الدكتور رباب المعبي التنمر الإلكتروني ظاهرة منتشرة بسبب الغزو الاعلامي

أوضحت الدكتورة رباب المعبي أن التنمر الإلكتروني له عدة مسميات ، وهي ظاهرة سلبية نشأت في الغرب و بدأت تغزو مدارسنا بفعل تأثيرات العولمة والغزو الإعلامي الغربي ، ومن تلك المسميات العنف ضد الأقران، أو التنمّر المدرسي، و البلطجة، والتسلط، والترهيب، والاستقواء من قبل فرد أو مجموعة والتي تهدف إلى إيذاء شخص آخر أو أشخاص آخرين.

التنمر الإلكتروني

التنمر الإلكتروني من السلوكيات السلبية الشائعة لدى الأطفال والمراهقين من الجنسين وتكون في المحيط الدراسي في الغالب، وكان التنمر في السابق يمارس من خلال المواجهة و لكن في ظل التطور التقني فقد تطور وأصبح يمارس باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة ، والتي يظن المتنمر بأنها تتيح التخفي والنجاة بدون عقوبة رادعة ومثال على ذلك الاتصالات الهاتفية التي تسعى للترهيب و التحكم والتلاعب والقمع وتشويه السمعة زوراً أو إذلال المتلقي وذلك بهدف التحكم بهم، وفرض السلطة عليهم ، وتصدر من خلال رقم مجهول أو معرفات وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي.

عواقب التنمر الإلكتروني على الأطفال والبالغين

يعاني الأطفال الذين يتعرضون للتنمر من عواقب نفسية وسلوكية طويلة المدى، بالإضافة إلى العواقب البدنية، نتيجة تعرضهم للعنف، مما يؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان، إلى جانب استمرار المتنمر في ممارسة العنف في المنزل وفي المجتمع من حولهم لقناعتهم بجدوى استخدام العنف في حل المشكلات.

علاج التنمر الإلكتروني

لعلاج هذه المشكلة السلوكية بين الطلاب والطالبات، تبنى برنامج «الأمان الأسري الوطني» بالشراكة مع «اللجنة الوطنية للطفولة» ومكتب منظمة اليونيسيف في الرياض، إطلاق مشروع وطني لمكافحة ظاهرة التنمر بين الأقران في مدارس التعليم العام، وحظي المشروع بمباركة وزارة التعليم ودعمها بالخبرات والمهارات المساندة ، وللأسرة دور هام باكتشاف المؤثرات لممارسة التنمر بما في ذلك الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسي، والتي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني.

وفي حالة ثبوت تنمر الطفل، يجب أن استشارة المختصين لمعرفة الأسلوب العلاجي الأمثل للطفل وفق نوعية المؤثرات بإخضاعه لجلسات حوارية وسلوكية داعمة للتخلص من السلوك السلبي ، أما في حالة كان الابن ضحية للتنمر، فيجب على الوالدين إبلاغ الإدارة المدرسية فوراً، ومن ثم إخضاع الطفل لعلاج سلوكي يتضمن تطوير لمهارات تأكيد الذات، ومساعدته على تقدير ذاته وبناء الثقة بنفسه، وفي كلتا الحالتان لتقليل الحد من ظاهرة التنمر يجب الاهتمام بنشر الثقافة القانونية لدى أفراد المجتمع وخاصة طلاب المدارس، والتوضيح بأن هذا السلوك مجرم ويقع تحت جرائم التشهير والقذف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإنَّ كان إلكترونياً وبه إساءة، سواء لفظيَّة أو فيه نوع من التشهير، فتنطبق عليه المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية والتي تصل عقوبتها بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل شخص يرتكب تهديد شخص أو ابتزازه، لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه، ولو كان القيام بهذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعا، أو التشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة.