هذه الإضطرابات هي الأكثر إنتشاراً بعد أمراض القلب في الإمارات

الأمراض العضلية الهيكلية هي تلك الحالات الطبية التي تؤثر على العضلات والأربطة والأوتار والعظام. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تحتل هذه الأمراض المرتبة الثانية بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، ما يمثل عبئًا ثقيلاً جدًا للمرض. 
 
ونظرًا لأن هذه الإضطرابات كثيرًا ما تنشأ نتيجةً لنمط الحياة المستقر الذي ينطوي على كثير من الجلوس، فمن المتوقع أن يتزايد معدل الإصابة بهذه الأمراض في المستقبل القريب، ما لم يكن هناك تدخلٌ كبير. 
 
العوامل المرتبطة بالإضطرابات العضلية الهيكيلية
 
عوامل خطر أربعة ورئيسية تقف وراء تطور الأمراض العضلية الهيكلية، هي العمر، ومؤشر كتلة الجسم المرتفع، ومرض السكري، وقلة النشاط البدني؛ ومعظمها يتعلق بنمط الحياة. ووفقًا لدراسة أجريت في دولة الإمارات، تمَ تسجيل أكثر من 300 ألف زيارة إلى الأطباء في عام 2013 لأسباب تتعلق بالإضطرابات العضلية الهيكلية؛ وهو ما يمثَل حوالي 10% من إجمالي الزيارات إلى الأطباء. وبوجهٍ عام، تصيب هشاشة العظام أكثر من 20% من السكان في الإمارات العربية المتحدة.
 
وفي هذا الإطار، يتحدث الدكتور وليام موريل، إستشاري جراحة العظام وطب العظام الرياضي بمركز الدكتورة حميره بادشاه الطبي بدبي، عن أنه في الإمارات العربية المتحدة، تحدث الإضطرابات العضلية الهيكلية لدى الرجال بمعدل أكثر شيوعًا من النساء. وقد تمَ تسجيل ثلثي الحالات تقريبًا لدى الرجال، والثلث فقط لدى النساء. 
 
وعلاوةً على ذلك، فإن متوسط عمر السكان في دولة الإمارات هو 30 عامًا تقريبًا، إلا أن هذا المتوسط يتزايد ببطء لأن الناس يعيشون حياةً أطول، كما أن معدل المواليد آخذٌ في التناقص، وهناك عددٌ أقل من الناس يغادرون البلاد؛ مما يؤدي في آخر المطاف إلى مزيد من المشكلات العضلية الهيكلية.
 
ويُعتبر العلاج باستخدام البلازما الغنية بالصفائح الدموية، الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج الأمراض العضلية الهيكلية واضطرابات تآكل المفاصل مثل التهاب مفصل الركبة، والتهاب الأوتار مثل المرفق لدى لاعبي التنس، والأمراض التنكسية في العمود الفقري مثل مرض القرص.
 
ويشير د. موريل إلى أن الطب التجديدي يسخّر إمكانات الشفاء لدى الجسم من جمع وعزل عوامل نمو وهرمونات معينة مأخوذة من دم المريض، وإعادة إدارة هذه المركَبات في مجال المشكلة. وتعمل البلازما الغنية بالصفائح الدموية على تنشيط الخلايا الجذعية للمريض والتي يتم العثور عليها محليًا في الأنسجة المحيطة، ويختلف هذا الإجراء عن آلية عمل معظم العلاجات الدوائية من خلال معالجة أعراض المرض.
 
وعلى الرغم من أن البلازما الغنية بالصفائح الدموية قد لا تمثَل الحل والعلاج النهائي، إلا أنها تُعتبر الطريقة الأكثر استخدامًا في الوقت الحالي لتعزيز العمليات الجراحية، إلا أن هناك ما يبرر الحذر؛ نظرًا لأن المعلومات المتعلقة بالسلامة والفعالية لا تزال قيد التطوير والنقاش.