"فابريتزيو بوناماسا ستيلياني" مدير Bulgari لتصميم الساعات لـ "هي": دارنا فريدة .. وهذه الأسباب

لا شك أن لساعات "بولغاري" طابع خاص وجاذبية منفردة تميزها عن غيرها من الساعات. يتناغم فيها التصميم الراقي والجمال والحرفية المميزة. التقينا في بازل بـ "فابريتزيو بوناماسا ستيلياني" مدير مركز "بولغاري" Bulgari لتصميم الساعات، الذي حدثنا عن أسلوب "بولغاري" الفريد، وعما يميز ساعاتها عن إنتاج غيرها من شركات الساعات، وأكد لنا أنه في "بولغاري" فقط يمكن أن تجدي المزيج الفريد بين الطليعية والتصميم الإيطالي والحرفية السويسرية.

 

قرأت مرة أن "أوكتو فينيسيمو" ساعتك المفضلة. هل تكون ساعة العام الجديدة دائما الأثيرة عندك؟

ـ ساعة "أوكتو فينيسيمو أوتوماتيك" Octo Finissimo Automatic التي ألبسها من مجموعة هذا العام هي حقا الأثيرة عندي. لقد حطمنا بها رقما قياسيا، إذ أنها أرق ساعة ذاتية التعبئة في العالم، ولا يزيد وزنها على 75 غراما. قبل هذه الساعة كنت ألبس ساعة "فينيسيمو" أخرى، وأحيانا لا أغير الساعة من عام إلى آخر، لكنني الآن أفضل الساعة الجديدة، لأنها بالغة الأناقة، وهي جميلة للغاية بفضل الملمس الحريري لعلبة التيتانيوم التي نقدمها بشكل مميز.

 

في هذا العام تحطمون الأرقام القياسية للمرة الثالثة، هل تهدفون إلى تحطيم الأرقام القياسية بكل جديد من مجموعة "أوكتو فينيسيمو"؟

ـ إنه ليس هدفنا الأول. عندما نتحدث عن "فينيسيمو" نحن نؤكد أننا نبذل جهدنا لتقديم  أفضل ما يمكننا إنتاجه. نهدف في مجموعاتنا إلى أن تجسد وتجمع الساعة التصميم الإيطالي، وأسلوب الحياة الإيطالية والمزايا التقنية. كما ترين في ساعات المجوهرات النسائية مثل "سيربنتي"، سوار الساعة يصنع في إيطاليا، فيما تصنع علبتها (رأس الأفعى) في سويسرا. وترين بمثال ساعة "سيربنتي" أن "بولغاري" هي الدار الوحيدة التي يمكنها أن تعبر عن جذورها المختفلة في منتج واحد. وكنا حتى هذا العام نقدم تطورا جديدا بساعة "توبوغاس" الجديدة بميناء الأنثراسيت مع سوار من الستيل والذهب الوردي، ولدينا أيضا في المجموعة الجديدة موديل من الستيل يلتف مرتين حول المعصم، ولدينا ساعة "سيربنتي سبيغا" بالسيراميك الأسود مع لمسة من الذهب على عنق الأفعى. لكن قد يكون أهم جديد للمرأة في مجموعتنا ساعة "سيربنتي سكين" Serpenti Skin.

 

أعجبتنا كثيراً ساعة "سيربنتي سكين" Serpenti Skin الجديدة لكننا لاحظنا أن الكثير من الدور هذا العام قدمت ساعات يلتف سوارها الجلدي مرتين حول المعصم.

