أغار من خادمتي.. ماذا أفعل؟

من الطبيعي أن تغار الزوجة على زوجها ولكن عندما تتجاوز هذه الغيرة حدودها الطبيعية ستكون مصدر قلق وخطر، وقد تصل كثرة الغيرة إلى الشك بحيث تهدد الحياة الزوجية.
 
وفي الوقت الذي يجمع فيه الاجتماعيون وعلماء النفس على أن المرأة بطبعها تشعر دوماً بالغيرة وبالخطر، وتستشعر دوماً وجود أنثى أخرى تصارعها على عرش بيتها، نجد العديد من الزوجات يغرن من السيدة الأخرى التي احضرنها لبيوتهن بكامل إرادتهن، وهي العاملة المنزلية أو "الخادمة".
 
ولعل ذلك ما يبرر أن عاملي السن والجمال الأكثر اشتراطاً لدى النساء السعوديات قبل استقدام العاملة المنزلية، فالطلب الأول يكون خادمة كبيرة في السن، أما الثاني فيكون التأكيد على رؤية صورتها قبل أن تحل ببيتها أو تبدأ بإجراءات قدومها.
 
ولكن ماذا لو تملكت مشاعر الغيرة من الزوجة على زوجها بسبب خادمتها! 
 
استشارت "هي" الأخصائية الاجتماعية جيهان توفيق، حول هذه المعضلة التي تواجهها فعليا بعض الزوجات، فأكدت على أن التفاهم بين الزوجين في طريقة التعامل مع الخادمة يحل كثيراً من المشاكل، ويجنب الزوجة الكثير من المشاعر المرتبطة بالغيرة التي قد تصل إلى حد الشك. 
 
وأشارت الأخصائية إلى أن بعض الزوجات يتسببن بطريقة غير مباشرة في إشعال شرارة هذه الغيرة بإلقاء مسؤولية المنزل بكل ما فيه إلى هذه الخادمة، ونوهت بشكل أساسي إلى ضرورة أن يكون التعامل المباشر بين ربة المنزل والخادمة، وأن تتذكر الزوجة أن هذه الخادمة قد وجدت في منزلها لمساعدتها في الأعمال المنزلية فقط لا أن تتولى مهامها الخاصة بها كزوجة أو كأم أحياناً.
 
وبينت أن الزوجة يجب أن تدرك أن الرجل عندما يهتم بحقوق الخادمة ويحث أهل بيته على الاهتمام بمطالبها، وعدم إرغامها على العمل طول اليوم وتركها لساعات تأخذ راحتها من العمل المستمر، والذي يسبب الضيق ويشعل الغيرة في قلوب بعض الزوجات، لا يعني إطلاقاً أن الزوج يهتم بالخادمة شخصياً، بل هو في الأساس يهتم بحقوقها كخادمة في المنزل ويعطف عليها، ونجد الكثير من الزوجات لا يتقبلن اهتمام أو عطف الزوج على الخادمة، ويعتبرن مثل هذا العطف تعديا صارخا من الزوج في اختصاصات الزوجة واهتمام غير لائق بالزوج العمل به، بينما قد يسبب تكرار ضيق الزوجة من ذلك العطف إلى زيادة الاهتمام من قبل الزوج بطريقة طبيعية.
 
وشددت الأخصائية في الوقت ذاته على أن الزوجة يجب أن تكون حريصة على وضع الحدود المناسبة لتلك الخادمة التي تتواجد بشكل دائم في المنزل، والتي من الطبيعي أن يحصل بينها وبين الزوج في المنزل احتكاك، لذا من الأفضل أن تتعود الخادمة على التزام الحشمة في ملبسها وتصرفاتها، ويفضل ارتداء الخادمة للحجاب كاملاً وفي كل وقت.