حوار مجلة "هي" مع اختصاصية إصلاح وتجميل الأسنان الدكتورة السعودية نورة العجاجي

مشاعل الدخيل:  Mashael Al Dakheel

تصوير:  A85 Studio

مواكبة التغييرات مهارة عظيمة لا يفقهها إلا من خاض تجارب التحديات، واجتاز الصعاب بقصص ملهمة يستشهد بها ويضرب بها المثل. طبيبة الأسنان نورة العجاجي من النماذج السعودية الشابة التي برزت في مجال طب الأسنان، واقتحمت ريادة الأعمال فيه بنجاح مميز يحركها حبها للعلم والتعليم والتطور. في حوار خاص بـ"هيتشاركنا نورة قصة تأسيس مركز NAJ لتدريب طب الأسنان والعقبات التي واجهتها مع تداعيات أزمة كورونا، وكيف استطاعت أن تخلق من التجربة نجاحا كبيرا.

تتطرق الدكتورة نورة في حديثها الخاص معنا إلى مجال طب الأسنان وأسرار المهنة، وأهمية استمرارية التعليم في هذا المجال المتجدد والمتطور والمواكب للتغيرات الرقمية.. إليك تفاصيل الحوار..

حوار مجلة "هي" مع اختصاصية إصلاح وتجميل الأسنان الدكتورة السعودية نورة العجاجي

اختصاصية إصلاح وتجميل الأسنان الدكتورة السعودية نورة العجاجي: لدي مسؤوليات وأشغال كثيرة ويبقى سر نجاحي في التنظيم والجدولة

 

لماذا هذا الإقبال الكبير على طب الأسنان في السعودية؟

يعتبر مجال طب الأسنان واحدا من أهم المجالات الطبية التي لا يمكن الاستغناء عنه، كما إن له الكثير من المميزات التي تجعل الطلاب يتجهون دائما للتخصص به. وتعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أفضل الدول التي تقدم دراسة الطب الأسنان في المنطقة. خلال السنوات

الـ 15 الماضية اصبح عدد الجامعات المتخصصة في المجال 26 جامعة، وأصبحت أعداد الخريجين في تزايد والإقبال والطلب عاليا جدا بعد قرار التوطين في تخصص طب الأسنان الذي صدر العام الماضي في المملكة.

حدثينا عن تخصصك في مجال طب الأسنان.

تخصصي إصلاح وتجميل الأسنان، ويعتبر تخصصاً أساسياً في طب الأسنان، يندرج تحته علاج تسوس الأسنان والعلاج التجميلي مثل Veneers. ويعتبر هذا التخصص تحفظي، فلا أقترح بشكل سهل علاجات Veneers أو ابتسامة هوليوود، لأن واجبنا نحن أطباء الأسنان أن نحافظ على الجزء الطبيعي من السن الذي خُلقنا به، ولا نشجع على تجميل الأسنان، إلا إذا استدعت الحاجة إلى ذلك.

 

ما التحديات التي تواجهينها على الصعيد المهني؟

التحديات التي أواجهها بشكل عام هي تصحيح المفاهيم الخاطئة فيما يخص بعض العلاجات مثل التصبغات وعدم اصطفاف الأسنان. أجد أن تطلعات المريض دائما تتوجه إلى أقصى الخيارات مثل حفر الأسنان وتلبيسها، ونحن بصفتنا أطباء أسنان لا نفضله إلا إذا استدعت الحاجة، فمن واجبنا أن نقدم للمريض الخيارات المتاحة، والأقل ضررا على الأسنان مثل تقويم الأسنان وتبييض الأسنان بأنواعه، ونسعى إلى تغيير مفاهيم المريض وتصوره لإصلاح الأسنان.

 

وعلى الصعيد الشخصي؟

تحديات الصعيد الشخصي تكمن في موازنة الحياة العملية وحياتي الشخصية. فأنا أم لثلاثة أطفال، والتحدي هو كيفية الموازنة بين التزاماتي لبيتي وأسرتي وفي الوقت نفسه أحقق أحلامي على الصعيد المهني.

