الخلع .. وسيلة لإنقاذ المرأة أم قوة جبرية تفكك الأسرة ولأتفه الأسباب

إن الهدف الأساسي من الخلع هو إنقاذ المرأة بطريقة شرعية وآمنة تريحها من بطش زوج ظالم، وتنجيها من حياة بائسة مع زوج لا يطاق، وتسهيلا عليها من طول إجراءات القضايا الأسرية المرفوعة بدعوى الطلاق، إذا فهو طوق نجاة وليس سببا لإغراق الأسر وتفككها.
 
للأسف الشديد هناك من النساء اليوم من تسيء إستخدام هذا الحق، وهن كثيرات، وتشهد عليهن أورقة محاكم الأحوال الشخصية، وقضايا الأسرة في مختلف الدول العربية، ويعلن عنهن الإعلام يوما بعد يوم، وبشتى صوره، فهناك قصص نعلم بها من خلال البرامج التلفزيونية، ومنها ما ينشر على صفحات المجلات والجرائد، ومنها ما يتم تداوله عبر الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، وللأسف تطلب المرأة الخلع في أغلبها لذرائع تافهة، لا تحظى بتلك الضرورة التي تستدعي وجوب الخلع.
 
ومن أمثلة قضايا الخلع التي تشمئز لها العقول والقلوب أيضا، ما ذكر عن إمرأة قامت بخلع زوجها لخلاف على إطفاء النور، وأخرى بسبب قبحه، وثالثة بسبب كوب شاي، ورابعة بسبب خوف زوجها من الظلام...... إلى غير ذلك من الأسباب التافهة التي تتخذ منها بعض النساء ذريعة لهدم كيان الأسرة ولمجرد التحرر من قيود الحياة الزوجية.
 
وهنا لابد من مخاطبة ضمير هذه النوعية من النساء وحثهن على التعقل، والتمسك بحقوقهن الشرعية بما يحفظها دون التعدي على حقوق الغير، وعدم التفكير بأنانيه ودونية فهناك كيان يجب أن يحترم اسمه " الأسرة".
 
ويجب عند الحديث عن الخلع، تسليط الضوء على حالات تدمي القلوب وتدمع لها العيون، بسبب ما تعانيه بعض الزوجات جراء الحياة مع زوج متسلط قاس، لا يحترمها ولا يقدرها، ويضربها ويهينها، فهؤلاء النسوة، من يجب عليهن اللجوء للخلع طلبا للنجاة، وبالرغم من ذلك وللأسف فإن منهن من تخضع لذلك وتأبى الإنفصال حفاظا على الأسرة والأطفال، ومنهن من تتصرف بطريقة أخرى وهي طلب الخلع حفاظا على كرامتها وكيانها، فأي كانت رد فعل كل منهن وجب إحترامهن ومساعدتهن على الحياة بإستقرار وبهدوء وراحة قدر المستطاع، بل ويجب على المجتمع توعية الرجال الذين يسيئون لزوجاتهم وحثهم على التصرف برجولة ومساعدتهم، وحثهم على إحترام قدسية الزواج، والحفاظ على الزوجة والأطفال، ويعد هذا الدور من أسمى الأدوار التي يجب على المجتمعات أن توليها رعاية وإهتمام فائقين.. تجنبا للإنعكاسات السلبية التي يحدثها التفكك الأسري على المجتمعات.
 
وهنا يتضح الفرق بين إمرأة تضحي من أجل أطفالها، وأخرى تعبث بمصير أسرة بأكملها، عزيزتي المرأة .. أنت أساس المجتمع ومثال للقوة والعزم فلا تقبلي بالإهانة وإستخدمي حقوقك الشرعية بطريقة راقية تحفظ لك كيانك وكرامتك، وابعدي عن العبث بحياة أقرب الأشخاص إليك، فقد يكون الخلع في كثير من الأحوال الخيار الأمثل للحفاظ على نفسية الأطفال، وضمان لمستقبلهم، خاصة إذا تمسك الزوجين بعد الخلع بالتواصل الراقي من أجل أطفالهم في جو من المودة والإحترام، ولا عيب في ذلك على الإطلاق، لذا وجب عليك عزيزتي حواء عدم التقليل من شأنك بوضع أسباب واهية تفسد حياتك وحياة أطفالك.. التي ربما لم تشعرين بقيمتها الآن لسبب أو لآخر.
 
كما أن للجهات المختصة دور كبير في تقدير السبب وراء طلب الخلع، وتحري الدقة والتأكد من مصداقية الزوجة في كل إدعائاتها ليس لعدم الثقة فيها، ولكن لإحقاق الحق، وللحفاظ على الأسر من الدمار.
 
وقد قام الكثير من العلماء بشرح الهدف من الخلع وهو الحفاظ على كرامة المرأة وحقها في حياة سوية، ومساعدتها على فتح أبواب أغلقت في وجهها مسببة لها اليأس والحيرة.. كما أوضحوا خطورة عبث المرأة بهذه الأداة الشرعية التي تحي ولا تميت.