ماهي المشاكل التي تواجهها اسرة الطفل الموهوب

لا شك ان الحديث عن الطفل الموهوب او العبقري الذي فاقت قدراته العقلية و الابداعية اقرانه، يعني الحديث عن القوة الدافعة لهذه الموهبة او العبقرية، الا و هي البيئة الداعمة التي ترعرع فيها ذلك الطفل، وهي الاسرة، التي تعد اللبنة الاساسية و الدفة المحركة لهذه القدرات، و الوقود الفعلي الذي يستمد الطفل طاقته منها. 

دور الاسرة في تنمية مواهب الطفل


على الرغم من ان الدراسات التربوية قد اكدت ان من اهم خصائص البيئة الاسرية التي تنمي الموهبة و الابداع لدى الطفل هي البيئة الثرية ثقافيا و الامنة سيكولوجيا، و القادرة على تلبية احتياجات الطفل عاطفياً و نفسياً و اجتماعياً و مادياً، الا ان هناك العديد من الدراسات قد اشارت الى ان اسرة الطفل الموهوب في الواقع تواجه العديد من المشكلات مع طفلها الموهوب.

و من ابرز المشاكل التي تواجهها اسرة الطفل الموهوب :


- ان المشكلة الرئيسة التي تواجه اسرة الطفل الموهوب هي عدم فهم الاسرة لدورها في رعايته و في جهلها لاسلوب التعامل الصحيح معه، فالطفل الموهوب يحتاج الى فهم متعمق، و اساليب خاصة في التعامل، بينما تتعامل بعض الاسر مع طفلها الموهوب على اساس معايير الطفل العادي، و بالتالي تقع في حيرة عندما لا تفلح معه هذه الاساليب العادية في التربية.

- تركز بعض الاسر على تنمية الذكاء العقلي لطفلها الموهوب، بينما تتناسى اهمية العناية بالذكاء العاطفي ايضا، و الذي لا يقل اهمية عن تربية الذكاء العقلي لدى الاطفال، و للاسف يفشل العديد من الاطفال الموهوبين الذين يتمتعون بنسب ذكاء مرتفعة في الحياة العملية الواقعية بسبب افتقارهم لاساسيات الذكاء العاطفي الذي يجعلهم اكثر قدرة على التعامل مع المشكلات العاطفية و مشاعر الفشل في الاحباط و الغضب و الانفعال وغيرها، و اكثر قدرة على التعاطف و التعامل مع الاخرين، و على استخدام المهارات الاجتماعية التي تجعلهم اكثر كفاية في حل المشكلات.

- ان موهبة و عبقرية الطفل المميزة ستخلق و لاشك ابوين يمتلكان توقعات عالية جدا لاداء طفلهما، بينما قد يبالغ البعض منهم في توقعاته فيخلق حول الطفل بيئة اسرية تتسم بالصرامة و الضغط الشديدين لدفع الطفل نحو التميز اكثر، و قد يتجاهل بعضهم حقوق الطفل في اللعب و الترفيه عن ذاته حاله في ذلك حال اقرانه. 

- تستثمر الكثير من اسر هؤلاء الاطفال قدرا هائلا من الجهد والطاقة في حماية موهبة الطفل، خوفا عليها من الضياع، و باسلوب مبالغ فيه احيانا، بفرض الحماية الزائدة، و الحياة الانعزالية، و الصراع الاسري المستمر من اجل الاستقلالية، بينما الحقيقة ان الطفل المبدع لا يستطيع ان يتنفس الا في جو مليء بالحرية،  و لا يمكن لموهبته ان تنمو و تزدهر الا في مناخ يتيح له الاستقلالية و الاعتماد على النفس.