باحثة سعودية تكتشف مستوطنة أثرية لما قبل التاريخ

تعدُّ مناطق المملكة العربية السعودية من أغنى مناطق العالم بالآثار، فقد عاشت على أرضها حضارات عديدة، سادت قروناً من الزمن، ثم بادت، ولا تزال بعض آثارها بارزة للعيان، غير أن الكثير من آثار تلك الحضارات لا يزال مطموراً تحت الأرض، ما يستدعي بذل جهود مكثفة لاستكشافها. 
 
وهناك العديد من الباحثات السعوديات يستهويهن هذا العمل، حيث يساهمن في تصوير وتوثيق وشرح وتحليل معلومات المواد التي يتم العثور عليها من نقوش ورسومات.
 
ولقد اكتشفت باحثة سعودية في علم الآثار مستوطنات قديمة تعود لما قبل التاريخ، وذلك أثناء زيارتها لمواقع أثرية في محافظة تثليث بمنطقة عسير، قادها إليها وجود كسر فخار.
 
علماً بأن باحثة الآثار السعودية فوزية الحديثي، كانت تتابع بحوثها في الدراسات العليا، حيث جندت طاقاتها لاستكمال رسالتها للدكتوراة في جامعة الملك سعود من خلال زياراتها الميدانية للمواقع الأثرية في تثليث بمنطقة عسير.
 
الاكتشاف الأثري
بدأت تفاصيل هذا الاكتشاف الأثري عندما زارت الباحثة موقعاً عبارة عن ملجأ صخري واسع في حمضة تثليث، يضم العديد من الرسومات الفنية الملونة، واكتشفت وجود كسر فخار، ما يدلل على وجود مستوطنة قديمة، خاصة وأن محافظة تثليث إجمالاً غنية بالفنون الصخرية والكتابات القديمة، حيث أن متعتها وحبها للآثار تكمن في التعرف على أسرارها واكتشاف مواقعها.
 
وأكدت الباحثة الحديثي تفاعل ودعم ومساندة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عملها وبحوثها الميدانية، غير أنها أشارت إلى إن العوائق التي قد تقف أمام الباحثات لا تختص بتسهيل المهمة، وإنما في سفر المرأة وظهورها في هذه الأماكن وتحمُّل المرافقين لها أعباء الانتظار والتنقيب.
 
آثار منطقة تثليث
بيَّن مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المهندس محمد العمرة، أن تثليث تشتهر بكثرة النقوش الصخرية، التي حصرتها وسجلتها الهيئة مسبقاً ضمن سلسلة جبال تسمى القهرة، إلى جانب نقوش في كافة القرى، مشدداً على أن الهيئة تولي هذه المواقع وغيرها اهتماماً بالغاً من خلال المحافظة عليها وحمايتها من أيدي العبث، مستشهداً بتخصيص عدد من الحراس لحمايتها.
 
وأوضح أن تلك المواقع تتجاوز أكثر من 90 موقعاً، سُجِّلت في نظام الآثار، عبارة عن نقوش ورسوم صخرية موزعة على جوانب الطرق التي كان يسلكها الناس قديماً.
 
وأشار إلى أنه قد تم تسجيل 3 مواقع تبعد عن تثليث بمسافة 70 كم، ولا يزال العمل جارياً لحصر أي مواقع جديدة، حيث إنه يوجد عديد من المواقع التي لم يتم تسجيلها بعد، وفي الوقت نفسه يتم نزع ملكيات لقصور ومنازل تعود ملكيتها لآل كدسة.