"فان كليف اند اربلز" Van Cleef & Arpels تحيي أسطورة الزمرد

خصّت دار "فان كليف اند اربلز" Van Cleef & Arpels حجر الزمرد في انجاز مذهل ومجموعة بديعة تكشف قطعها عن جمال هذا الحجر الثمين وفرادته. 1400 قيراط من أجمل وأثمن أنواع الزمرد ذو الطابع الخاص، جمعتها الدار خلال عشر سنوات، سخرت خبرات اكتسبتها عبر ثلاثة أجيال واكثر من قرن من الزمن لتحقق هذا الانجاز غير المسبوق. "ايميرود اون ماجيستيه" Emeraude En Majeste مجموعة ملكية تحيي اسطورة الزمرد الذي تألق في أشهر اصدارات الدار التاريخية. ثراء هذه المجموعة أعاد الى الأذهان المجوهرات الامبراطورية في بلاط الشاه رضا بهلوي. ففي الستينات من القرن المنصرم صاغت الدار نحو ألفي قيراط من الزمرد لإغناء المجوهرات الامبراطورية، منها تاج فرح ديبا وأطقم مجوهرات الأميرات الايرانيات. كما صاغت الدار أجمل الحلي لأشهر نساء العالم، من بينهن دوقة وندسور، واليس سيمبسون، وكان أول ما صممته لها عقدا في عام 1935 رصعته بالماس وبسبعة عشر حجر زمرد بلغ وزنها الاجمالي 70 قيراطا. وكانت الأميرة فايزة، شقيقة الملك فاروق من بين أشهر زبائن الدار، ولطالما تزينت بعقد صممته لها "فان كليف اند اربلز" وكان على شكل ياقة تتدلى منها عشرة أحجار زمرد. ولا ننسى في الأسطورة دور مهاراني بارودا، تلك الأميرة الهندية الأنيقة التي اشتهرت بجمالها وثراء ذوقها. ونذكر أيضا الأميرة سليمة، زوجة الأغا خان الرابع التي عهدت الى الدار مجموعة استثنائية من 85 حجر زمرد لتصمم لها عقدا، قابلا للتحويل، يمكن أن يلبس منه جزء منه كسوار وآخر كبروش. 

مع اطلاق المجموعة، كان لا بد لنا أن نلتقي بنيكولا بوس، رئيس دار "فان كليف اند اربلز" لنتعرف عن كثب على قصتها.

 

عندما اترقب مجموعة مجوهرات راقية من دار "فان كليف اند اربلز" اتطلع الى القصة التي سترويها تلك المجموعة. لكن مجموعة Emeraude En Majeste لا تروي قصة هي بل تركز على جوهرة واحدة.

- كثيرا ما يسأل المصمم هل تبدأ تصميمك من الحجر أو من القصة. ذلك في الواقع يعتمد على المجموعة. نحاول في مجموعاتنا أن نقدم النوعين من المجموعات، بعضها نبدأه بقصة تقرأينها، مثل الكتاب، من خلال قطع المجموعة المختلفة المستلهمة من لحظات من القصة، مثل مجموعات "بو دان" أو "اتلانتيد" أو "جول فيرن"،. ولدينا مجموعات نركز فيها على الأحجار الاستثنائية فيكون فيها الحجر مصدر الهام القطع. لكنك قد تجدين في تلك المجموعات مئات القصص. مجموعتنا الجديدة هذه تتمحور حول حجر الزمرد، ولدينا القصص الكثيرة حول الأحجار المختلفة التي تدخل في  هذه المجموعة. كان الزمرد جوهرة مهمة منذ الاف السنين، عند الفراعنة وكليوباترا، وعند المهراجات في الهند في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وفي البلاط الروسي.

 

أردنا من خلال التركيز على حجر واحد أن نظهر كيف يمكن للمصمم أن يقدم انتاجا فنيا جميلا وهو يعمل على حجر واحد. قد تظنين أن ذلك قد يحد من قدراته، لكنها في الواقع تفتح الأفق بطريقة قد لا تخطر في البال. وما أقصد بذلك، ان المرء يقدر أن الزمرد هو حجر ثمين لونه أخضر، لكن قد يجهل أن عالمه واسع وغني. من خلال مجموعة مثل هذه يمكن استكشاف ذلك، لأن هنالك أعدادا كبيرة من الأصول للأحجار منها ما استخر من المناجم القديمة والكولومبية، والزامبية، والبرازيلية. كما أن هنالك أنواعا مختلفة من البلورة وقطع الحجر كما في قطع الكابوشون، والحبيبات والأحجار المنقوشة والمضلعة وغيرها.

 

هذا شيء خاص بالزمرد نستعرضه في مجموعتنا.

