اعداد جيل جديد من صناع كسوة الكعبة المشرفة

تعني الحكومة السعودية بالمحافظة على التقليد التاريخي الخاص بتغيير كسوة الكعبة المشرفة التي تتزين برداء جديد من الحرير مُبطن بالقطن في يوم عرفة من كل عام، و تولي اهتماما خاصا بصناعة كسوة الكعبة المشرفة الموشاة بآيات قرآنية مكتوبة بخيوط من الذهب و الفضة في مصنع مخصص فقط لهذا الغرض في مكة المكرمة.

مصنع كسوة الكعبة المشرفة

يعود تاريخ كسوة الكعبة إلى ما قبل الإسلام و استمر هذا التقليد على مدى الحقب الإسلامية المختلفة حتى اليوم، و كانت مصر ترسل الكسوة إلى مكة على مدى قرون باستثناء فترات زمنية بسيطة و توقفت عن إرسال الكسوة نهائيا عام 1962، و منذ ذلك الحين تصنع الكسوة في السعودية، فيما بُني مصنع الكسوة الكعبة المشرفة الحالي الواقع في منطقة أم الجود في مكة عام 1977.

اعداد جيل جديد من صناع كسوة الكعبة

يعكف عشرات السعوديين أغلبهم في أربعينيات و خمسينيات من العمر على صناعة كسوة الكعبة في مصنع كسوة الكعبة المشرفة، حيث قضى أغلب العاملين بصناعة الكسوة حياتهم، و الكثير منهم على وشك التقاعد خلال السنوات القليلة المقبلة، ما يتطلب إعداد جيل جديد شاب من الصناع.

حول ذلك اوضح محمد بن عبدالله باجوده، المدير العام للمصنع، لاحدى وكالات الأنباء العالمية، بأن العمل يجري على إعداد جيل جديد شاب من الصناع، مشيرا إلى أن خطط تطوير المصنع تشمل تحديث جميع آلاته بحلول العام المقبل، و منوها إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجه بتحديث جميع ماكينات المصنع و باكورة الماكينات وصلت، و كذلك توفير صف ثان من الصناع ليحلوا محل الصناع الموجودين بعد بلوغهم سن التقاعد.

كسوة الكعبة المشرفة لموسم الحج الحالي

ان الكسوة الجديدة التي ستكتسي بها الكعبة في يوم عرفة من كل عام، و الذي يوافق يوم الخميس المقبل في موسم الحج الحالي، كلفت ما بين 20 و25 مليون ريال سعودي (5.33-6.67 مليون دولار)، حيث تتغير  التكلفة من عام لآخر لأنها تخضع لأسعار العملات.

علما بأن العاملين قد انتهوا بالفعل من صنع الكسوة التي ستتزين بها الكعبة يوم الخميس المقبل، لكنهم بدأوا على الفور في صناعة و تطريز كسوة العام المقبل، بينما يتم بعد انتهاء الحج تقطع الكسوة القديمة إلى قطع صغيرة و توزع على شخصيات بارزة و منظمات دينية، حيث تعتبر هذه القطع تراثا نفيسا.

صناعة كسوة الكعبة المشرفة

يُذكر بأن صناعة كسوة الكعبة المشرفة تمر بعدة مراحل بدءا من الصباغة مرورا بالنسيج الآلي و النسيج اليدوي و الطباعة و التطريز حتى حياكتها و تجميعها، و يشارك نحو 200 شخص في صناعة الكسوة على مدى نحو تسعة أشهر في المصنع، و جميع القائمين على صناعة الكسوة من السعوديين.

و تستهلك الكسوة نحو 670 كيلوغراما من الحرير الخام، و يجري استيراد الحرير من إيطاليا و خيوط الفضة و خيوط الفضة المطلية بالذهب من ألمانيا.

علما بأن تطريز الآية القرآنية المطبوعة على قطعة من حزام الكعبة بخيوط الفضة المذهبة، يبلغ طولها 240 سنتيمترا و عرضها 95 سنتيمترا، يستغرق 60 يوما، و يتكون الحزام المطرز من 16 قطعة و يحيط بالكعبة من الجهات الأربع، بينما يبلغ محيط الكعبة نحو 47 مترا، كما يجري أيضا تطريز ستائر باب الكعبة.