الطفل الوحيد .. كيف يكون سعيداً؟

الطفل الوحيد هو بارقة أمل أضاءت حياة أبوين وأسعدت قلوبهما، هو البسمة والتفاؤل والحب والرحمة والمشاعر الجميلة ذات المذاق العذب، هو الحياة في ثوب جديد، فكيف يكون سعيدا بقدر ما أسعد من حوله ببسمته الرائعة وبراءته، وبحبه لوالديه وخوفه عليهما، وبأنسه لهما؟
 
سعادة الطفل الوحيد مسؤولية الأم والأب
كي يكون الطفل الوحيد سعيدا على الأم والأب أن يتفقا على أن يكون سعيدا، والهدف من ذلك التغلب على كل الأمور التي تحول دون سعادته، فكون الطفل وحيدا أمرا لا يجعله تعيسا مفتقدا للسعادة، فقد يكون الطفل الوحيد أسعد الأطفال بل وأكثرهم صحة ونشاطا وحيوية وأنجحهم أيضا، فالقرار بيد الأب والأم وحدهما.
 
للوالدين .. من أجل أن يكون طفلكما الوحيد سعيدا عليكما بالآتي:
لم يختلف أي من المتخصصين التربويين والنفسيين عن هذه النقاط الهامة وهي:
التدليل لا يحقق السعادة 
فلا تترجموا حبكما لطفلكما الوحيد بالتدليل الزائد لأنه سيفسدi وسيفقده مستقبله الذي طالما حلمتما به، فلا لتلبية كل إحتياجات الطفل على الفور، ولا لإشعاره بأن كل ما يريده سيتم تنفيذه على الفور.
 
الصداقة والأمان والإحتواء أهم ما يبحث عنه الطفل الوحيد
فعلى الأب والأم أن يكونا علاقة صداقة قوية مع الطفل الوحيد بوجه خاص، وإعطائه الفرصة ليتكلم وليتحدث عن نفسه والإنصات له جيدا له ليخرج لهما ما به من مكنونات داخلية حتى يتم فهمها وفهم ما يدور بعقله، بل وفهم مشاعره أيضا، كما أن الإحتواء هو أمر هام يبحث عنه الطفل الوحيد بصورة اكبر من الحالات الأخرى التي يزداد فيها عدد الأطفال في الأسرة الواحدة، فالإحتواء يعني إشعاره بالدفء والعطف والحنان، ويحقق له الشعور بالأمان.
 
تقوية بنيانه 
ليكون طفلك الوحيد سعيدا عليك أن تعمل عزيزي الأب على تقوية بنيانه لينشأ متحملا للمسؤولية فلا تنسى أنه طفل وحيد لا يوجد من يستند عليه لاحقا، لذا يجب تعويده الإعتماد على النفس، وحب المسؤولية ووضعه في مواقف من صنعك أنت لتختبر قواه ودرجة تحمله للمسؤولية في كل مرحلة عمرية يمر بها، مع مراعاة أن تكون المواقف ملائمة لعمره.
 
إظهار مشاعر الحب والألفة بين الأب والأم 
يسعد الطفل الوحيد كثيرا عندما يلمس الحميمية والتقارب والألفة بين الأب والأم، فاحرصا على ذلك، فهل تعلم عزيزي الأب أن أفضل ما يمكن أن تقدمه له هو حبك لأمه وحنانك وعطفك عليها لأن ذلك سينعكس على سلوكه فسينشأ رجلا صالحا بارا بأهل بيته ومحسنا لهم رحيما بهم؟ وأنت عزيزتي الأم اسعدي طفلك الوحيد بحبك وإحترامك لزوجك وبتغاضيك عن كل ما يمكن التغاضي عنه لأجله ولتحقيق الإستقرار، فمن منا خالي من العيوب، فلا داعي لإظهار الخلاف أمامه حتى لا يتأثر بذلك بطريقة أو بأخرى.
 
الإنتباه لمواهبه
فعليكما بالحرص على إكتشاف مواهبه والعمل على تنميتها وإتاحة الفرصة له لممارستها فهي أنسه الأوحد الذي لن يجعله يشعر بالوحدة لعدم وجود أخوة له.
 
لا للمبالغة في مشاعر الخوف والقلق
فهذه المشاعر تحول دون سعادة الطفل الوحيد، لأن المبالغة في الخوف والقلق  سيمنعه من اللعب مع الأطفال الآخرين والإختلاط بهم، بل وسيضع له حدود للتعامل مع أقاربه، وخوفكما عليه لن يسمح له بأي بخوض تجارب جديدة بعيدة عن الأم والأب، وبالتالي فهو لن يكتسب خبرات كافية لمواجهة الحياة، والخوف أيضا سيحرمه من رحلة مدرسية يتشوق للإشتراك فيها وهكذا... وكل ذلك سيسبب تعاسة أكيدة له.
 
وأخيرا وفي العمر المناسب حدثاه عن الله سبحانه وتعالى، فإذا أردتما السعادة لطفلكما الوحيد عرفاه بدينه وحبباه في قيمه وتعاليمه ففي تعاليم الأديان فائدة كبيرة للطفل، فهي نقاء للروح، وترجمة حقيقية للأخلاق النبيلة والصفات الراقية التي ستعزز منه وستجلعه أسعد الخلق، نعم سيكون أسعد الخلق عندما يعتاد القرب من خالقه سبحانه وتعالى، والأنس به سبحانه في الصلاة وفي كل أنواع العبادات، فلا تقولي عزيزتي الأم طفلي لازال صغيرا فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر ومن شب على شيء شاب عليه، وبذلك ينشأ الطفل الوحيد طفلا سعيدا.