 

أزمة كورونا شكلت للكثير من أصحاب المشاريع عقبات ولحظات صعبة، على عكس ما حدث معك عند افتتاح مركز NAJ.. حدثينا عن هذه التجربة.

كورونا شكلت تحديا إيجابيا، فأول ما حصلنا على تصاريح المركز، فقدنا كل شيء، وتوقفت جميع المرافق عن العمل. وجدت في هذه الفترة فرصة لأسلي وألهي نفسي مع الطلبة عبر تقديم دورات عبر الانترنت، وكانت نوعا ما اجتهادا شخصيا. هذا الأمر جعلني قريبة أكبر من الطلبة، وعملنا على عدة مهارات وتقنيات متخصصة، مثل رسم الأسنان.. وجدت أن الطلبة مهتمون بتلقي دروس ومحاضرات عبر الانترنت، وكنا نطبق الدورات العملية خطوة خطوة.. فخورة بأن أقول إننا حولنا التحدي إلى نجاح كبير.

 

ما أهم وأبرز مميزات مركز NAJ لتدريب طب الأسنان؟

أهم ميزة بالنسبة لي انه مركز خاص يرتكز على التدريب في مهارات طب الأسنان شاملا تخصصاته المختلفة. ويحتوي المركزعلى معمل "الفانتومالمهيأ بشكل كامل وبأعلى جودة حيث أن التدريب فيه يصور العمل في عيادة أسنان حقيقية.

طب الأسنان مهنة شريفة تأتي معها مسؤوليات كبيرة، المهنية في التعامل مع المريض، بالإضافة إلى حفظ حقوقه وخصوصيته، و أيضا في نصيحته و تصحيح المفاهيم الخاطئة إن وجدت، فمن واجبنا أن ننصح المريض بما يتناسب مع حالته و أن نقدم له خيارات علاجية بدءا من أبسطها وأكثرها تحفظا.

 

ما أبرز نقاط القوة التي يتمتع بها فريقك في مركز NAJ لتدريب طب الأسنان؟ وما أحدث التقنيات التي توفرونها للمتدربين؟

أنا فخورة بأن فريق العمل في مركز NAJ لتدريب الأسنان هو فريق سعودي متكامل مئة في المئة، وكل عضو من أعضاء الفريق يعتبر نفسه صاحب مكان وعلى أتم استعداد لتقديم أفضل تجربة تدريبية للطالب. ومن نقاط القوة أيضا وجود أجهزة على أعلى المستويات وأجدد التقنيات ودورات عمل تحتوي على مايكروسكوبات digital scanning and digital impressions. نتوجه بشكل جدي في المركز إلى التطور الرقمي، وهو التوجه الجديد في مجال طب الأسنان، حيث أصبحت الإجراءات والتقنيات التقليدية أقل استعمالا، واستبدلت بتقنيات أكثر سرعة أمانا.

 

كيف تستطيعين الموازنة بين حياتك المهنية والتدريب الطلابي؟

إنه لتحدٍّ أنني الآن في المراحل الأولى في مشروع مركز التدريب الصحي، كما أنني عُينت منذ أشهر في المجلس العلمي للبورد السعودي في إصلاح وتجميل الأسنان، إضافة إلى عملي في عيادة خاصة كطبيبة أسنان تجميلية. لدي مسؤوليات وأشغال كثيرة ويبقى سر نجاحي في التنظيم والجدولة، وعندما أكون مع أطفالي وعائلتي أحرص على اعطائهم اهتمامي كله.

