الإكثار من تناول الكالسيوم: هل هو خطر؟

فيما يزداد عدد المصابين بهشاشة العظام حول العالم، يلجأ الكثيرون إلى زيادة تناولهم للكالسيوم تفادياً لهذه المشكلة التي تصيب النساء أكثر من الرجال.
 
وكبار السن هم أكثر من يلجأون لزيادة استهلاكهم للكالسيوم بصفته العادية من مشتقات الألبان أو من خلال المكمَلات الغذائية، خوفاً من ترَقق عظامهم وإصابتهم بهشاشة العظام. 
 
لكن يبدو أن هذا الإسراف قد يعود بنتائج سلبية على الأفراد بحسب دراستان جديدتان تؤكدان على أن زيادة استهلاك الكالسيوم لا يفيد العظام كثيراً كما كان يُعتقد.
 
الدراساتان اللتان قام بهما أطباء من نيوزيلاندا ونُشرتا في "المجلة الطبية البريطانية"، إعتمدتا على 59 تجربة لحوالي 14 ألف مشارك خضعوا جميعهم لاختبارات تأثير الكالسيوم الزائد على عظامهم.
 
وبحسب موقع "فوكوس" الألماني، فإن نتائج هذه الإختبارات أظهرت أن كثافة العظام تزيد بنسبة أقصاها 1.8% مهما كان حجم الجرعة التي يتم تناولها من الكالسيوم. وبحسب الدراسة، فإن هذه الزيادة لا تكفي لمنع تكسَر العظام وبالتالي الحيلولة دون الإصابة بهشاشة العظام.
 
في السياق ذاته، أظهرت دراسة أخرى أن تناول طعام يحتوي على نسبة عالية من منتجات الألبان لا يفيد كثيراً في تعزيز كثافة العظام، باستئثناء دراسة واحدة قام بها الأطباء النيوزيلانديون شارك فيها بعض كبار السن وأظهروا تحسناً في الحالة الصحية بعدما تناولوا حبوب الكالسيوم.
 
للكالسيوم آثارٌ خطيرة؟
هذه الدراسة الإستثنائية لم تغيَر النتيجة التي توصل إليها الأطباء من عدم الفعالية القصوى لزيادة تناول الكالسيوم لتعزيز قوة العظام، حتى أن البعض ذهب نحو الإشارة إلى أضرار تخلَفها زيادة الكالسيوم اليومي على الصحة.
 
فبحسب جمعية التغذية الألمانية، فإن زيادة الكالسيوم في الجسم يزيد من خطر تشكَل الحصى في الكلى ونشوء مشاكل في الجهاز الهضمي، إضافةً إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث أن تراكم الكالسيوم في الأوعية الدموية قد يؤدي لتكلَسها.
 
وعليه ينصح الخبراء بالإكتفاء بكمية الكالسيوم الموصى بها دون أي زيادة فيها، على أن نحصل على فيتامين "دال" من مصادره الطبيعية عبر الغذاء والتعرض للشمس، لأنه بدون هذا الفيتامين لا يمكن الإستفادة من الكالسيوم الموجود في الجسم.