ـ ندرك أن هناك موضة لهذا الشكل من الحزام للساعة. لقد كان هذا التطور في قصة ساعة "سيربنتي" طبيعيا جدا، حيث أردنا أن نقدمها بطريقة تمكن زبونتنا من التزين بها في جميع المناسبات. إذا نظرت إلى ساعة "سيربنتي سكين" فسترين فورا أنها ساعة "بولغاري". شكل الأفعى أيقوني، لكننا أعدنا تصميم الرأس أو علبة الساعة. نحن حريصون على تراثنا الفني، وننطلق من هذا الحرص في كل إنتاجنا. فنعمل بطريقة هادئة وخفية برموزنا الأيقونية مع احترام تراثنا. هذا هو التحدي الأكبر وليس تقديم أرفع حركة في العالم، وإنما أن نقدم التفسير الصحيح لرموز الدار. ونحن لا نعير الموضة الاهتمام في معظم الأحيان، إن ما يهمنها هو تراثنا وأسلوبنا الفني الفريد. وفي النهاية إن الماركة هي مصدر إلهامنا.

 

ذكرت مرة أنكم تحضرون للمستقبل، تتنبؤون بما سيرغب في ارتدائه رجل وامرأة المستقبل.

ـ أعتقد أن رجل وامرأة المستقبل سيريدون أن يتزينوا بقطع تتناسب مع تراث وأسلوب الدار. عندما تشترين سلعة فاخرة تريدنها أن تكون فريدة، غير محددة بزمن، وتناسبك وتناسب ماركتك المفضلة. في النهاية أذا أصررتِ على إضافة العناصر التزيينية إلى منتجاتك فستزول موضتها بسرعة وسهولة. عندما نشتري سلعة فاخرة نريدها أن تبقى لنورثها لغيرنا في المستقبل. إذا زرتِ بوتيك "بولغاري" فستجدين ساعات "سيربنتي" و"ديفا" و"لوتشيا" و"أوكتو"، كلها قطع فريدة. لا يمكنك أن تجدي مثيلا لها لدى الماركات الأخرى. كما يمكنك التخيل أن "سيربنتي" هي أكثر الساعات مبيعا لدينا. فهي جزء من تراثنا، وقد كانت "سيربنتي" في عام 1940 أول ساعة أنتجتها الدار.

 

التصميم والتراث

تعمل مع دار "بولغاري" منذ 16 عاما، وقد قلت مرة إنك تشعر بأسلوبها وخصوصياتها في صميمك، فلا تحتاج إلى الرجوع إلى أرشيفها عند تصميم ساعاتها.

ـ أعتقد أن هذا من أهم العوامل لأي مصمم يعمل لأي دار. لديك الكثير من المصممين الذين يهتمون بتقديم ذوقهم الخاص وبصمتهم قبل تراث الدار. هذا برأي أسلوب خاطئ، فعلينا نحن المصممين أن نطابق ذوقنا مع ذوق وتراث الماركة التي نصمم لها. ولذلك عندما نضع الرسوم الأولية تكون جماليات أسلوب الدار ونسبها وتراثها حاضرة بين أناملنا. لقد ترعرعنا في إيطاليا محاطين بالجمال، تاريخها عريق وثري وتأثر بحضارات كثيرة مرت عليها، إنها مصدر إلهام لنا وننظر إلى الجمال في كل شيء. إن الجمال ليس مبدأ جماليا أو فلسفيا فحسب بالنسبة لنا. إنه شيء نريد أن نلمسه كل يوم.

 

 هل هذا لأنكم إيطاليون أم لأنكم في دار "بولغاري"؟

لأننا إيطاليون وأيضا في دار "بولغاري". وكما ترين في ساعاتنا فهي ليست باردة وتقنية، ففي "بولغاري" فقط يمكن أن تجدي المزيج الفريد بين الطليعية والتصميم الإيطالي والحرفية السويسرية. نرسم الكثير من الرسوم الأولية ونعلقها على الجدار ثم نناقشها لنصل إلى الحل الأجمل والأنسب لهويتنا. وظيفتنا ليست سهلة. فيمكن في كثير من الأحيان أن يكون الأرشيف الثري مثل القفص الذي يأسرك ويحد من حريتك. نحن نهتدي بتاريخنا ولكننا لا نقدم تصميما هو نسخة منقحة منقولة من أرشيفنا على الرغم من ثرائه.

