عاملة منزلية في السعودية تحولت لكاتبة في معرض جدة للكتاب

عاملة منزلية في السعودية تحولت لكاتبة في معرض جدة للكتاب  ، إذ حصد المعرض هذا العام أكثر من 355 ألف زائر وسجل تواجد 450 دار نشر يمثلون 30 دولة خليجية وعربية وإسلامية وعالمية بـ 22 ألف متر مربع ، حيث حملت الكتب مليون و500 ألف عنوان في الثقافة و الأدب و العلمية و الاجتماعية و الاقتصادية إلى جانب حصد 230 مؤلف ومؤلفة صعدوا منصات التوقيع على مؤلفاتهم .

عاملة منزلية في السعودية تتحول لكاتبة في معرض جدة للكتاب

استفاد مختلف شرائح المجتمع في جدة من فعاليات المعرض التي امتدت لـ 10 أيام سواء كانوا مثقفين أو كتاب أو أفراد الأسرة والتي ينصب اهتمامهم جميعا بالثقافة وتعزيز روح الانتماء للكتاب والاهتمام بحركة التأليف والنشر والقراءة بشكل عام  .

حمل كتاب أمينة عيسى العقيد اسم (  لي وطن ولكن ) وهي كاتبة شابة تشادية كانت تعمل عاملة منزلية في المملكة العربية السعودية و حكت من خلال كتابها عن معاناتها في الغربة، وتوقها إلى بلادها تشاد، ليتضمن كتابها نصوصا و قصصا وخواطر.

وبحسب موقع "العربية.نت" أوضحت أمينة أنها لم تكن تتوقع الصعوبات التي ستواجهها بعد قرارها نشر ما كتبته في مؤلف، فقالت إنها أرادت طباعة الكتاب ونشره، فخاطبت دور النشر وأرسلت نسخا خطية من الكتاب، فطلبوا منها إرسال نسخة إلكترونية منه، ولكن لم يكن لديها جهاز كمبيوتر، لتذهب حينها لإحدى المكتبات لتفريغ النص على برنامج ملف "وورد word"، موضحة أنها واجهت عدة مشاكل في التواصل مع دار النشر عبر الإيميل، للموافقة على التعديلات والترتيبات الخاصة بالكتاب، حيث لم يكن لديها شبكة إنترنت في مقر عملها، وأيضا طريقة تحويلها المبلغ المستحق للدار، مبينة أن تعاون دار النشر معها ساعدها كثيرا ليطرح كتابها بمعرض الكتاب بجدة هذا العام.

الصعوبات التي واجهت أمينة لنشر كتابها

كانت أكبر عقبة واجهتها أمينة هي الرسائل السلبية التي تلقتها من الأسر التي كانت تعمل لديها عندما أخبرتهم أنها سوف تصدر كتابا مما جعلهم يتهكمون عليها ولا يسمحون لها باستخدام الإنترنت ، وقالت أمينة أنها لم تهتم لكل ذلك خاصة بعد أن وصلتها الموافقة على طباعة الكتاب، فكانت إحساس الفرح والحزن لا تبادله أحد سواها ، وحينما علمت عن مبلغ قيمة الطباعة قررت أمينة أن لا تتوقف عن حلمها وأن لا تحمل  والداها حملا أكبر، فعملت بشكل متواصل و طلبت من صديقاتها أن يقرضوها المبلغ حتى استطاعت توفير نصف المبلغ، وساهمت "دار الأدب العربي" أيضا بتحقيق حلم أمينة بعد أن ساعدتها في تحمل الجزء المتبقي ، للتجاوز كل ذلك بالعزيمة والإصرار والسعي وراء تحقيق حلمها بأن يظهر كتابها للنور ويشاركها الحنين كل الجالية التشادية بالمملكة

من هي أمينة ؟

هي شابة تبلغ من العمر 21 عاما تعيش مع أسرتها في السعودية منذ 30 عاما ، وهي الابنة الـ11 لوالديها ، أمينة تحن لوطنها الذي لا تعرفه بسبب ظروف والدها المالية السيئة ، و الذي يكافح ووالدتها من أجل توفير لقمة العيش لهم  ،  أنهت أمينة المرحلة الثانوية، وحلمها أن تدخل الجامعة وتكمل دراستها، ولكن بسبب الظروف المعيشية الصعبة تأجل حلمها.

تبدأ أمينة بالكتابة بعد أن تنتهي من عملها فتختلي بنفسها و تكتب خواطرها، وكانت صديقاتها بالمدرسة يشجعنها، وما جمع بين دفتي الكتاب هو خلاصة 4 سنوات من الكتابة ، وأوضحت أن فرحتها لا توصف، وهي ترى كل من حولها من الجالية التشادية يغمرونها بالحب والعطاء والشكر والامتنان بأن أوصلت لهم من خلال كلماتها رائحة الوطن.

إقرأ أيضا

صينية ولدت في السعودية فأصبحت معلمة لغة عربية

سعودي يبحث عن معلمه في مصر فيجده بعد 41 عاما

سعودي يلتقي بصاحبه الأمريكي بعد 45 عاما