سوزان نجم الدين الرقم الصعب في الدراما العربية

عادت النجمة العربية سوزان نجم الدين الى جمهورها بعد قطيعة دامت طويلا، حيث كان غيابها المقصود مليئا بالمنتظرين لاطلالتها الفنية التي سجلتها في بداية مشوارها الدرامي بأعمال طبعت بذاكرة المشاهد العربي صورة نجم الدين كنجمة آيلة للسطوع اثناء غيابها المتعمد.
 
سوزان نجم الدين الفنانة التي رسخت حضورها المبكر في الشاشة العربية عادت في هذا الموسم بعملين متميزين هما "وش تاني" و"امرأة من رماد" وهما عملان مختلفان تماما عن بعضهما في كل شي ، فالأول عمل مصري أدت فيه نجم الدين دورا مختلفا عن أدوارها السابقة وكأنها تريد ان تبعث برسالة اطمئنان الى جمهورها العربي بإنها مازالت على قيد الإبداع والحضور بامكانها ان تقف بقامتها السورية الفارعة وبرائحة ياسمين الشام امام نجوم الدراما المصرية لتزاحمهم في مساحة الإبداع وبدور ينسجم مع إيقاع الدراما المصرية. 
 
وأما عملها الاخر فقد اختلف تماما، حيث حلقت سوزان نجم الدين عاليا في تجسيد دور "مدام جهاد" الامرأة المتناقضة والتي تحمل قلق المدينة التي تعيش فيها، فسوزان في هذا العمل قامت بعمل إبداعي جبار لم تشهده الدراما العربية منذ عقود، خصوصا وهي تعالج أزمات متعددة في رسالة هذا العمل الجاد. 
 
سبق للفنانة السورية نجم الدين ان جسدت ادواراً مهمة جدا على صعيد الدراما العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص ، لكنها في "امرأة من رماد" تألقت كثيرا وتماهت مع النص إيقاعا وإيماناً منها بهذا الدور الذي يبدو انه أعجبها كثير وفتح شهيتها للابداع من جديد، لا لكونها تريد ان تسجل تاريخا جديدا لمشوارها الفني بعد قطيعتها المتعمدة فحسب، وانما لكونها تحمل رسالة إنسانية مهمة ارادت ايصالها للعالم العربي الممزق نتيجة الصراعات التي يخوضها سارقو الثورات وتجار الحروب ومشعلو الحرائق الطائفية، لذلك عثرت سوزان على ضالتها في "مدام جهاد" المرأة التي عصفت بها عواصف السياسة ورياح الغدر فأرادت ان تنتقم لأنوثتها وامومتها من كل هذا الواقع المصاب بشتى الأمراض فراحت تبالغ في إيقاعها الإبداعي للانتقام من هذا الواقع وكان ذلك لحساب العمل الدرامي الجديد الذي توج فنانة الشام بتاج الإبداع الملتزم الذي افتقدته الدراما العربية منذ عقود.