Amanda Triossi لـ هي : قطعة المجوهرات الراقية بلا زمن

  دبي: معالي الغمري Maaly Elghamry وُلدت "أماندا ترييوسي" Amanda Triossi في روما ودرست تاريخ الفن في جامعة كامبريدج، وحازت شهادتها في علم الأحجار الكريمة من جمعية الأحجار الكريمة في بريطانيا. وترأست قسم المجوهرات في "سوذيبي" Sotheby في أمستردام. وفي العام 1996 نشرت أول بحث دراسي متخصص عن "بولغاري" Bulgari بمشاركة الكاتبة دانييلا ماسيتي. ومنذ العام 1997 تتولى منصب مستشارة لدار "بولغاري" Bulgari، وتدير مشروعا لابتكار الأرشيف التاريخي للمؤسسة في روما. في الوقت نفسه عملت عن قرب مع عائلة "بولغاري" Bulgari على تطوير وتعزيز مجموعة "فينتاج" Vintage الخاصة بالدار، وهي المجموعة الرجعية من الساعات المرصعة بالمجوهرات والقطع الثمينة للشركة، وقد قامت بذلك عبر إجراء أبحاث واختيار وشراء سلع من السوق العالمية تمثل أسلوب وإرث الشركة. وفي العام 2009 أشرفت على أول معرض رجعي بارز لدار "بولغاري" ضم مبتكرات للشركة على مدى 125 عاما، وشمل أكثر من 500 قطعة. وقد برزت في المعرض قطع من مجموعة "فينتاج" Vintage الخاصة بالدار، إضافة إلى قطع لا تُثمن من مجموعات مهمة، وخاصة مجموعة المجوهرات التي تملكها إيليزابيث تايلور والتي شوهدت في أوروبا للمرة الأولى. في العام 2010 أشرفت على معرض ثان أوسع للدار جرى في باريس عرضت به أكثر من 600 قطعة. وفي العام 2011 أشرفت على المعرض الرجعي الأول لدار "بولغاري" Bulgariالذي جرى في آسيا في بكين في الموقع الراقي لمتحف الصين الوطني، وتبعه في العام 2012 معرض في شنغهاي في مؤسسة "أورورا". "ترييوسي" كاتبة كاتالوجات المعارض الثلاثة وجميع النصوص المتعلقة بها. قابلتها في دبي حيث جاءت بمناسبة الدورة الرابعة لمعرض "فن أبوظبي" الذي ترعاه دار "بولغاري". لتتحدث في لقاء حصري لـ"هي" عن تاريخ الشركة العريق، وتطور طراز مجوهراتها على مدى السنين والمعارض التي قامت بإعدادها، وأحب القطع إلى قلبها وسبب اهتمام الشركة برعاية الفن. كما روت قصصا رومانسية ارتبطت بمجوهرات "بولغاري"، وشرحت رأيها حول مدى ارتباط المجوهرات بموضة الأزياء. •أنت هنا بمناسبة معرض أبوظبي، وحضرت الافتتاح، فما هو رأيك فيه؟ ولماذا تهتم الدار برعاية مثل هذا الحدث؟ -جئت للحديث عن تراث "بولغاري"، فمن الطبيعي أن ترعى الدار الفن، وليس سباق السيارات مثلا، فهي في النهاية تنتج فنا. فلماذا لا تشارك في حدث كبير مثل معرض "فن أبوظبي". •هل كانت هناك قطع مجوهرات تم عرضها خصيصا بهذه المناسبة؟ -بالتأكيد تم عرض عدة قطع ثمينة من المجموعات الجديدة، ولكنها لم تصنع خصيصا لهذا المعرض. •" بولغاري" دار عالمية عريقة لها طرازها المميز، فكيف تصفينه؟ -أسست دار "بولغاري" منذ نحو 128 عاما، ولكن حتى الخمسينيات لم يكن لها طرازها الخاص بها، فقد كانت أنظارها موجهة إلى باريس مركز الموضة والتصميم. كانت تنتج مجوهرات راقية، ولكنها تنتمي إلى الأسلوب والطراز الباريسي في التصميم. ولم يكن في ذلك الوقت هناك فارق كبير بين مجوهراتها ومجوهرات شركات عالمية أخرى، مثل "فان كليف& أربيلز"، أو "كارتييه"، أو "بوشران" أو غيرها، حتى إنه كان يصعب في ذلك الوقت تحديد هوية الشركة بالنظر إلى قطعة المجوهرات. وفقط منذ 1960 بدأنا نرى شخصية "بولغاري" وطرازها الخاص في المجوهرات. واليوم إذا رأيت قطعة للدار أميز مباشرة أنها من "بولغاري"، أما إذا عرضت علي قطعة من الخمسينيات، فمن الصعب الجزم بأنها للدار. فقد تكون من إنتاج أي شركة مجوهرات أخرى. •لماذا بدأ هذا التحول في بداية الستينيات؟ وإلى أي اتجاه تطور طراز الدار الخاص؟ -التطور تصادف مع تطور الصناعة الإيطالية للموضة عندما ظهر على الساحة "فالنتينو"، و"بوتشي"، وبدأنا نرى مصممين إيطاليين، وكان ذلك في نهاية الخمسينيات، حيث بدأ الانتعاش الاقتصادي. •هل معنى ذلك أن تطور تصميم موضة الأزياء يؤثر في تطور تصميم المجوهرات؟ -لا أستطيع أن أقول ذلك، ولكنني أقول: إن نقطة التحول في دار "بولغاري" تصادف حدوثها مع هذا التطور في عالم تصميم الأزياء والانتعاش الاقتصادي. كان التطور عاما في كل ميادين التصميم بكل أنواعها، حيث بدأ كل مصمم يعمل شيئا مختلفا. وبداية تطور "بولغاري" نحو تحديد هوية أسلوبها الخاص كان بمزج ألوان عدة بطريقة مثيرة. فحتى هذا الوقت كانت شركات المجوهرات تستخدم لتصميم مجوهراتها حجر زفير مثلا وحوله أحجار ماسية، أو ياقوت وماس، وهكذا لون واحد وحوله حبات الماس. فبدأت "بولغاري" في مزج ألوان متعددة في تصميم القطعة الواحدة كما اهتمت بالحجم بترك الحجر كتلة مقببة من دون تحديد زوايا له أو وجوه، فكانت أول من فكر في صنع حجر كالكتلة الناعمة المقببة، وفي عمل تصميم متناسق. وأصبح ذلك من علامات وصفات مجوهرات "بولغاري" الأساسية في شخصيتها، وذلك على عكس التصميم الفرنسي الذي نجده أكثر خفة ومنفتحا وغير متناسق. •كيف حافظت الماركة على طرازها المميز منذ الخمسينيات وحتى الآن رغم تعدد المصممين الذين التحقوا بها على مدى السنين؟ -المصمم الجيد يتمكن من الحفاظ على الشخصية الأساسية، ولكن في الوقت نفسه يبتكر ويتحرك مع الزمن. وما يثير الاهتمام هو أنه إذا رأيت قطعا لـ"بولغاري في معرض مثل الذي أعددته، حيث كنا نعرض قطعا من السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، فستلاحظين أنها كلها مختلفة، ولكن يجمع بينها علامات رئيسة أضفت عليها شخصية "بولغاري"، بحيث يمكن فورا بمجرد رؤيتها الجزم بأنها تعود إلى الدار. وهذا دليل على أن المصمم الجيد يمكنه التطور مع الزمن مع الحفاظ على الروح الأصلية للماركة. •كيف تطورت الروح والطراز مع مرور السنين؟ - في كل مرحلة كانت هناك سمات مختلفة، وبعضها مرتبط بتغير موضة الأزياء، فهناك علاقة مؤكدة بين المجوهرات والأزياء، لأن بعض القطع مثلا لا يمكن ارتداؤها مع بعض موديلات الثياب. •يفترض أن قطع المجوهرات الراقية تبقى وتورث لأجيال، بينما موضة الأزياء تنتهي مع الموسم، فكيف يرتبطان ببعضهما؟ -نعم قطعة المجوهرات الراقية يجب أن تكون بلا زمن، ولكن من الضروري أيضا أن تعبر عن العصر، فمثلا في الثمانينيات كانت الموضة الحلق الطويلة الكبيرة جدا، ومشابك الصدر "بروش"، والعقود الضيقة حول الرقبة. والآن لا يمكنك ارتداء البروش، لأن الأزياء حاليا واسعة متهدلة خفيفة تشبه موضة السبعينيات، ولكن الموضة تدور في دوائر، ولذلك تنتهي ثم تعود بعد سنوات وهكذا. وربما تعود موضة الأزياء التي تسمح لك بارتداء بروش جدتك. المجوهرات الراقية استثمار دائم لا ينتهي. أنا مثلا أحب مجوهرات "بولغاري" في الثمانينيات، والمؤكد أن موضة هذا العهد ستعود مرة أخرى. •بهذه المناسبة ما هي موضة المجوهرات لهذا الموسم؟ -لا أعمل في مواقع الإنتاج أو التسويق، ولكن شعوري أن الموضة هو الذهب الوردي اللون والألوان الكثيرة. وأيضا الحجم الكبير خواتم ضخمة وحلق وعقود طويلة. •تخصصك القديم والتراثي، فلماذا في رأيك كل هذا الاهتمام من "بولغاري" بمجوهرات الماضي؟ -ليس "بولغاري" فقط التي تهتم بالماضي والعتيق، وإنما كل دور المجوهرات الراقية. وسبب كل المعارض التي نقدمها للمجوهرات العتيقة يعود إلى أن كل الشركات تقدم المنتجات الراقية نفسها، ولكن الشيء الذي يختلفون فيه هو البصمة الشخصية وتاريخ كل منهم. ولهذا يهتمون بالقديم ليظهروا هذا الاختلاف. فالاختلاف ليس في نوعية المنتجات، ولكن في مواصفاتها وشخصيتها التي هي نتيجة اختلاف التاريخ. وينبع اهتمام "بولغاري" تحديدا بالتراث من أنها شركة عائلية. والسيد "باولو بولغاري" متداخل تماما في كل ما تقدمه الشركة من تصاميم، ابتداء من اختيار الحجر إلى متابعة التصميم والفكرة وكل خطوات التصنيع. •أنت متخصصة في تاريخ الدار، فهل تذكرين أي قصص مست قلبك؟ -على مدى تاريخ "بولغاري" توجد الكثير من القصص، ولكننا نتقيد بمبدأ السرية التامة. ولكن هناك قصة رومانسية جدا مست قلوب الكثيرين. كنت أعد لمعرض باريس 2010 الذي أقيم في الـ"غراند باليه". وكنت أعتمد على مبدأ الاقتراض، إذ إن 300 قطعة من الماضي كانت الدار تمتلكها والـ 350 قطعة مستعارة. وإحدى هذه القطع التي أردت عرضها كان عقدا رائعا قد اشتراه زبون أمريكي شهير، فاتصلت به لأقترضه منه، ولكنه قال: إنه لم يقدمه بعد لزوجته، وإنه عادة يحب تقديم المجوهرات لها بطريقة غير عادية، وإنه لذلك موافق على عرضه بالمعرض لو وضعنا عليه اسمها. كنا قد استعرنا من زوجته قطعتين أخريين لهذا المعرض، فجاءت لرؤيتهما وأثناء تجولها، فوجئت بالعقد الجديد، وتذكرت أنها رأته في روما في العام السابق وأعجبها. وعندما اقتربت من الزجاج لاحظت أن اسمها عليه، فتأثرت كثيرا من المفاجأة، وبدأت تبكي فبكى زوجها، ومس حبهما قلبي، فبكيت أيضا، وكان معي زوجي فبدأ هو أيضا تسيل دموعه. كان الموقف مؤثرا جدا وعاطفيا ومثيرا للمشاعر. هذا الزوجان في الستينيات من العمر، ولكن علاقة حبهما قوية جدا، إلى حد أنه في مرة أخرى دعاها إلى العشاء في كاليفورنيا، وبعد الوجبة جاء الشيف ليقدم لها كتاب وصفات الطهي الخاص به، وعندما فتحته وجدت في قلبه عقدا من الياقوت والماس هدية من زوجها. •ما هي قطعة المجوهرات المفضلة لديك من "بولغاري"؟ -من الصعب أن أختار من بين القطع التراثية القديمة، فأنا متداخلة جدا معها فأنا أتولى البحث عنها، وإعادتها إلى الدار من المجموعات الخاصة أو المزادات، ولذلك فكلهم مثل أطفالي لا أستطيع التفضيل بينهم، ولكنني مثل نساء الخليج أحب القطع الكبيرة المؤثرة. لهذا بعض هذه القطع التراثية أعشقها، ومنها عقد ضيق حول الرقبة، وبه 3 قطع نقود كبيرة، وآخر ضخم يضم كل قطع النقود البريطانية من هنري الثامن حتى جورج الثالث أو الرابع. إنه قطعة مجوهرات تمثل درسا في التاريخ البريطاني خلال تلك الفترة. هذا العقد طوله متر وعشرة أو متر وعشرين سم مصنوع من قبل "بولغاري"، ورغم ثقله وطوله إلا أنه أنيق جدا ورائع ومثير للإعجاب.