معرض "جلد ثان" وفكرة الازياء كجلد اخر

يعتمد الفن على الفكرة المجسدة بطريقة ابداعية، ولا شك بان هذه الفكرة هي الاساس في المعرض الفني Fashion: A second skin الذي افتتح نهار البارحة في بهو حرم جامعة باريس سوربون ابوظبي، مجسدا المراة التي تخلق حوارا متكاملا بين الروح والجسد، حيث استخدمت فيه الفنانتان باتريشيا ميلنز واونا بيرك مادتين مغايرتين للمواد التقليدية في الفن التشكيلي. الاولى اختارت اكياس الشاي الفارغة، والثانية اختارت الجلود الطبيعية، وكلاهما استخدمتا موادهما لتشكيل اثوابا او ما يمكن تسميته جلودا ثانية تغلف الجسد وتروي حكايته النسوية بطريقة مختلفة. 

يعد هذا العرض الثاني للمعرض بعد ان شاهده الجمهور في دبي شهر مارس الماضي ضمن فعاليات ارت دبي، والذي يقام برعاية سمو الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان، وزير الثقافة والشباب، ويستمر لعشرة ايام خلال شهر ابريل الجاري.

مؤسسة الكارتيل المعنية بشان المراة وفنونها


وفي حوار لموقع "هي" مع القيمة الحائزة على جوائز عدة بالفنون والاداب، نقلت لنا روح المعرض من قبل السيدة مي بربر، وهي  مؤسس ومدير غاليري الكارتيل في دبي، العضو في هيئة مؤسسة بينان لتطوير الفنون والاعمال بالقول: " في مؤسسة الكارتيل دابنا منذ تاسيسها على استقبال دراسات عن المراة بطريقة فنية غير مالوفة فيها جانب من الازياء، وقد جاء تعاوننا في هذا المعرض مع فنانتين، حلمت اعمالهما بعض التضاد والاختلاف بالمواد المستخدمة واللغة الفنية، بين الورق والجلد، الا اننا قد نجد فيها تشابها كبيرا، وكاننا نجسد المراة قلبا وقالبا، بالروح والجسد".

اثواب اكياس الشاي دلالة على الجلسات النسوية الخليجية


بحسب قول بربر: "ان اعمال الفنانة باتريسيا مصنوعة باليد من اكياس الشاي الفارغة، وهي مستوحاة من المراة العربية، وبالتحديد الخليجية، وذلك ان الثوب والعقود مستوحاة من التراث النسائي الخليجي، والالف اكياس الشاي المستخدمة هي رمز للجلسات النسائية." وتضيف الفنانة باتريسيا بانها تعيش في منطقة الخليج منذ اكثر من 35 عاما، وكانت قد لقد استقبالا حافلا من قبل سيدات البيوت الخليجيات اللواتي رحبن بها بكلمة اهلا وسهلا، وبالطبع شاركنها احاديثهن على جلسات شرب الشاي، ومنها ياتي نسيج الحياة الاجتماعية للنساء في الامارات وغيرهن من النساء العربيات. 

منحوتات الجلد لتجسيد نسيج المراة وهيئتها الداخلية والخارجية


اما اعمال الفنانة اونا بيرك الحائزة على جوائز عالمية، والتي كانت الفنانة الانجليزية للعام، فهي تشتغل اعمالها باليد ايضا، وان لاحظنا الخلايا او المكونات التي تعمل بها، فانها تشابه ما استخدمته الفنانة باتريسيا، من خلال تكوينات الشرائط المحاكة باليد، لكن باستخدام الجلد بدلا من الورق وتاخذ منها العملية اشهر لعمل المنحوتة الواحدة، وهي مستندة على تشريح علمي وطبي للجسم البشري، لتذكرنا هذه الاعمال بوجود المراة بجانب حسي،  يجسد ذكرياتها وحضورها بطريقة تجريدية. 

الجلد الثاني تسمية كناية بالازياء التي نرتديها


واجابة عن سبب تسمية الجلد الثاني، قالت: "هي تجسيد لفكرة الازياء التي نرتديها يوميا، الانسان له جلد، بينما الازياء، تغلفنا وتغيرنا بعيدا عن الجانب التجاري فان للازياء معنى عملي، وهذا المعرض كان وليد هذه الفكرة، وقد لاقى صدا كبير، حتى انه تلقى دعوة من قبل متحف ستريمنغ في نيويورك  Streaming Museum سيعمل على استضافته قريبا.