عندما يعكر طرف ثالث صداقات طفلك

من المشكلات الشائعة لدى الاطفال في اوقات اللعب، ان يتنازع الصديقان على صداقة الطرف الثالث، او ان يثير الطرف الدخيل الحساسية والغيرة بين الصديقين المقربين، وهنا يبدا التذمر والشعور بعدم الامان والاقصاء لدى احد الاطفال الذي ابعد قصرا او برغبته عن دائرة اللعب للاصدقاء. ولعلاج هذه الحالة السائدة لدى اغلب الاطفال، يمكن اتباع الكثير من الخطوات الاحترازية والعمل بشكل مباشر اثناء النزاع من قبل الوالدين لجعل الامر اقل وطأة على الطفل. 

وبحسب تحليل المختصين التربويين، فان لعب زوج من الاطفال او مجموعة كبيرة منهم يعد امرا طبيعيا ومريحا لهم، اما العلاقة الثلاثية فانها اكثر تعقيدا وتولد الكثير من الصراعات والمشاحنات اثناء اللعب. فغالبا ما يفضل طفل عن الاخر، وهنا تنشا النزاعات ولابد ان يكون احد الاطفال هو الضحية، وبحسب وصف مؤلفة كتاب "افضل الاصدقاء، اسوأ الاعداء، فهم للعلاقات الاجتماعية في حياة الاطفال"، فانه يصعب على الاطفال بعمر 6-8 اللعب بشكل ثلاثي معا، وذلك لانهم ليسوا بذات القرب بالعلاقة بين احدهم الاخر. لذا فالحال في ان تبدا اولا بتدريب طفلك على تقبل هذه العلاقة الثلاثية، وان تعذر عليه ذلك يمكن افهامه حقائق مثل ان الاصدقاء ليسوا متشابهين، او متساوين بدرجة القبول للاخر، وان على طفلك تعلم انه من الصعب ان يكون صديقا مقربا بنفس الدرجة للجميع، فهذا امر صعب جدا وغير ممكن، لذا تحدث لطفلك واقنعه بان يكون لطيفا مع الجميع، ويتجنب اثارة حفيظة الاخر لحساب الصديق المقرب، وان يمتنع عن الهمس فمس في اذن الصديق بحضور الطرف الاخر، او دفع الطفل اثناء اللعب، وان تعذر اللعب واثيرت المشاكل في اجتماعات العائلة مثلا او الصديقات، يفضل ان يفصل بينهم واعطاء كل منهم لعبة تشغله لوحده.

ولتجنب هذه النزاعات، اعملي على تكبير المجموعة من الاطفال ان امكن، فكلما زاد العدد تخلصت المجموعة من الحساسيات وقلت النزاعات. كما عليك التشديد على التخلي عن طابع التملك لدى الاطفال، وبان يستحوذ الطفل على كامل اهتمام صديقه من دون ان يقبل اي تدخل من طرف ثالث. واعملي على تخفيف التوتر عندما يحدث فورا لكي لا يتطور الى شجار، وهذا يعيد الاطفال الى اجواء اللعب والمرح، ونسيان الخلافات الى حين.