نجوم في عالم الغناء.. إبداعهم للنخبة فقط

 

من يقول أن تراث موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مات، لم يسمع المطرب السوري القدير صفوان بهلوان، الذي تخصص فى حفظ تراثه فهو مثله عازف عود ماهر وملحّن أغان، مؤلف أوركسترالي والأهم أنه يملك حنجرة ذهبية تضاهي حنجرة عبد الوهاب، ويقوم بتقديم التراث بصفة منتظمة في مهرجان بيت الدين بلبنان، مهرجان قرطاج بتونس، مهرجان الموسيقى العربية بمصر.

 

يمثل المطرب الكبير الراحل محمد عبد المطلب واسطة العقد بين نجوم الغناء الكلاسيكي العرب مطلع القرن الماضي، والجيل الجديد من أساطير الطرب فى خمسينيات القرن العشرين، مع لمسة شعبية تميز بها، وميزت المطرب المغربي فؤاد زبادي الذى يعد أفضل من يقدم تراث عبد المطلب فى العالم العربي، ويضيف عليه تراث وديع الصافي، ويشارك بصفة منتظمة فى حفلات دار الأوبرا المصرية، مهرجان المدينة بتونس، مهرجان الرباط ، مهرجان الرشيدية، مهرجان وليلي الدولي، مهرجان موازين .. ايقاعات العالم، مهرجان جرش في الأردن.

 

نخبة السميعة ليست حكرا على الكبار فقط، فهناك نخب شبابية تهتم بالغناء الشعبي المصري وبخاصة أغاني الريف والصعيد، ونجمة هذه النخبة الممثلة والمطربة دنيا مسعود، وأغلب أغنياتها من الموروث الشعبي بلا مؤلف أو ملحن، والمثير أن لها جمهور كبير فى العواصم الغربية وتحل دوما بفرقتها "فيونكات دنيا" ضيفة على معهد العالم العربي بباريس، وقاعات الموسيقى الخاصة بالمؤسسات الثقافية، ولكنها لا تشارك في حفلات الموسيقى العربية لانها لا تقدم أغاني كلاسيكية بل شعبية.

 

بيروت بكل صخبها وتراثها الجامع لحضارات العالم تسكن فى حنجرة جوليا بطرس، ولكنها تغني خارج السرب فلا تهوى أغاني الغرام ولا الإيقاعات الفارغة، وتقدم غالبا أغنيات وطنية تلقى رواجا بين الشباب من المثقفين، بعدما سطع نجمها في ظل مرحلة كانت تتسم بطابع العنف في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك كان لها صدى واسع بين الثوار والمقاومين خاصة في فلسطين ولبنان، ورغم أنها أصدرت 14 ألبوماً الا ان المستمع العادي لا يعرفها تقريبا.

 

تعرف النخبة الموسيقية ظاهرة "الأغاني الملتزمة" والنجمة الأشهر هنا هى المطربة وعازفة العود اللبنانية أميمة الخليل التى تخرجت من مدرسة مارسيل خليفة غنّت لكبار الشعراء في العالم العربي مثل: محمود درويش ، شوقي بزيع، محمد عبد الله، حيدر طلال، هنري زغيب، نزار عطية الهندي وغيرهم.

 

النخبة ليست كلها جمود بل تقبل التطوير داخل قالب الطرب الأصيل، وهذا ما يميز المطرية ريما خشيش التى مزجت فنون الموسيقى العربية بفن الجاز الأصيل، خاصة وانها درست الموسيقى العربية الكلاسيكية في المعهد الوطني العالي للموسيقى، ثم حفظت التراث العراقي وقدمت تجربة "قطار الشرق" مع هولندا للتعريف بالتراث العربي فى صورة معاصرة.

 

مؤلفة وفنانة تشكيلية ومطربة لبنانية .. والأهم أنها لا تفرط أبدا فى جذورها الموسيقية القائمة على الإيقاعات الشرقية، مع الطرب اللبناني الأصيل، وكلمات تعبر عن موقفها من الحياة والسياسة، قد تلائم النخبة ولكن إن أمعن عامة الناس لصوتها سيجدونها معبرة بصدق عن أغلب ما يرغبون قوله.