عشق الطعم المالح.. وراثي!

على الرغم من تصنيفه كواحد من "السمَين القاتلين" بجانب السكر، و على الرغم من التحذير الدائم من خبراء التغذية و الأطباء بوجوب التخفيف من تناوله أو الإمتناع عن تناوله بالكامل، فإن الملح يظل الساحر الذي يجذب متذوقي الطعام كونه يضفي طعماً مختلفاً لكافة اصناف الطعام.

و يبدو أن عشق الناس لتناول الملح ناتج عن سبب غير إرادي يتحكم بالأشخاص، و السبب يعود إلى توارث حب إضافة الملح للطعام.

عشق الطعم المالح.. أساسه وراثي

هذا ما توصل إليه باحثون من جامعة ولاية كنتاكي الأمريكية، بعد إجراء دراسة على وجبات الطعام الأساسية و الأوصاف الجينية للأشخاص المشاركين في الدراسة.

و الدراسة التي أبلغ الباحثون نتائجها إلى الدورة السنوية للجمعية الأمريكية الخاصة بدراسة أمراض القلب و الأوعية و الوقاية منها، خلصت إلى أن حب الناس لإضافة الملح إلى طعامهم ناتج عن سبب وراثي.

و كان العلماء العاملون على الدراسة قاموا بتحليل وجبات الطعام و الأوصاف الجينية لأكثر من 400 شخص شاركوا في الدراسة و بلغ متوسط أعمارهم 51 عاماً، فيما تميزت اوصاف جميع المشمولين بالدراسة بوجود عاملين على الأقل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية.

و بموجب التحليل، تبين للعلماء أن الأفراد الذين يحملون صيغة معينة من جين TAS2R38 المسؤول عن الشعور بالطعم شديد المرارة، يميلون لتناول الملج بقدر أكبر عما يُنصح به و هو 5.25 جرام من الملح يومياً.

إذن، فالإحساس بالطعم المر جينياً يدفع هؤلاء الأشخاص لزيادة الملح في طعامهم بغية التخلص من هذه الطعم غير المحبب، كما يحتمل العلماء أن يكون الإحساس بالطعم المرَ يتماشى مع الإحساس الزائد بالطعام المالح، و هذا ما يجعل الأشخاص الذين يحملون جين TAS2R38 يشعرون أن هذا الطعم لذيذ للغاية و هو ما يدفعهم لزيادة تناول الملح.

و في هذه الحالة، يجزم العلماء أن المعرفة السابقة بالأصول الجينية للأشخاص فيما يخص الشعور بالمذاقات المختلفة، يمكن أن تساعدهم في تحضير قوائمهم الغذائية بما يتلائم مع صحتهم و احتياجاتهم. 
أيهما-أسوأ-الملح-أم-السكر؟

زيادة-الملح-بالطعام-يؤدي-لأمراض-القلب

هل-جميعنا-بحاجة-لخفض-كمية-الملح-في-الطع