 

ذكرت أن الأرشيف يمكن أن يكون مثل القفص الذي يحد من حريتك. وعندما تحدثت في إحدى المقابلات عن التصميم قلت إنك تجد الحرية ضمن القيود المفروضة. هلا شرحت لنا كيف ذلك.

ـ نعم، إنه نموذجي في حضارة وأسلوب التصميم الإيطالية. ففي العالم حضارات وأساليب تصميم مختلفة، أشهرها الإيطالية وبعدها الألمانية. نحب أن نتلاعب بالقيود المفروضة علينا لأنها كثيرا ما توجه مسارنا في الجماليات. مثال سوار ساعة "أوكتو فينيسيمو أوتوماتيك". أردنا أن نقدم الحركة الأوتوماتيكية ضمن مجموعة "فينيسيمو". وكان علينا أن نقدم تفسير "فينسيمو" للسوار أيضا. فإذا وضعنا سوارا عاديا ببكلة عادية فسيكون شكله غريبا، فالساعة رقيقة للغاية. ولذلك ابتكرنا وطورنا سوارا جديدا وبكلة مخفية داخله لتتناسب وجماليات "فينسيمو". وهكذا دفعتنا قيود التصميم إلى ابتكارات وجماليات بديعة وجديدة.

 

من "فيات" إلى "بولغاري"

في عام 2001 كنت تعمل مع شركة "فيات" للسيارات، وأرسلت رسما تصميميا لساعة إلى دار "بولغاري". ما الذي جذبك إلى هذه الدار تحديدا؟

ـ أنا أحب الساعات والسيارات! إن الدار مثالية بالنسبة لي لأنه يمكنك أن تشاهدي جذور التصميم الإيطالي وأصوله في جميع إنتاجها. انظري إلى ساعة "توبوغاس"، لا يمكنك تخيل ماركة فخمة أخرى يمكن أن تأخذ من خرطوم أو أنبوب الماء (كلمة "توبوغاس" معناها "أنبوب الغاز") إلهاما لتصميم سوار ساعة أيقونية. ولو نظرت إلى تاريخ التصميم الإيطالي لوجدت أمثلة أخرى، فنحن نحب أن نتلاعب بعناصر ننقلها من عالم إلى آخر، ونعطيها شكلا ودورا مختلفا تنجح به. وكذلك شركة "فيات" فقد كان لها في الماضي تاريخ مهما في عالم التصميم. الكثير من المصممين والفنانين الكبار بدؤوا مسارهم الفني في مركز فيات للتصميم. وكان من الفخر لي أن أعمل في تلك الشركة. استمتعت بتصميم السيارات، لكنني أردت أن أصمم أشياء أخرى. صممت الكراسي والنظارات الشمسية والمجوهرات والساعات وغيرها. يسعدني أن أتخيل منتجات لزبائني.

دار "بولغاري" دار إيطالية فريدة تنقل كل الرموز المهمة لأسلوب التصميم الإيطالي، وكان ذلك هو الأهم بالنسبة لي. هناك الماركات الأخرى التي تحب التلاعب بالأشكال والعناصر التزيينة. لكنني أفضل البساطة في التصميم، وذلك من أصعب الأمور. فإذا عدنا إلى ساعة "فينسيمو" الجديدة فسنرى شكلها بسيطا ناعما، لكن تصميمها وصناعتها أمر دقيق وصعب كما في تصميم سيارة فورمولا1، أو تنفيذ أداة عسكرية، يجب أن نعمل بدقة بشكل صحيح ولا مكان للخطأ ولا محل للعناصر التزيينة الغريبة. يجب أن يعبر المنتج عن نفسه دون الحاجة إلى التفسير. فإذا احتجنا أن نفسره فيجب أن ندرك أن هناك خطأ ما في التصميم أو التراث أو وقت تقديمه.