ماذا بعد جلطة القلب ؟

لوحظ في السنوات الاخيرة تقدم عمر الاصابة بمرض جلطة القلب الى عقد الثلاثينيات بل العشرينيات من العمر، وامتد ليشمل فئات كانت بعيدة عن الاصابة بهذا المرض، حتى باتت الجلطة مرض القلب الاول القاتل في معظم دول العالم رغم التطور الهائل في مجالات الطب والجراحة.

وتشير نتائج الاحصاء ان غالبية من كتبت لهم النجاة بعد الاصابة بالجلطة القلبية، ينظرون إلى ما حصل على انه "نداء للاستيقاظ"، ما يعيد ترتيب الاولويات المهمة في حياتهم كي يُحسنوا ادارة دفة الحياة الثانية التي كُتب لهم ان يحيوها، ويؤكد الاطباء على اهمية الاجراءات التي ينبغي ان يتخذها مريض الجلطة القلبية حتى يعود الى الحياة الطبيعية، ويتماثل للشفاء بصورة جيدة. 

ماذا بعد جلطة القلب ؟
اوضح الدكتور حسان شمسى باشا، استشاري امراض القلب بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، ان هناك العديد من الاجراءات الهامة التي ينبغي على مريض الجلطة القلبية الالتزام بها، ومن ابرزها:

- الادوية: 
يخرج مريض الجلطة القلبية من المستشفى عادة مابين اليوم السابع والعاشر (اذا لم تترافق جلطة القلب باية مضاعفات)، وقد يمكث فترة اطول من ذلك عند حدوث مضاعفات، ويعطى المريض عند خروجه من المستشفى عدة ادوية يتحتم عليه الالتزام بها وفقا لتعليمات الطبيب.

- الرياضة البدنية :
يُعطي الطبيب مريض الجلطة القلبية نصائح محددة فيما يتعلق بكمية النشاط البدني الذي يمكن للمريض ان يمارسه ومتى يفعل ذلك وطريقة التكييف مع الحالة الصحية ونمط الحياة والتغيرات الجديدة، حيث ينبغي التدرج في زيادة حركة المريض بعد الخروج من المستشفى، ويحظر عليه العودة الى ممارسة انواع الرياضة العنيفة كالسكواش والتنس الأرضي وحمل الاثقال وماشابهها .

- التدخين:
يجب الاقلاع عن التدخين نهائياً، ويشمل ذلك تدخين الشيشة والسيغار والبايب، وقد اكدت الدراسات العلمية ان افضل اجراء يمكن لمريض جلطة القلب ان يتخذه ليحمي قلبه في المستقبل هو التوقف عن التدخين. 

- الغذاء:
يصف الاطباء مع العلاج الدوائي نظام غذائي محدد يعتمد على الغذاء الصحي السليم والمنخفض الكولسترول، مع تجنب الاكل المقلي والدهون ومشروبات الكافيين، ويجب ان يعلم المريض ان تخطي المرحلة الصحية الحرجة هذه تتطلب التخطيط لتخفيف الوزن الزائد والالتزام باتباع النظام الغذائي الحكيم، علما بان نسبة الوفيات بين المصابين في الدول الغربية التي اعطت التوعية الغذائية والمعالجة الغذائية اهمية قد انخفضت الى نسب متدنية، بينما ارتفعت نسبة الوفيات في الدول التي اهملت الجانب الغذائي والوقائي وركزت على الجانب العلاجي فقط.

- الضغوط النفسية:
من المهم جداً ان يقدر الطبيب والاهل والاصدقاء وضع المريض النفسي بعد اصابته بجلطة القلب، وينصح المريض بتجنب الضغوط النفسية التي كان يتعرض لها من قبل قدر المستطاع . 

- النشاط الجنسي: 
تعد هذه المسألة احدى المسائل التي تشغل بال العديد من مرضى الجلطة القلبية، وفي الواقع يمكن العودة الى ممارسة المعاشرة الجنسية بعد 4-6 اسابيع من حدوث الجلطة، شريطة ان يكون المريض قد تماثل للشفاء بشكل طبيعي ولا يشكي من الام بالصدر او ضيق بالتنفس .

 - العودة الى العمل:
يستطيع معظم المرضى الذين اصيبوا بجلطة في القلب العودة الى عمل خفيف بعد حوالي شهرين من الاصابة، اما الاعمال التي تتطلب جهداً اكثر فيمكن العودة اليها بعد نحو ثلاثة اشهر بشرط الا يعاني من الام بالصدر او ضيق بالتنفس، ولكن العودة الى الاعمال المجهدة غير ممكنة في معظم الحالات.

- الطيران : 
ينبغي على مرضى الجلطة القلبية تجنب السفر بالطائرة في الاسابيع الثلاثة أو الاربعة الاولى على الاقل، ومن الحكمة تاخير السفر لفترة اطول من ذلك، وينبغي استشارة الطبيب قبل السفر، ويفضل ابلاغ شركة الطيران بوضع المريض.