لقاء خاص مع الرئيس المشارك والمدير الفني لدار «شوبارد» Caroline Scheufele

«كارولين شوفوليه» Caroline Scheufele الرئيسة المشاركة والمديرة الفنية لدار «شوبارد» السويسرية، شخصية رائعة ذات حس فني أصيل وفكاهة عالية. إنها قائدة حقيقية في عالم صنع المجوهرات الفاخرة الذي تعشقه منذ نعومة أظفارها. وقد أتيحت لنا فرصة لقائها مع «ليفيا فيرث» Livia Firth زوجة الممثل العالمي «كولين فيرث» Colin Firth التي اختيرت سفيرة عالمية لـ «أوكسفام» Oxfam، وهو اتحاد دولي لمنظمات خيرية تعنى بوطأة الفقر العالمي. جرى اللقاء في متجر «شوبارد» في دبي مول وسط روائع مجوهرات مجموعة Red Carpet لعام 2016.

نبدأ حديثنا عن مجموعة Red Carpet، من أين بدأ هذا الحلم يا ترى؟

بدأ الحلم منذ عشرين عاما عندما أصبحنا شركاء رسميين لمهرجان كان السينمائي؛ فهو بالفعل روح مجموعة Red Carpet التي تتمحور حول الفساتين الرائعة والأضواء اللامعة. ولكن إذا عدنا إلى ما قبل هذه الشراكة، فسوف نبدأ من بوتيك «شوبارد» الذي افتُتح في مدينة «كان»، والذي سيحتفل العام المقبل بعامه العشرين. كنت حينها ولا أزال أعشق السينما، وفكرت بأنه من الضروري أن يكون الافتتاح خلال مهرجان «كان» السينمائي لأنه سيستضيف بالطبع الكثير من المشاهير والممثلات. ذهبت لمقابلة رئيس مهرجان «كان» في باريس، لأني لم أشأ أن يكون افتتاح «شوبارد» على هامش المهرجان، بل رغبت في أن يكون في صميم الحدث بحيث تكون مناسبة مسائية من ضمن ليالي المهرجان. رحّب الرئيس بهذا الأمر، واقترح أن أتواصل مع بقية شركاء المهرجان، وعندما استفسرت عن الشريك في فئة المجوهرات، أخبرني بأنه ليس لديهم شريك رسمي. عندها فكرت بأن لدينا فرصة أكبر لكي تكون شراكة على مدى أطول، وليس مجرد حدث ضمن مهرجان «كان» لذلك العام؛ وبالفعل كان لنا ذلك. خلال لقائي بالرئيس، رأيت خلف مكان جلوسه جائزة السعفة الذهبية Palme d'Or (أعلى جائزة في المهرجان)، وسألته إذا كانت هذه هي بالفعل السعفة الذهبية؟ أجابني بأنها هي ذاتها، ووضعها أمامي، وأخبرني بأنها تحتفل بعامها الخمسين، وبأنهم يرغبون في إعادة تصميمها. وجدت نفسي أقول له «تعلم بأن وظيفتي الحقيقية ليست تنظيم المناسبات، بل هي التصميم! هل لي أن أقدم اقتراحا لإعادة تصميم هذه السعفة بشكل أكثر جاذبية وجمالا؟»، فرد علي «بالطبع سيدتي الشابة!»، وخرجت من مكتبه وأنا أحمل تحت ذراعي جائزة السعفة الذهبية، حيث وصلت إلى جنيف، واتجهت إلى مكتب شقيقي، وأخبرته بأني سوف أعيد تصميم السعفة الذهبية، فرد علي بأني بالتأكيد قد فقدت عقلي! ولكن الحقيقة هي أن هذه الخطوة كانت بداية مجموعات المجوهرات الفاخرة لدى «شوبارد».

كيف تطورت مجموعات المجوهرات الفاخرة ليظهر منها مجموعة سنوية تطلق بشكل خاص خلال مهرجان «كان» السينمائي؟

قبل نحو عشرة أعوام وجدنا أنه من الضروري أن نقدم تصاميم وقطع مجوهرات جديدة يُكشف عنها كل عام خلال المهرجان، بحيث تكون متعددة الجوانب كما ترين وأشبه بقوس قزح، واخترنا لها اسم Red Carpet. كان الهدف من ذلك هو أن تنسجم القطع المنوعة مع الممثلات اللاتي يأتين من مناطق مختلفة من حول العالم ويمثلن حضارات مختلفة؛ كما أنهن بأعمار مختلفة وأشكال مختلفة أيضا، سواء من حيث لون الشعر وغير ذلك، وهن بالطبع يملكن أذواقا مختلفة. كان أساس الإلهام هو النجمات، وكذلك الأحجار الكريمة الساحرة طبعا.

