مرض فقدان الشهية العصبي.. مؤلم ومدمر في بعض الاحيان

مرض نقص الشهية العصبي

تكثر مشاهدة الاضطرابات الغذائية بين الفتيات في سن المراهقة وبين الاشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية، كالقلق والتوتر والاكتئاب، والتي غالبا ما تكون السبب في حدوث هذه الاضطرابات الغذائية والتي تتمثل باشكال عديدة كالشره العصبي (Bulimia Nervosa) ونقص الشهية العصبي (Anorexia Nervosa). 

وعدم علاج هذه المشاكل الغذائية في بداياتها قد يؤثر سلبا على الصحّة ويعرض حياة كثيرين للخطر. وقد شهدنا حالة النجمة العالمية انجلينا جولي تتراجع وينخفض وزنها بشكل مهول خلال الفترة الماضية ليصل الى 35 كيلوغراما بسبب معاناتها من الاضطراب الغذائي والاكتئاب نتيجة اصابتها بالسرطان.

تستعرض لنا الدكتورة دانا حموي، اجازة دكتور في الطب البشري وماجستير العلوم الطبية في التغذية البشرية والحميات من جاعمة سيفيلد البريطانية، لكافة انواع الاضطرابات الغذائية وكيفية علاجها.

نقص الشهية العصبي Anorexia Nervosa

يتصف هذا المرض بوجود اضطراب غذائي ونفسي شديدين، ويتميز بنقص في الوزن (مؤشر الكتلة الجسمية  BMIاقل من 17.5). والسبب غالبا هو النقص الشديد في تناول الطعام بسبب الخوف من زيادة الوزن والبدانة فيكون السعي دوما لانقاص الوزن وللوصول للنحافة تشبها باجسام عارضات الأزياء دون ادراك المخاطر الصحية التي قد ترافق خسارة الوزن الكبيرة.

الانيروكسيا هي مرض عصبي يفقد الشخص المريض الشهية لتناول الطعام

نلاحظ هذه الاضطرابات بكثرة عند الفتيات بسن المراهقة، بسبب التغيرات التي تطرأ على اجسامهن بعد البلوغ كزيادة الوزن التي تتوضع غالبا في منطقة الحوض والارداف، يصبن بهاجس خسارة هذه التوضعات الدهنية من خلال اتباع حميات عشوائية غير صحية ما يشكل خطرا كبيرا على الصحّة. بالاضافة لحدوث نقص في الكتلة العضلية والمعاناة من الاضطرابات النفسية والتي يرافقها احيانا انقطاع الدورة الشهرية واضطراب في وظائف غدد الجسم والحاجة للعديد من الفيتامينات والمعادن الضرورية لجسم الفتاة في هذه المرحلة العمرية كالحديد والكالسيوم، فتكثر مشاهدة  فقر الدم وتساقط الشعر بالاضافة لزيادة خطر الاصابة في المستقبل بمرض ترقق العظام.

مرض الشره العصبي Bulimia Nervosa

مرض الشره العصبي المعروف بالبوليميا

تتميز البوليميا بتناول كميات كبيرة من الطعام ثم محاولة التقيوء وتناول المسهلات او المدرات للتخلص من الطعام المتناول ولتنظيف الجسم من الكميات الزائدة من الطعام، ويرافقها غالبا اتباع حميات غذائية غير صحية وممارسة تمارين رياضية عنيفة ومجهدة لانقاص الوزن ومنع زيادته. وعادة ما يصحبها مشاكل نفسية عديدة من حزن ونقص في التركيز واهتمام مستمر وكبير بالوزن وشكل الجسم، بالاضافة للمعاناة من صعوبة في خسارة الوزن والمحافظة عليه بعد نقصه. 

مريضة البوليميا تتناوله الطعام بشراهة ثم تتخلص منه بسرعة من خلال التقيوء

تكثر مشاهدة هذا الاضطراب عند الفتيات بسن اكبر بقليل من سن المراهقة وله تأثيرات خطيرة على الصحة تظهر بالاشكال التالية: 
•    تبدل مستمر في الوزن 
•    نخر الاسنان وتاكلها نتيجة للتقيوء
•    اذية المريء والمعدة بسبب محاولات التقيوء الدائمة
•    اضطراب في توازن الشوارد والمعادن بالجسم بسبب التقيوء وتناول المسهلات والمدرات، ما يزيد من خطر الاصابة بامراض القلب والكلى.

علاج الاضطرابات الغذائية

يشتمل علاج هذه الاضطرابات الغذائية على قسمين: علاج فيزيائي طبي، وذلك من خلال تغيير نمط الحياة الى نمط حياة صحي، وعلاج نفسي من خلال التشجيع والدعم العائلي. 

ويجب ان ندرك اهمية اشراك طبيب التغذية بالعلاج للمساعدة في الحصول على وزن صحي من خلال خسارة الكيلوغرامات الزائدة في حال وجود زيادة وزن، او في حال وجود نقص وزن للمساعدة على اكتساب بعض الوزن بطريقة صحية.   

كما يجب التحدث مع الفتاة التي تعاني من هذه الاضطرابات الغذائية لمعرفة الاشياء التي تسبب لها التوتر، فهذا قد يساعدها في التخفيف من معاناتها خاصة اذا كانت تشعر بالوحدة او العزلة، بالاضافة لاهمية تشجيعها على التحدث مع احد افراد عائلتها لمساعدتها.