عبرت عن القوة الجسدية، وصورة لآخر جندي من ألمانيا الغربية وهو يغادر ألمانيا الشرقية دلالة على بدء تشييد جدار برلين الذي شطر ألمانيا نصفين. 

وأكد بن ثالث أن قوة الصورة الفوتوغرافية تكمن في تحريك الرأي العام، مشيراً إلى أن جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي تعنى تماماً بالمسؤولية الإجتماعية والإنسانية تجاه القضايا العالمية.

سحر الصورة

واعتبر علي خليفة بن ثالث أن شغف التصوير والقدرة على فهمه عنصران مهمّان في مجال الفوتوغرافيا ، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن القراءة هي عمود التصوير وأن الشغف يحتاج إلى 

العمل الجاد والمثابرة وتدريبات خاصة للتعرف على التقنيات الجمالية التي تميز هذا النوع من الفن، بالإضافة إلى أهمية التكوين الذاتي للمصوّر في هذا المجال من خلال الإحتكاك برواد وكبارالمصورين. 

وفي سياق حديثه عن الشروط اللازمة لنجاح المصور الفوتوغرافي، أكد أن المُصَور يجب أن تكون له عين ثاقبة وحس الاستكشاف لإلتقاط الصورة المعبرة، مستعرضاً عدداً من الصور التي التقطها تحت الماء في أماكن ومناسبات متفرقة خلال مسيرته، موضحاً أن سحر الصورة الفوتوغرافية يكمن في ألوانها الإبداعية ولغتها البصرية الجميلة والتي توحي كل منها بقصة روائية قوية.

وفي ختام محاضرته، أهدى الفنان علي بن ثالث نسخة من أحد إصداراته الفنية للشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، حيث يتضمن الكتاب مجموعة فريدة من الصور التي التقطها في مناسبات متعددة، ثم تفقد الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم معرضاً مصغراً أقيم على هامش المجلس الرمضاني، يضم مجموعة من الكتب والموسوعات المصورة التي تبرعت بها جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، خُصِصَت قيمة مبيعاتها لصالح حملة "لتعليمها" التي أطلقتها مبادرة المنال الإنسانية، لتعليم الفتيات في السنغال ونيبال ودعم برنامج لتعليم الفتيات في مصر، إلى جانب مجموعة من إصدارات علي بن ثالث التي تعكس خبرته الطويلة في ميدان التصوير الفوتوغرافي.

كما تفقد الشيخ مجموعة من الكاميرات الإحترافية والرقمية التي عُرضت من قبل شركة "لايكا" الألمانية العريقة في تصنيع الكاميرات يدوياً، حيث أبدى سموه إعجابه بجودة منتجاتها ودقتها العالية في التصوير.

فن التحديات

وأشادت منى بن كلي مدير المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد بحيوية هذا القطاع الإبداعي وبروعة الفنون البصرية لما تحمله من رسالة مؤثرة تمس قضايا إنسانية وإجتماعية ، وقالت: " سعدنا بإستضافة أحد أبرز المصورين الإماراتيين، علي خليفة بن ثالث، الذي يتميز برصيد فني زاخر بأسرار فن الفوتوغرافيا بشكل عام ، وهو مجال يعتبر صعباً نوعاً ما في اقتحامه من قبل بعض الفنانين، لأن هذا الفن هو فن التحديات ويتطلب مهارات عالية ومعدات وتقنيات خاصة ودقيقة للمصور لايصال رسالة قوية للمجتمع"، وأضافت: " نسعى من خلال منصة المجلس الرمضاني الثقافي المتكاملة إلى الإرتقاء بإبداعات الفنانين إلى الإحترافية في عالم الفنون البصرية المؤثرة وفي كافة الفنون الأخرى".

وأكدت منى بن كلي اهتمام المكتب الثقافي بجميع الفنون وتخصيص مساحات إبداعية واسعة للمهتمين بكافة أشكاله من مختلف شرائح وفئات المجتمع، بهدف تشجيع الفنانين على إطلاق العنان لعدساتهم، ولقدراتهم الإبداعية في مختلف أشكال الفنون، وذلك تماشيا مع رؤية حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، والتي تعكس التزامها العميق بالمبادرات الثقافية الهادفة ودعم الفنانين، مايسهم بدوره في رفد المشهد الفني والثقافي المزدهر في الإمارات. 

حدث هام

بدوره عبر علي خليفة بن ثالث عن سعادته باستضافته في المجلس الرمضاني الثاني للمكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وقال إن هذا المجلس السنوي الدائم أصبح يُشكل حدثاً هاماً على خارطة الفعاليات الثقافية في إمارة دبي خلال ليالي شهر رمضان المبارك، لما يتناوله من قضايا هامة، "وسنعمل في الدورات المقبلة على توسيع هذه الفعالية بما يكفل استقطاب قطاع أوسع من المصورين والمهتمين بالصورة بشكل خاص والفنون البصرية بشكل عام، ولكن البداية التي قمنا بها في هذا العام كانت انطلاقة جيدة، وسيتم تعزيزها مستقبلاً".

واختتم سعادة الأمين العام بالتعليق على محاضرته التي ألقاها في إطار فعاليات المجلس الرمضاني وحملت عنوان "قوة التأثير الفوتوغرافي" بقوله: "المحاضرة تعد وقفة في محراب بعض الصور الأيقونية التي غيّرت الكثير في العالم، فمنها ما كانت السبب في إنقاذ أرواح بريئة ومنها ما ساهمت في تغيير مسار حياة أشخاص وشعوب، إضافة إلى الصور التي شكّلت مسيرتي الفنية كمصور محترف ومُؤلف، حاولت فيها أن يشاركني الحضور رؤيتي وتجربتي علَها تكون ملهمة للبعض."

سجل حافل

ويحفل سجل علي بن ثالث بالعديد من الإنجازات والأنشطة محلياً وإقليمياً ودولياً، فهو حاصل على دبلوم في التصويرٍ الوثائقي من أكاديمية لندن، ودبلوم في اللغة والأدب الفرنسي من جامعة مونبلييه الفرنسية، وانخرط في عددٍ من الدورات العالمية التخصصية في مجال التصوير من بريطانيا وفرنسا ودبي. وفي عام 2014 فاز بجائزة" القيادة في التصوير الاحترافي" من المجلس الدولي للتصوير IPCالتابع للأمم المتحدة، كأول عربيّ يفوز بهذه الجائزة، وهو من أشهر المصورين المتخصصين في التصوير تحت الماء، وله أعمال متميزة في تصوير الأفلامٍ الوثائقية، وشارك في تغطياتٍ عديدةٍ لأبرز الأحداث في أشهر المدن العالمية منها هايدلبيرج الألمانية وبوكيت التايلندية والقاهرة وباريس وبرشلونة الإسبانية، بالإضافة إلى سلطنة عمان ودولة الإمارات.

ومن أبرز أعماله الحديثة الفيلم الوثائقي القصير"غوّاص غزة"، والذي يروي رحلة شابٍ فلسطينيّ مبتور الساقين إلى دبي لتلقّي العلاج بمكرمةٍ من صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي.

وكان المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلق مبادرة "مجلس المكتب الثقافي الرمضاني" في عام 2016، لتصبح فعالية سنوية تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الفن والثقافة من خلال استضافة شخصيات بارزة من المفكرين والمثقفين والفنانين المعروفين في دولة الإمارات ليكون بمثابة منبرٍ للحوارت الثقافية المُلهِمَة.