حوار ثري مع الدكتور أحمد شيخوني المدير الطبي لعيادات hearLIFE عن فقدان السمع عند الأطفال

حوار : ريهام كامل
 
الدكتور أحمد شيخوني المدير الطبي لعيادات hearLIFE هو اختصاصي معتمد لدى المجلس الفرنسي لطب الأنف والأذن والحنجرة من جامعة هنري بوانكير، وحاصل على درجة الدكتوراة في الطب من جامعة حلب في سوريا. لديه خبرة أكثر من 20 عاماً من ممارسة طب الأنف والأذن والحنجرة في أوروبا والشرق الأوسط، وقد عمل لمدة ست سنوات في مستشفى باربواس في نانسي بفرنسا، و3 سنوات في مستشفى نانسي المركزي، ركز خلالها بشكل كبير على حالات جراحة الفك والوجه. لديه خبرة تفوق 15 عاماً في إدارة عيادته الخاصة، كما ترأس قسم طب الأنف والأذن والحنجرة في اثنين من المستشفيات الخاصة وهما الأمل ومارتيني في حلب بسوريا. 
 
وكان لنا هذا اللقاء مع الدكتور أحمد شيخوني عن فقدان السمع عند الأطفال، الذي أفادني أنا شخصية كأم.
 
ما هي نصائحك للوالدين للتأكد من سلامة حاسة السمع لدى الطفل بعد الولادة؟
من أول الأمور التي يجب على الوالدين القيام بها إجراء فحص للسمع في الأسابيع الأولى من ولادة الطفل. يجري فحص السمع عادة من قبل اختصاصي بالسمع ويستغرق بضع دقائق فقط، وهو غير مزعج للطفل أبداً، وهو إجراء مهم للغاية فليس جميع الأطفال متمتعين بإمكانات السمع الكاملة، ويتم من خلال الفحص الكشف عن مشاكل السمع مبكراً، الأمر الذي يمكن الوالدين من اتخاذ الإجراءات الفورية لضمان حصول طفلهما على فرصته ليتمتع بتطور طبيعي وكامل في مراحل الطفولة والمراهقة والشباب. 
 
وأؤكد ضرورة إجراء الفحص وعدم الإستهانة به، فلإعاقات السمع أثر بالغ على الأطفال الرضع، إذ تؤثر سلباً على نوعية حياتهم وتطورهم وقدرتهم على الحديث والقراءة بشكل جيد في مراحل لاحقة من حياتهم. فالقدرة على السمع تعتبر من الحواس الأكثر حيوية، ويساهم فقدانها في التقليل من جودة حياة الطفل.
 
هل يمكن اختبار قدرة الجنين على السمع داخل رحم أمه؟ وكيف؟
يمكن للجنين الاستجابة للمحفزات الصوتية في الأسبوع 25 – 29 من الحمل، ما يعني أن الطفل المولود بعد فترة الحمل الكامل لديه تجربة سمعية لأكثر من شهرين. ولا تزال الأبحاث جارية ولكن لا توجد حالياً اختبارات موضوعية ومناسبة. 
 
هل يمكن أن يصاب الطفل بفقدان السمع على الرغم من سلامته عند الولادة؟
يتعرض جميع الأطفال للمخاطر المحيطة بهم، كالتعرض للأصوات المرتفعة والالتهابات والأدوية وغيرها، لذلك يتعين إجراء الفحص الدوري خلال سنوات المدرسة للمتابعة وللتأكد من سلامة حاسة السمع لديهم. 
 