نحن نرى أن هنالك طيف مشاعر واسع جدا متصل بالزمرد، تكشفه المجموعة. بعض الأحجار، ألوانها قوية ونقية تناسب التصميم الهندسي النقي الخطوط. أما بعضها الآخر فألوانها أخف أو أبهت وأكثر انثوية ونعومة، تناسب التصميم الأكثر دقة ورومانسية وأنثوية. نردد كثيرا أن للجواهر شخصيات مختلفة، وعندما ترين خمسين قطعة تضم حجر الزمرد ترين بقوة اختلاف الشخصية  بين الحجر والآخر.

 

الاحصائيات مذهلة. المجموعة تضم 1400 قيراط من الزمرد فقط، علاوة على كمية وزانة من الماس والأحجار الكريمة الأخرى المرصوصة في القطع. كم استغرقتم من الوقت لتجميع هذه الأحجار؟

- بدأنا بالتحضير لهذه المجموعة منذ عشر سنوات، جمعنا خلالها أهم وأجمل أحجار الزمرد. فدارنا تسعى دائما للعثور على أحجار استثنائية. قد يكون ذلك لأننا نريدها لمجموعة معينة، وأحيانا لاننا نهتم أن يكون لدينا أحجارا استثنائية قد نستخدمها في المستقبل. حرصنا أن يكون لدينا أحجار زمرد من كولومبيا وبعض من المناجم القديمة وبعض من البرازيل كي نظهر نواح مختلفة من هذا الحجر الجميل.

 

في تاريخ الدار، لديكم قطع هامة تضم الزمرد. نذكر تاج الامبراطورة فرح بهلوي، ومجوهرات الأميرة فايزة من مصر، ومهرانا الهند. هل استلهمتم أي من تصاميمكم من القطع التاريخية أو من صفاتها؟

- نعم بالتأكيد عدنا الى القطع التاريخية ونظرنا اليها ودرسنا كيف تعاملنا مع الزمرد عبر تاريخ الدار. وعملنا أيضا على أطياف حجر الزمرد، وأيضا على أطياف وأنواع التصاميم التي يمكن ابتكارها ومصادر الالهام المختلفة. هناك مثلا قصة مهاراني سيتا دفي من بارودا الهندية، وقصص شخصيات أتت الينا بأحجار هامة لنعيد تصميم حليها بشكل عصري. ترين قطعا في المجموعة الجديدة، تحمل خطوط فن آرت دكو من عشرينات القرن الماضي التي قد تذكرك بخطوط تصاميم عقد الأميرة فايزة المصرية. وهناك قطع قد تذكر أكثر بالتأثير الفارسي أو الهندي في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي.  

 

يلفتنا أنكم في قطعكم كثيرا ما تهتمون بعامل التحويل، فيمكن أن تلبس القطعة بأشكال مختلفة، أو ينزع جزء منها ليستخدم على حدة. هل تهتمون أن تضم مجموعاتكم قطعا متعددة الاستعمال؟

- تهمنا كثيرا القطع المتحولة. إنها بمثابة توقيع أوعلامة أو بصمة جمالية وتقنية تفخر بها دارنا. اذا نظرتي الى العقود التاريخية لوجدتي أن عقد المهاراني كان عبارة عن عقد يتحول الى عقدين. وقد صغنا أول القطع المتحولة في العشرينات من القرن المنصرم.

نؤكد إن الابداع في دار مثل دارنا في عالم المجوهرات هو عملية جماعية. فهنالك ثلاثة أقسام مهمة، هي المصممون، وخبراء الأحجار والحرفيون من الصاغة. مجموع هذه المواهب يثمر عن ابتكارا. دور الحرفي هو أن يجلب عنصر التقنية الذي يخدم جمال القطعة وعملها. والقطع القابلة للتحول تتبلور فيها مهارات الحرفي.

 

إنه تقليد بدأناه في بداية القرن العشرين، مع تغير أسلوب الحياة، حيث لم تعد المرأة تلبس ثلاثة أطقم مجوهرات مختلفة في اليوم الواحد. وأصبحت تسافر، وتحتاج القطعة نفسها لمناسبات رسمية وأحيانا غير رسمية. هذا ما يقدمه عقد "السحاب"، وغيره مما انتجناه عبر تاريخنا. وطبعا صياغة تلك القطع، فيها تحد تقني لصناعة قطع يسهل لبسها وتحويلها وتكون الآليات مخفية. عندما نقدم قطعا فريدة، مصاغة بحجر أو أحجار استثنائية وثمينة، نريد أن نتيح قدر المستطاع طرقا مختلفة للتزين بها. فيمكن لبسها بشكل ملفت، أو بشكل مختلف إذا نزعتي جزءا منها ليصبح اسوارا، أو الجزء الأوسط كبروش. أو حتى اذا لم تكن قابلة للتحول يمكن، مثل عقد "درابيه ماجيستو" في هذه المجموعة، انه يلبس بشكلين مختلفين بمجرد أن يقلب الى الوراء. وفي نهاية اليوم تكونين أنت الوحيدة التي تعلم أنه نفس العقد. التقنية في صناعة القطع المتحولة صعبة وهامة وهي في خدمة قطعة المجوهرات الراقية.