متحف المجوهرات الملكية شاهد على تاريخ مصر الحديثة

في قصر بني على الطراز الأوروبي للقرن التاسع عشر بمنطقة زيزينيا في الاسكندرية، يقع متحف المجوهرات الملكية الذي يؤرخ فصولاً هامة من تاريخ مصر.

تعود ملكية القصر الى الأميرة فاطمة الزهراء حفيدة الخديوي اسماعيل التي يعود نسبها الى محمد علي مؤسس مصر الحديثة، وقد إنتهت من بناء القصر عام 1923.

بعد قيام ثورة يوليو 1952 تمت مصادرة أملاك الأميرة ومنها هذا القصر الذي تحول لاحقاً الى استراحة رئاسية في الاسكندرية، وبعد ذلك متحف للمجوهرات الملكية.

مقتنيات تاريخية هامة

يضم المتحف آلاف القطع النادرة التي تسجل تاريخ الأسرة العلوية التي حكمت مصر 150 عام، شكلت خلالها بقصورها ومقتنياتها وانجازاتها أهم فترة في تاريخ مصر الحديث.

ومن القطع النادرة التي يضمها المتحف هدايا السلطان العثماني لحكام وولاة مصر والعديد من الأوسمة والنياشين العثمانية وبالطبع مجوهرات سيدات العائلة الملكية على مدى سنوات.

مجوهرات الملكات والأميرات

ومن أجمل القطع  وأهمها في المتحف تاج الأميرة شويكار زوجة الملك فؤاد الأولى وهو من الذهب الأبيض المرصع بـ 2160 قطعة من الماس و11 حبة من اللؤلؤ في تصميم ملكي غني.

كما يقتني المتحف بعض مجوهرات الملكة فريدة زوجة الملك فاروق الأولى مثل التاج المصنوع من الذهب الأبيض و 1506 قطعة من الماس مع أقراط من الذهب الأبيض والماس وأقراط أخرى مرصعة بالياقوت والزبرجد والزمرد.

وتضم المقتنيات العديد من التيجان والقلائد والأقراط التي تحمل توقيع كبرى علامات المجوهرات مثل كارتييه وبوشرون وفان كليف أند أربلز، وهي علامات مفضلة لدى سيدات العائلة الملكية.

كما يعرض المتحف طقم مذهل من الذهب الأبيض والماس والاكوامارين الساحر يخص الملكة فريدة ويشمل قلادة وأقراط وبروش وهو من علامة فان كليف أند أربلز.

كما يتوفر طقم تاج وقلادة من علامة بوشرون بتصميم الورود وهو من الذهب الأبيض والماس الأبيض والأصفر.

مجوهرات مفقودة

وبخلاف الكنوز التي يحتويها متحف المجوهرات الملكية فإن العديد من قطع المجوهرات قد فقدت بعد ثورة يوليو، حيث تم تخزينها في صناديق بالبنك المركزي المصري ولم يتم جردها بالشكل السليم.

وعند الاعداد لمتحف المجوهرات الملكية فوجئ المسؤولون بفقدان وضياع العديد من القطع الثمينة والتي يرجح خروجها من مصر مع مزادات المجوهرات التي أقيمت عام 1957 و1958.

وراحت بعض هذه القطع النادرة تظهر من وقت لآخر في مزادات عالمية مثل سوذبيز وكريستيز منها مجوهرات الملكة فريدة والملكة نازلي والملكة ناريمان آخر ملكات مصر.

وبعض القطع قد اختفت تماماً منذ ثورة يوليو حتى تم اكتشاف بعضها في خزينة ببنك مصر بحوزة أحد الأشخاص من ورثة مجلس قيادة الثورة وقامت الدولة بمصادرتها وعرضها في متحف المجوهرات الملكية بعد اعادة افتتاحه.

لكن ثمة قطع أخرى تبقى لغزاً مثل التيجان والقلائد الخاصة بالملكة فريدة والتي اختفت تماماً منذ طلاقها من الملك فاروق ولم تعاود الظهور في اي مكان داخل مصر أو خارجها، وهي لم تكن بحوزة الملكة فريدة نفسها، حيث تمت مصادرة أملاكها أيضاً في أعقاب ثورة يوليو.

وكذلك مقتنيات الملك فاروق التي كان يجلبها من مزادات أوروبا للمجوهرات ومقتنيات الخديوي اسماعيل وقلادة الأميرة فايزة من الذهب والماس والزمرد التي تعد ذروة الفن لدى دار فان كليف أند أربلز.