إحذري عزيزتي.. فأنت تبحثين عن سعادة زائفة!

كلنا نسعى وراء السعادة، التي تدغدغ أحاسيسنا وعقولنا، نتخيلها كبيرةً ورائعة بحجم تمنياتنا ونظن أن الطريق سهلٌ للوصول إليها.
 
وقد نصل، إلا أن بعضاً من السعادة التي نحققها لا يكون حقيقياً بل مزيفاً، ذلك أنه مبنيٌ على اعتقادنا أن ما يسعد الآخرين لا بد سيسعدنا، وبالتالي نركض وراء سعادة زائفة لا تحقق لنا إلا المزيد من الحزن.
 
لذا احذري عزيزتي، من خلال بحثك عن السعادة، أن تكوني تنبحثين عن سعادة زائفة في الأمور التالية:
 
1. نجاحات الآخرين: ليست بالضرورة أن يصبح جهدك لتحقيق النجاح هو تقليد نجاحات الآخرين، فلكل منا شخصيته وعقليته وتفكيره المختلف، وكذلك إمكاناته الشخصية والمحيطة به. فلا تقيسي حجم النجاح الذي تبغين الوصول إليه بحجم نجاحات غيرك، بل اسعي لنجاح على قياسك وضمن إمكانياتك وستبقى سعادةً مربحة ومثمرة إلى الأبد.
 
2. محاولة محاكاة حياة الآخرين: في عالمنا الإفتراضي اليوم، نرى الكثير من الأمثلة عن أناس يعيشون حياةً مميزة وخاصة جداً، يحسدها عليهم البعض فيما يفرح لها البعض الآخر. إن كنت تتأثرين جداً بنمط حياة الآخرين وتحاولين تقليده سعياً وراء سعادة مماثلة، فأنت خاطئة، فما يصح لهم ومعهم قد لا يصح لك، وقد تكون ظروفهم ومحيطهم مغايرةً عن محيطك. لذا لا تتخبطي في دوامة التلقيد الأعمى بل اسعي لحياة تلامسك وتشبهك وتمنحك السعادة والرضا اللذين تبحثين عنهما.
 
3. العمل في وظيفة لا تحبين: كثيرٌ من الناس يعملون فيوظائف ذات رواتب عالية، لكنهم لا يحبونها. يذهبون إليها مرغمين في الصباح ويشكون منها طوال اليوم وفي كل حديث ومناسبة، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل قد ينعكس على صحتهم الجدسية والنفسية بالكثير من الضرر. فإن كنت من هؤلاء الأشخاص، إعلمي عزيزتي أنك تعيشين في سعادة زائفة وأن العمل الذي لا تحبين القيام به لن تتقنيه يوماً وسينبذك قبل أن تنبذيه. إبحثي عن عمل يشبهك ويدخل السرور لقلبك ويجعلك متلهفةً لإتمامه وإحراز النجاح والتقدم فيه كل يوم.
 
4. الركض وراء الماديات: من منا لم يقترف جريمة شراء أحدث إصدار من الهواتف الذكية أو الحقائب والأحذية المطروحة حالياً في السوق؟ من منا لا يسعى وراء الشكل الجميل والمظهر الفاخر ولا يفكر بتجميل وتحسين الداخل؟ السعادة لا تتحقق بامتلاكك أفضل ما يوجد في السوق أو السفر عدة مرات في السنة أو التباهي بساعة ثمينة أو ثياب غالية الثمن، السعادة الحقيقية هي بامتلاك ما تحتاجين دون الإسراف أو التبذير، ومجدداً لا تنظري إلى ما لايفعله الآخرين وتحاولين تقليدهم خوفاً من أن ينظروا إليك نظرةً دونية. فمن يحبك سيحبك لشخصك فقط وليس لممتلكاتك. 
 
السعي وراء سعادة زائفة كمن يركض وراء الغيم، قد يمسكه هنيهةً لكنه يعود ويتلفت من جديد. السعادة الحقيقية تكون بتحقيق الذات والقناعة بما لدينا.