دول الغرب بدات تطبيقه: العلاج بالنشاط البدني بدلا من الدواء

فيما نتصارع مع الامراض العادية منها والمستعصية، ونتحسر على ضياع صحتنا وتردي حالنا في العصر الحديث، نغفل عن شيء مهم جدا: ان اجدادنا لم يكونوا يعانون ما نعانيه نحن اليوم من امراض وعلل صحية لانهم كانوا يعملون ويتحركون اكثر.


اذن، ليس الطعام وحده هو ما كان يجعل اهلنا واجدادنا يتمتعون بصحة جيدة ويعمرون كثيرا، بل هو النشاط البدني ايضا، الذي لعب دورا فعالا في احتفاظهم بصحتهم العالية حتى في التسعين من العمر. فيما نرزح نحن في وقتنا الحالية تحت هموم الوزن الزائد والام المفاصل واوجاع الراس والكابة وغيرها من العلل لاننا بكل بساطة قلما نقوم بنشاط بدني يحتاجه جسمنا لدرء الامراض عنا.

الامراض تولد من بعضها


لناخذ مثلا بسيطا، نقضي معظم وقتنا جالسين اما خلف مقود السيارة في ذهابنا للعمل او للتبضع، نعود للجلوس مرة اخرى وراء مكاتبنا وقلما نتحرك، الطعام يصل الينا ونتناوله ونحن جالسون، نعود للمنزل ونجلس اما امام التلفاز او مسمرين امام هواتفنا الذكية او الحاسوب وغيرها. ونقول لانفسنا: كيف نمرض وتزيد اوزاننا؟!


ان قلة الحركة تجعل نصاب باكثر من مرض وباقل وقت، فالمرض يولد مرضا اخر وهكذا دواليك، لنصبح في سن الشيخوخة ونحن ما زلنا في العشرينيات.

ما الحل اذن؟
 

الحل بسيط، ويتلخص في الحركة والنشاط البدني، الذي قد يغنينا عن الكثير من الادوية بل ويحمينا من اية امراض.

وقد بدات دول الغرب باعتماد هذا النوع من "العلاج" حاليا من خلال تغيير اسلوب الحياة المعاصر المعتمد بشكل كبير على الجلوس والتركيز اكثر على النشاط البدني.

وقد اجرى عدد من الباحثين والاطباء في جامعة Bond University دراسة خلصوا من خلالها الى ان النظام الطبي والاستشفائي في معظم الدول الغربية كان يعتمد على مبدا خاطئ في علاج الامراض يقوم على وصف الادوية التي تتحكم بالمرض بدلا من معالجته من مصدره، وفي الوقت ذاته لا تعطي اهمية لاسلوب الحياة الذي قد يكون المسبب الاول والرئيسي للعديد من الامراض التي تصيب الانسان، حتى المزمنة منها كالسكري وامراض القلب والمفاصل وغيرها.

وعي عند الاطباء


تحدثت الدراسة ايضا عن زيادة الوعي عند بعض الاطباء لجهة ادخال تغييرات على اسلوب حياة مرضاهم يعتمد على النشاط البدني، بعدما اظهرت الادوية عند فعاليتها بالكامل في تهدئة الالام ومعالجة المرض.

وهذه التغييرات تتضمن ممارسة النشاط البدني المتنوع يوميا مع ضرورة تناول الاغذية الصحية والابتعاد عن الماكولات السريعة والجاهزة وكذلك مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية.

وقد لاحظ القيمون على هذه الدراسة تحسنا كبيرا في المستوى الصحي لعدد من المرضى الذين ادخلوا هذه التغييرات على نمط حياتهم، خاصة مع ممارسة رياضة المشي بشكل روتيني.

انشطة بدنية يمكن الاستفادة منها


حددت الدراسة التي تم نشرها في مجلة Canadian Medical Association Journal عددا من الانشطة البدنية التي تتلاءم مع اعراض مرضية مختلفة.

اذ يمكن لمرضى ترقق العظام او المفاصل مثلا، ممارسة الانشطة التي تقوي العضلات كالايروبيك. اما مرضى الام اسفل الظهر فيمكنهم الاعتماد على رياضة تمديد الجسم تحت اشراف معالج فيزيائي وذلك لتخفيف هذه الالام وعلاج المرض في الوقت ذاته. اما مرضى السكري والشرايين، فيمكنهم القيام بالانشطة الحركية كلعب كرة المضرب او السباحة او الجري الخفيف.