خبرٌ سار لمرضى السرطان: العلاج بالخلايا الجينية

خبرنا اليوم قد يحمل الأمل للكثير ممن يعانون من مرض السرطان، في حال تمَ تأكيد العلاج في حالات عدة مشابهة. فقد أعلن أطباء في مستشفى في بريطانيا عن قفزة كبيرة في علاج مرض السرطان، مع استجابة أول شخص في العالم يتلقى علاجاً جينياً رائداً.
 
والمريضة التي تلقت العلاج هي طفلةٌ تبلغ من العمر عاماً واحداً فقط، وتدعى "ليلى ريتشاردز" وتعاني من حالة حرجة وغير قابلة للشفاء من سرطان الدم المعروف باللوكيميا، وقد تمَ تشخيص إصابتها بالمرض عندما كانت تبلغ ثلاثة أشهر من العمر.
 
واستخدم الأطباء في علاجها خلايا مناعية جديدة صُممَت لمقاومة السرطان، معلنين أن التحسن في حالتها كان أشبه بالمعجزة. وما زال من المبكر التيقن من شفاء الطفلة تماماً من السرطان، إلا أن التقدم الذي شهدته حالتها الصحية يُعتبر خطوةً كبيرة في هذا المجال. 
 
إختبارٌ أثمر نتائج طيبة 
 
كما يحدث في معظم حالات الأطفال الصغار المصابين بالسرطان، لم يحقق العلاج الكيماوي وزرع نخاع العظم أي نجاح في علاج الطفلة. عندها اقترح الأطباء على والدها الذي رفض التخلي عن فكرة علاج ابنته تجربة أول علاج تجريبي قامت به شركة "سيليتكس" للتكنولوجيا الحيوية باستخدام الخلايا المناعية المُصمَمة، ليعطي نتيجةً كبيرة في مجال إدخال تعديلات على الجينات.
 
وهذا النوع الجديد من العلاج يقوم بتعديل الجينات الموجودة بالفعل، في حين أن أساليب علاج أخرى سابقة كانت تحاول إضافة جينات جديدة لعلاج الخلل ولم تنجح.
 
وتمَ استخدام مقص مجهري في إجراء تصميم دقيق للحمض النووي داخل خلايا مناعية لمتبرع. وصُمَمت الخلايا بحيث تبحث عن خلايا سرطان الدم فقط وقتلها، مع التخفي عن العقاقير القوية الممنوحة للمرضى.
 
وتمَ حقن ليلى بالخلايا المُعدّلة، كما احتاجت إلى عملية ثانية لزرع نخاع عظمي لاستعادة النظام المناعي.
 
وبعد مرور عدة أشهر من إبلاغ عائلة ليلى بأن حالتها مستحيلة، لم تنج الطفلة فقط من العملية، بل إنه لا يوجد أثر لسرطان الدم في جسمها.
 
وأشار الطبيب بول بيز من مستشفى "غريت أورموند ستريت" أن هذا التحول يُعتبر واحداً من أبرز التطورات التي شهدها الجسم الطبي على مدى 20 عاماً. وأضاف أننا في وضع مذهل مقارنةً بما كنا عليه قبل خمسة أشهر، لكن هذا لا يعني الشفاء للطفلة.
 
والطريقة الوحيدة التي سنعرف من خلالها أن ذلك أصبح علاجاً، بحسب الطبيب بيز، هو الإنتظار عاماً أو عامين، واصفاً هذا التطور في علاج السرطان بما يشبه المعجزة.