استشارية سعودية تحذر من زواج الاقارب إلا بشرط...

يكثر الحديث عن علاقة زواج الأقارب باحتمالات ولادة أطفال مصابين بالأمراض الوراثية، وذلك نتيجة للتقدم والإثباتات العلمية في علوم الوراثة في عصرنا الحاضر، وما صاحب ذلك التقدم من اكتشاف كثير من الحقائق العلمية لم تكن مفهومة في العصور الماضية، ما يستدعي إجراء الفحوصات الطبية اللازمة التي ستحدد القرار، أما المجازفة بإتمام الزواج أو الانفصال بسبب إنذار طبي لا بد من أخذه بعين الاعتبار كونه ينبئ عن وجود نسبة كبيرة من الخطر.

تلقي الضوء على هذا الموضوع الجمعية السعودية للطب الوراثي بإطلاقها "اليوم التوعوي للتدخل المبكر والحد من الأمراض الوراثية والإعاقة".

أهمية فحص ما قبل الزواج 
أكدت مشرفة فعاليات اليوم التوعوي الدكتورة سميرة سقطي، اختصاصية استشارات الأمراض الوراثية بمستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية في جدة أهمية فحص ما قبل الزواج لتفادي الأمراض الوراثية لدى المواليد، مشيرة إلى أن إلزام الحكومة السعودية بالفحص للمقبلين على الزواج من أبنائها يعد إجراءً صحيًا لتفادي الأمراض المعدية، وكذلك بعض الأمراض الوراثية، التي تزيد نسبة انتشارها في المملكة مثل الأنيميا المنجلية وأنيميا البحر الأبيض المتوسط، لما لهما من آثار وخيمة على الأسرة نفسيًا واجتماعيًا في مستقبلها الحياتي.

تحذير وشرط زواج الأقارب
حذرت الدكتورة سقطي، بشدة من زواج الأقارب، حيث إن هناك أمراضًا وراثية أخرى بخلاف تلك الأمراض المعروفة يصعب الكشف عنها لتكلفتها الباهظة، وكذلك ندرة هذه الأمراض، وأشارت إلى أن هذه الأمراض النادرة توجد في بعض الأسر نتيجة زواج الأقارب، وهذا يشكل خطرًا في الإنجاب.

ولم تمنع سقطي إتمام الزواج القرابي بشرط ألا يكون في العائلة تاريخ مرضي وراثي، ونصحت باستشارة أطباء الأمراض الوراثية في كان هنالك تاريخ وراثي لمرض معين تفاديًا لوقوع أطفال الأسرة في معضلات وإعاقات صحية.

الاستشارات الوراثية
تعتمد استشارات الأمراض الوراثية على تقديم الأطباء الاستشارات الوراثية والمعلومات والدعم للأشخاص الذين لديهم مخاطر أو المعرَّضين أكثر من غيرهم للأمراض الوراثية، حيث يتم مقابلة الشخص المعني وتُناقش معه المخاطر الوراثية، وكيفية توارثها ومدى احتمالية الإصابة بها وقد تتبع الاستشارة الوراثية بعض التحاليل المخبرية الخاصة بالأمراض الوراثية للكشف عنه وإقناع المستفيد.

اليوم التوعوي
يُذكر بأن الجمعية السعودية للطب الوراثي تنظم "اليوم التوعوي للتدخل المبكر والحد من الأمراض الوراثية والإعاقة"، ضمن ورشتها "الحادية عشرة" التي تنطلق صباح اليوم الأربعاء بفندق موفنبيك بجدة لمدة يومين، بالتعاون مع مستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية في جدة، والذي يشمل عددًا من ورش العمل التي يشارك بها كلا من الدكتور زهير رهبيني رئيس الجمعية، والدكتور ناصر الإبراهيم، والدكتورة مها النمر، والدكتورة سميرة سقطي.

ويتناول اليوم التوعوي الذي ينطلق ظهر غد الخميس مختتمًا جلسات "الورشة 11 للطب الوراثي" "كيفية الحد من الأمراض الوراثية"، "ما يقدمه مركز التأهيل للأطفال ذوي الإعاقة"، بالإضافة إلى طاولة تناقش الأمراض الوراثية مع الخبراء في هذا المجال.