ما أسباب عزوف الطالبات السعوديات عن الالتحاق بقسم الاقتصاد المنزلي ؟

يختص علم الاقتصاد المنزلي بدراسة الأسرة ومقوماتها على مستوى المنزل والبيئة والمجتمع بقصد النهوض بها إلى حياة عائلية أفضل، وعلى الرغم من أهمية هذا القسم كتخصص جامعي إلا أنه من الملاحظ عزوف الطالبات السعوديات عن الالتحاق به. 
وأكدت دراسة سعودية حديثة أن عزوف الطالبات عن الالتحاق بقسم الاقتصاد المنزلي، يرجع إلى التكلفة المادية للدراسة بالقسم مقارنة بالأقسام الأخرى، وعدم توافر فرص وظيفية في الشركات والمصانع المرتبطة بالتخصص، وعدم مواكبة القسم للتطورات المعاصرة.
 
أهداف الدراسة 
قدمت هذه الدراسة أستاذة المناهج وطرق تدريس الاقتصاد المنزلي المساعدة بجامعة الملك خالد، الدكتورة الجوهرة بنت محمد جرية الدوسري، هدفت من خلالها إلى التعرف على أسباب عزوف الطالبات عن دخول قسم الاقتصاد المنزلي، والوقوف على مقترحات المبحوثات من أجل زيادة ترغيب الطالبات في الالتحاق بهذا القسم، كما سعت إلى تصميم برنامج مقترح لطالبات المرحلة الثانوية يهدف إلى تعديل اتجاهاتهن السلبية ناحية قسم الاقتصاد المنزلي، ومعرفة فعالية هذا البرنامج في تعديل اتجاهات طالبات المرحلة الثانوية نحو الاقتصاد المنزلي.
 
أهمية الدراسة
أشارت الباحثة إلى أن من شأن هذه الدراسة أن تساعد قادة الأقسام الجامعية للاقتصاد وإدارييها في وضع سياسات متطورة والاستعانة باستراتيجيات يمكن توظيفها بنجاح في زيادة معدلات إقبال الطالبات على القسم، وإلقاء الضوء على مدى فاعلية البرامج الإرشادية الموجهة لطالبات المرحلة الثانوية في تغيير اتجاهاتهن نحو الأقسام التي بها عزوف في نسبة الالتحاق.
 
أسباب عزوف الطالبات
كان في مقدمة أسباب عزوف الطالبات عن دخول قسم الاقتصاد المنزلي، التكلفة المادية للدراسة بالقسم مقارنة بالأقسام الأخرى، وهذا يرجع إلى ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في تنفيذ المشاريع في هذا القسم مقارنة بتدني المكافأة التي تتسلمها الطالبة.
 
وجاء في المرتبة الثانية عدم توافر فرص وظيفية في الشركات والمصانع المرتبطة بتخصص الاقتصاد المنزلي، حيث يقتصر عمل خريجات الكليات في التعليم كمعلمات في السعودية.
 
وفي المرتبة الثالثة من أسباب العزوف جاءت عبارة "عدم مواكبة القسم للتطورات المعاصرة"، وقد يرجع ذلك إلى عدم توافر الإمكانيات المختلفة لهذا القسم، وأهمها الإمكانيات البشرية من أعضاء هيئة تدريس على مستوى عال من المهارة يؤمنون بأهمية تخصص الاقتصاد المنزلي، إضافة إلى الإمكانيات المادية من معامل وخامات ووسائل تدريب.
 
وجاء في المرتبة الرابعة العبارات الثلاث التالية: "عدم رغبة الأسرة في الالتحاق بالقسم"، "لا تستهويني دراسة أي مجال من مجالات الاقتصاد المنزلي"، "لا أحتاج لتخصص الاقتصاد لوجود الخدم". 
 
وحلت عبارة "قسم يتطلب الالتزام بالحضور كل يوم"، في الترتيب الخامس ضمن أسباب العزوف، تلتها عبارة "كثرة المقررات التي تدرس بالقسم"، ثم عبارة "عدم الاهتمام بتدريس مقرر الاقتصاد المنزلي في التعليم العام"، ثم "إنجاز المشروعات العملية بالقسم يستغرق طويلا"، و"فرصة الحصول على عمل بعد التخرج محدود".
 
 مقترحات الدراسة
اقترحت الباحثة لزيادة الإقبال على الالتحاق بقسم الاقتصاد المنزلي بناء على آراء الطالبات زيادة مكافأة الطالبات، حتى يستطعن شراء خامات القسم ومستلزماته، وتوفير فرص عمل تتناسب مع خريجات الاقتصاد المنزلي غير التعليم، وتوفير الوعي العام لدى أفراد المجتمع عن أهمية الاقتصاد المنزلي عبر وسائل الإعلام المختلفة لجذب انتباه أفراد المجتمع إلى أهميته، وتطوير معامل الاقتصاد المنزلي بالمدارس والكليات لتواكب التطورات العالمية، وتغيير اسم الاقتصاد المنزلي إلى "علم الحياة" وقبول طالبات التخصص الأدبي والعلمي بالقسم، وتنظيم معارض سنوية لمنتجات القسم، لبيان مدى أهميته للمجتمع.