من مجموعة Red Carpet لعام 2016 أي قطعة هي المفضلة لديكِ؟

هذا السؤال أشبه باختيار الطفل المفضل من أبنائك! ولكن هناك قطع محببة إلي مثل طقم الزمرد الذي كان من باكورة تعاوننا مع Gemfields والأحجار الملونة التي هي بمنزلة عالم جديد تماما؛ إلا أنه لم يكن جاهزا للعرض خلال مهرجان «كان»؛ وقد وجد الآن مالكا جديدا له. إنه من ضمن مشروع مجموعة Green Carpet الذي يعنى بمفهوم الاستدامة في صنع المجوهرات الفاخرة، إضافة إلى هذه القطعة الرائعة، وهي سوار الضفدع التي وجدت لها منزلا جديدا كذلك. نعمل حاليا على مجموعة Red Carpet لعام 2017 التي سوف تكون مميزة، لأنها تحتفل بالعام العشرين لشراكة «شوبارد» مع مهرجان «كان» السينمائي.

هل من بعض الأسرار التي يمكن كشفها لنا عن تصاميم المجموعة المقبلة؟

مما لا شك فيه أن مناسبة الاحتفال بعامنا العشرين مع مهرجان كان السينمائي تتطلب تقديم إبداعات متميزة أكثر مما نقدمه عادة. ولعلي أكشف سرا عندما أقول إننا ننوي تقديم مجموعة خواتم خطوبة وزفاف.

من أين تستمدين إلهام الإبداع في تصميم المجوهرات الفاخرة؟

من كل شيء حولي وفي عالمي كالموسيقى والطبيعة والحيوانات والمدن المثيرة للاهتمام والعمارة. على سبيل المثال هناك مدينتان من حول العالم ألهمتاني في تصاميم المجوهرات الفاخرة. الأولى هي بلدة بوشكين في سانت بطرسبرغ التي تشتهر بالقبب المميزة للكنائس الأرثوذكسية. أتذكر بشكل خاص عندما زرت مدينة موسكو كيف كانت أشعة الشمس تلمع بشكل ساحر على القبب، وفكرت بأني لم أرَ هذا الشكل يستخدم من قبل في المجوهرات. أما الأخرى، فهي قرية كارثيا في ولاية أوتار براديش شمال الهند التي استوحيت منها بشكل مباشر نمط بيزلي.

أنت أيضا العقل المبتكر لمجموعة «شوبارد» الأيقونية Happy Diamonds والتي تحتفل بعيدها الأربعين هذا العام، حدثينا عنها؟

بالفعل! لدينا الكثير من المناسبات الرائعة لنحتفل بها. الحقيقة هي أن اسم Happy Diamonds أتى من والدتي عندما رأت مفهوم الفكرة وتراقص الماس في أولى ساعات المجموعة التي كانت مصنوعة من الذهب الأبيض والعقيق وبداخلها تدور الماسات. كنت لا أزال في المدرسة حينها، حيث قدمت أول تصميم لي في عمر السادسة عشرة، وكان تصميم المهرج المزين بالـ Happy Diamonds. عندما رأت والدتي الساعة وجدت بأن تحرك حبيبات الماس فيها يوحي بالسعادة، فقالت «إنها تتحرك، إنها سعيدة». إنه بالفعل تعبير دقيق، وذلك لأن البشر يكونون في قمة سعادتهم عندما يشعرون بالحرية في تحركاتهم و قراراتهم. والآن ستعلمون أن اسم Happy Diamonds الشهير لم يكن من ابتكار أي مستشار، فقد كانت أمي تكرههم! إنه من والدتي شخصيا.

ماذا تخبئين لنا في المستقبل؟ وماذا عن مجموعة Green Carpet؟

 لدي المزيد من الماسات السعيدة بالتأكيد! نعمل بجد على مشروع The Green Carpet Collection، ومفهوم الاستدامة في صنع المجوهرات الفاخرة والذي بدأناه مع أوليفيا خلال نقاش عفوي خلال الاستمتاع بكوب قهوة في لوس أنجلوس عندما فاز زوجها الممثل بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن فيلمه The King’s Speech.

