El Seed الفنان الغرافيتي العالمي

 

للتعرف عن قرب على فن الرسم على الجدران المعروف بالفن الغرافيتي، التقينا «ال سيد» El Seed الفنان العربي العالمي الذي يكتب ويرسم على الجدران، جامعاً هذا الفن بفن الخط العربي، ليبتكر أعمالاً فنية تبهر العيون، وتسحر العقول. لا يقيد فنه بالجدران فقط، بل يعمل على تصميم قطع الأثاث أيضاً. 

وبعد أن شارك كفنان ضيف في “مهرجان صيف ظهران” في السعودية قال لـ “هي”: ما شاهدته هناك وما لمسته من تعامل الجميع معي، وذلك طريقة تعامل الناس مع الفنانين الحاضرين بددا كل الأفكار الخاطئة، التي كانت مصورة في ذهني عن الثقافة السعودية. أعجبت كثيراً بجودة الأعمال الفنية العالية، ودقة الفنانين، كما تأثرت حقاً بإخلاصهم لتقاليد فن الرسم على الجدران. 

أخبرنا عنك؟

أنا من أصل تونسي، ولدت في باريس. وأمضيت كل حياتي في الرسم، واستوحيت لوحاتي من العربية. فحين ترين اللغة العربية والفن الإسلامي، تلاحظين الأشياء الرائعة التي ابتكرها المسلمون منذ قرون. 

ما أحاول فعله هو تقديم هذه الأمور بلمسة عصرية. وأحاول أيضاً بناء جسر بين الشرق والغرب من خلال الرسم المستوحى من العربية في الشوارع.

إنه متوسط قوي، فحين أعيش الغرافيتي يحب الناس معرفة المزيد عن فن الخط العربي، وأنا أعيش هذا الفن وأستمتع به كثيراً. أرى أنه يبعث رسالة إيجابية، لأن الغرافيتي كما تعرفين ليس عملاً تخريبياً. 

لا أدعي أنني رائد، فمن المعروف أن هناك عدداً من الفنانين العرب الذين يمارسون هذا الفن، لكنني أحاول أن أفعل شيئاً مختلفاً. ترعرعت في باريس، غير أنني كنت أزور تونس بانتظام، وأمضي إجازاتي فيها. الخط الذي أرسمه بحث مستمر عن هوية فردية.

هل تلقيت دروساً أكاديمية؟

بصراحة لا. درست إدارة الأعمال، ولم أدرس الفنون الجميلة، أو أي نوع من الفن. أشعر أحياناً بأنها غلطة، لكن في أحيان أخرى أشعر بأن ذلك أفضل، فربما حد الدرس من موهبتي. قد لا أعرف كل الحيل التي يدركها الشخص الذي تعلم هذا المجال، لكنني استطعت تطوير أسلوبي الخاص. ولدي بعض الخدع الخاصة. أردت أن أدرس الخط العربي، لكنني لم أجد من يعلمني إياه في باريس. أعرف أنني لا أتبع كل قواعد الخط، غير أن أعمالي أعجبت فنانين مهمين في المنطقة، ولاقت تقديرهم الذي شرفني. 

محمد علي الفنان المقيم في المملكة المتحدة، والذي كان في دبي منذ فترة للرسم على جدار غاليري «تشكيل» يؤكد أيضاً الناحية الإيجابية من فن الزخرفة على الجدران.

نعم، هو شخص مذهل. التقيته شخصياً، وما فعله مفيد جداً، لأنه فتح الأبواب لأناس كثيرين. 

هدفنا أن نحاول تحطيم صورة الغرافيتي المرسخة في بعض العقول، والتي تعتبره شكلاً من أشكال التخريب. كان الغرافيتي في الماضي مرتكزاً على الأسماء، لكننا الآن نحاول حث الناس على التفكير في حياتهم اليومية من خلاله. لذا لم أعد أضع اسمي على الجدران، بل أعتمد التقليد المثلي، بحيث يختفي الاسم وتبقى الرسالة. أبحث إذاً عما يجمعني بالآخر، ويوحدني به، وأبتعد عما يفرقني ويبعدني عنه.

العالم ليس ملكاً لشخص واحد أو لشعب واحد. أحياناً أقدم بعض الأفكار، وأحياناً أخرى أرسم شيئاً بسيطاً مثل عبارة «أحبك يا أمي».

استخدمت موهبتك للدخول إلى عالم تصميم قطع الأثاث أيضاً.

اتصلت بي شركات كثيرة تعمل في مجال تصميم المفروشات لاستخدام تصاميمي في صناعة الأثاث. كما استخدمت تصاميمي في صناعة ملصقات الجدران في كندا، واتصلوا بي مؤخراً من «ستيكمان ترايب»Stickman Tribe  في دبي. 

هل من فنانين أثروا فيك، وشكلت أعمالهم مصادر وحي لك؟

تأثرت كثيراً بأعمال الفنانين الباريسيين المشهورين «شاك2»Shuck2  و”مود2”Mode2 ، لكن ليس بالضرورة أنني أستوحي منهم أفكاري.

رسمت في البداية بالفرنسية، لكنني الآن أرسم بالعربية، لذا أبحث في كل مكان، وأستوحي من مختلف المجالات من الفن المعاصر إلى الفن العربي الكلاسيكي.

كيف تجاوب الشرق أوسطيون مع أعمالك؟

تأثرت وأعجبت حقاً بانفتاح الناس هنا على فني. ردة فعلهم مختلفة يوماً بعد يوم، وهو ما يبهرني فعلاً. التقيت الشيخ سلطان سعود القاسمي الذي كان لطيفاً جداً.

ماذا عن باريس؟ هل تعتبرها المكان المثالي للفنانين؟ وكيف أثرت فيك؟

هي مدينة حضارية ليس فيها جدران بيضاء. الألوان في كل مكان وصالات العرض أو الغاليريات الخارجية منتشرة أيضاً. دبي والشرق الأوسط عموماً بحاجة إلى رسامين في الهواء الطلق، ليقيموا عروضاً فنية مباشرة يشاركون فيها الناس. الفن للجميع ويجب أن يتوفر لعامة الناس بدل أن يكون محصوراً فقط بالطبقة الراقية.

للمزيد من المعلومات زوروا:  www.elseed-art.com