خجل الطفل.. وراثة ام سلوك مكتسب؟

قد تلاحظ الأم أن طفلها يخجل بصورة ملحوظة من الآخرين، الأمر الذي يزعجها ويخيفها، ويجعلها في مراقبة دائمة له حتى تسجل جميع ملاحظاتها عليه وعلى سلوكه لتستطيع وصف الحالة جيداً للمختص حال وجدت الضرورة للجوء إليه.

الخجل والخوف
وهنا يجب ان نطرح سؤالا هاما، وهو هل يرتبط الخجل بالخوف، وهل يمكن ان يكون كل منهما وجهاً للاخر؟

اشار علماء النفس إلى ان الخجل قد يكون شكلا من أشكال الخوف لانه يحدث اضطراباً اثناء احتكاك الطفل بالاخرين، والخجل لا يمكن ان يتحقق الا في وجود الاشخاص، وليس ذلك فحسب بل عندما يلاحظ الطفل إنتباههم له وتركيزهم عليه.

اسباب الخجل
يرى علماء النفس ان هناك عوامل معينة تؤدي الى الخجل، مسببة هيجانا معينا يحدث في فترات متنوعة ومناسبات عديدة وبمجرد الإحتكاك بالاخرين في المواقف المختلفة، ليخلق طابعا نسانيا يميز الفرد عن غيره ويؤثر في حياته وتصرفاته وسلوكه بوجه عام وبالتالي التاثير على مستقبله ايضا.

هل يوجد انسان على وجه الارض لا يخجل؟
يؤكد العلماء عدم حدوث ذلك، اذ انه لابد وان يحدث الخجل لاي انسان وفي اي موقف من المواقف او اي من المناسبات المختلفة، فمن البديهي أن يتعرض اي منا للخجل في فترة من الفترات، إذا أين الضرر في هذه الحالة؟

صفة الخجل
اثبت العلماء أن الخجل يكون أمرا غير طبيعي وغريبا اذا أصبح صفة يتصف بها الطفل منذ نعومة أظافره ومرورا بمراحله العمرية المختلفة، وهو امر يثير الحيطة والحذر، ويجب على الآباء والأمهات الإنتباه لهذه الاشكالية الهامة في هذه الحالة، وأن يولياها اهتماما كبيرا حتى يجنبون طفلهما آثارا سلبيا قد تدخل الطفل في دائرة الإنطواء، والرهاب الإجتماعي.

الخجل وراثة
للوراثة دور كبير في خجل الطفل، وفقا لما أكده المختصون وعلماء النفس، الذين أوضحوا أن للجينات الوراثية تأثير كبير على خجل الطفل من عدمه، حيث يولد الطفل بهذه الصفة منذ، وذلك بسبب الجينات التي تنقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الجنين، وقد يرث الطفل الخجل من والده الخجول، وإن لم يكن الأب كذلك فقد يكون أحد أقارب الأب كالجد، الأمر الذي يؤكد أن للوراثة دخل كبير في تشكيل الطفل الخجول.