توضح ليفيا «عندما أجابتني كارولين قالت فورا بعدها يا إلهي أعلم الآن ما تقصدين! لا أدري حقا كل صانع مجوهرات يبتاع الذهب من Ingot من البنك ولا يعلمون حقا ما وراء ذلك المصدر. وأخبرتني أيضا بأنها فخورة للغاية بالجزء المتعلق بصنع المجوهرات يدويا لدى (شوبارد) في جنيف، والحرفية العالية، سواء في صنع الساعات أو المجوهرات، حيث نتابع عمل كل حرفي وفنان يعمل على صنعها». ولكن حديثنا جعلها تتساءل عن الأيادي التي تؤمن المواد التي تعمل عليها «شوبارد» من ذهب و أحجار كريمة وغيرها. وبالفعل شهدت تلك اللحظة صنع قرار من كارولين لمعرفة مصدر المواد الخام التي تستخدم في صنع مجوهرات «شوبارد» بداية بالذهب، لأنه كان موضوع الحديث وثم الأحجار الكريمة الملونة. والآن ما يقارب 70 في المئة من ذهب مجوهرات «شوبارد» هو من مصادر مسؤولة يمكن تتبعها. أما تتبع مصدر الأحجار الكريمة الملونة، فهو معقد للغاية ويكاد يكون مستحيلا، وذلك لأن الأحجار الكريمة الملونة تستخرج من منجم في مكان ما، ومن ثم تُرسل إلى مكان آخر ليتم قصها وصقلها ومن ثم تُرسل إلى السوق التي ستباع فيها. ولذا كانت الشراكة الاستراتيجية مع شركة Gemfields التي لديها التزام جاد وعالٍ في تتبع مصادر الأحجار الكريمة وتملك الكثير من المناجم خطوة مهمة للغاية لـ «شوبارد» لضمان مصدر الأحجار الكريمة.

برأيك ما الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه «شوبارد» فيما يتعلق بخلق الوعي لمفهوم الاستدامة في صنع المجوهرات الفاخرة؟

تجيب ليفيا: ما قد لا يعلمه الكثير هو أن كارولين أشبه ببلدوزر! فهي لا تقف عند أي حد، ودائما ما تكون الشخص الأول لتقديم المبادرات لأنها لا تخشى التحديات، وهي تعلم أنه إذا لم يبدأ شخص ما بجهد حقيقي لوضع هذا المفهوم تحت الأضواء، فإنه لن يرى النور أبدا. والآن بعد سنتين من سعي كارولين الحثيث في هذه المسألة نرى دور مجوهرات مثل بوشرون وغوتشي تفعل الأمر نفسه، وهو أمر رائع لأن صناعة المجوهرات الفاخرة بدأت تلتفت أخيرا نحو مفهوم الاستدامة.

توضح كارولين: لدينا الحرية بوصفنا صناع مجوهرات فاخرة أن نختار ما يناسبنا، وقد اخترنا في «شوبارد» أن نتتبع مصادر المواد الخام، لأنها سوف تستخدم في صناعة قطع مجوهرات فاخرة سوف تبقى مع مالكها إلى الأبد. على سبيل المثال، في صنع خواتم الزفاف التي نعمل على تقديمها سوف يتمكن العروسان من معرفة مصدر الأحجار والمواد المستخدمة في صنع هذا الرمز الجميل للحب والالتزام وللشفافية أيضا.

عناوين فرعية

تتمحور روح مجموعة Red Carpet حول الفساتين الرائعة والأضواء اللامعة في مهرجان «كان» السينمائي

أستوحي الإلهام من كل شيء حولي مثل الموسيقى والطبيعة والحيوانات والسفر أيضا! هناك بشكل خاص مدينتان حول العالم ألهمتاني في تصاميم المجوهرات الفاخرة

لدينا الحرية بوصفنا صناع مجوهرات فاخرة أن نختار ما يناسبنا وقد اخترنا في «شوبارد» أن نتتبع مصادر المواد الخام لأنها تستخدم في صناعة قطع سوف تبقى مع مالكها إلى الأبد