كيف لي أن أعلم أن قدرة طفلي على السمع قد تأثرت أو إنعدمت وهل من دلائل واضحة لذلك؟
من العلامات التي يجب أن يراقبها الوالدان على الطفل حديث الولادة وجود عيب أو تشوه خلقي في الأذن الخارجية أو وجود التهاب في الأذن، فقد تكون هناك مشكلة في شكل إحدى الأذنين أو كليهما، ويمكن أن تظهر إصابة الطفل حديث الولادة بفقدان السمع من خلال عدم استجابته للأصوات العالية بقربه. وعلى نطاق أوسع، فإن الأطفال الصغار يجب أن يستخدموا الكلمات المفردة بحلول عمر 15 شهراً، وأن يؤلفوا جملاً من كلمتين بعمر الثانية، فإن لم يكونوا حققوا ذلك في العمر المتوقع فإن السبب قد يكون مرتبطاً بمشاكل السمع. هناك بعض العوامل التي قد تشير إلى فقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، ومنها التاريخ العائلي ووجود حالات من فقدان السمع، انخفاض الوزن عن الولادة أو الالتهابات التي قد تكون وصلت إليه في مرحلة الحمل، كالزهري أو الحصبة.  
 
إذا لاحظت أياً من أعراض فقدان السمع لدى طفلك، ننصحك بفحصه لدى خبير مختص بفحص السمع لدى الأطفال، حيث يستخدم وسائل متعددة للتشخيص وتقييم حساسية السمع لدى الطفل. 
 
ولا داعي للقلق إذا تم تشخيص الطفل بوجود مشكلة في السمع، فهناك العديد من وسائل العلاج المتوفرة، ومنها سماعات الأذن وزراعة القوقعة وإعادة التأهيل السمعي وعلاج النطق واللغة. وتختلف كل حالة عن الأخرى، ومع توفر التقنيات الحديثة والخبرة المتخصصة ترتفع فرص مساعدة الطفل للغاية. 
 
هل من علاج في حال ولادة الطفل بفقد السمع، وفي حالة فقدانه السمع في مرحلة عمرية لاحقة؟
تعتبر زراعة القوقعة أحد الخيارات المتطورة لعلاج الأطفال والكبار ممن يعانون من مشاكل فقدان السمع الحاد، ويتم تصميم كل طراز من القوقعة بما يتناسب مع تشخيص الطبيب، وتمر أنظمة زراعة القوقعة بشكل يتجاوز الجزء التالف من الأذن الداخلية ويحل محلها، لتقوم بتحويل الأصوات التي يسمعها الفرد بشكل يومي إلى نبضات كهربائية مرمزة. تحفز تلك النبضات الكهربائية ألياف الأعصاب في الأذن الداخلية بشكل مباشر، ويقوم العصب السمعي بنقل الإشارات إلى الدماغ، وهناك يجري تفسيرها كأصوات. تقوم القوقعة المزروعة باستمرار بالتحفيز بسرعات عالية، وعندما يتلقى الدماغ معلومات صوتية، يمكن للمريض أن يسمعها بشكل فوري. 
 
ويمكن زراعة القوقعة للأطفال ابتداءً من عمر ستة أشهر، وغالباً تكون الزراعة أفضل كلما حدثت في وقت مبكر، نظراً لأهمية تلك الفترة في تطور اللغة والنطق لدى الأطفال منذ الولادة وحتى سن أربع سنوات. ونقدم النصيحة ذاتها في حال الأطفال الذين يصابون بمشاكل السمع في مراحل لاحقة في حياتهم – فالخضوع لزراعة القوقعة في وقت مبكر أفضل بكثير لاستعادة سمعهم وقدراتهم على النطق، بينما يعني التأجيل مزيداً من الصعوبة في عودة الدماغ لتفسير الأصوات واستعادة القدرة العقلية على فك رموزها، وعادة ما تكون زراعة القوقعة هي الخطوة الأولى، وبعد إتمامها يخضع الطفل لإعادة التأهيل لدى معالجي النطق للحصول على أفضل النتائج. وفي الوقت ذاته فإن دعم العائلة والمحيطين بالطفل لا يقل أهمية لتشجيعه ودعمه في تلك الفترة على استعادة ثقته بحاسة السمع وبتطوره فيما يحاول التأقلم مع العالم والأصوات من حوله. 
 
عزيزتي الأم: إذا كان لديك سؤال حول فقدان السمع عند الأطفال لا تترددي أبدا في طرحه وسنسعى جاهدين لإفادتك.