 

ما سر النجاح في مجال طب الإنسان؟

العلم في المقام الأول، والمعرفة الكافية في المجال وأساسياته، يأتي بعد ذلك صقل وتطوير المهارات بشكل مستمر. في وقتنا الحاضر التنافس عالٍ بين أطباء الأسنان، لذلك من الضروري متابعة التطورات العلمية كل يوم، والاطلاع على الدراسات والبحوث في هذا المجال، ومن المهم مواكبة التغييرات. وبالنسبة للتنافس، أشجع كل طبيب على توثيق أعماله وتسويقها، وأعتقد أن هذا من أسرار النجاح في وقتنا الحاضر. وأخيرا أن طب الأسنان مهنة إنسانية، نحن نرفع الألم عن الناس، ونعالجهم، ونطبب قبل أن نعمل أي شيء، ولذلك فإن مشاعر التعاطف مع الآخرين مهمة جدا في هذا المجال.

 

 اختصاصية إصلاح وتجميل الأسنان الدكتورة السعودية نورة العجاجي: المملكة شجعت أبناءها وطلابها على استكمال الدراسات العليا والتخصص في مجالات عدة وتدعمهم في البحوث

 

ما مكانة المملكة وأبرز إنجازاتها في هذا المجال؟

المملكة شجعت أبناءها وطلابها على استكمال الدراسات العليا والتخصص في مجالات عدة وتدعمهم في البحوث. يوجد الكثير من الأطباء الذين قدموا اختراعات، وبراءات اختراع في مجال طب الأسنان من البحوث والمقالات المنشورة من أطباء سعوديين، وإنه لشيء مشرف، وكل هذا بسبب دعم المملكة لطلابها، وتشجيعها المستمر لهم.

 

كيف تصنعين الاحترافية والتميز في مجال طب الأسنان؟

من خلال معرفة أساسيات المجال، والتطوير المهني، وأيضا أسلوب التعامل والأخلاق العالية، وهنا يأتي التميز في السمعة الحسنة، فإن السمعة الحسنة تسبق صاحبها.

 

وكيف تطورين مهاراتك مع مرور الوقت؟

أنا متخرجة منذ عام 2008، هل تتخيلين أن شخصا يمارس مهنة طب أسنان بعلم موجود منذ سنين من دون تطوير؟ هذا ليس صحيحا. يتوجب علينا تطوير المهارات ومواكبة التقدم في المجال الطبي.. نصيحتي هي القراءة المستمرة في المجال، ومتابعة الطب الرقمي، وحضور ورش العمل في الجمعيات المختصة، فهنالك جمعيات كثيرة وكبيرة تقدم نشاطات علمية على مدار السنة... نحن أيضا في المركز نوفر ورش عمل متخصصة في جميع مجالات طب الأسنان.

 

ما أحدث التقنيات التي تروجين لها وتنصحين بها في مجالك؟

أنا من مناصري علاج الأسنان التحفظي، فقد تحولت فكرة تجميل الأسنان إلى أسلوب تحفظي وهدفنا الأساسي المحافظة على صحة الأسنان وليس تجميلها، تبييض الأسنان مثلا طريقة بسيطة لفعل ذلك، وعلاج البقع البيضاء علم متقدم عالٍ جدا.

أيضا طب الاسنان الرقمي من أحدث التقنيات التي يروج لها. هنالك تقنية تسمح لنا بأخذ صور الفم والأسنان بالطبعات الرقمية، ويساعدنا ذلك في حفظ معلومات الأسنان ومعرفة حجمها ومكانها بالإضافة الى مكان وحركة الفك. كل هذه المعلومات مهمة جدا في علاج المريض لاحقا. أنصح أيضا باستعمال المكبرات المجهرية في علاج الأسنان لسهولة ودقة العمل به مثل المكبر العيني أو المجهر.

 

ما النصائح التي تقدمينها للحفاظ على صحة الأسنان؟

لا بد من تفريش الأسنان مرتين يوميا لمدة دقيقتين في كل مرة، واستخدام الخيط السني مرة في اليوم. كما يجب زيارة الطبيب مرتين بالسنة، حيث ان هذه الزيارات تقينا من تفاقم الحالات عند التأخر في اكتشاف التسوس وبالتالي ارتفاع التكلفة العلاجية كما يقول المثل "درهم وقاية خير من قنطار علاج".

 

ما طموحاتك وآمالك على الصعيد المهني والشخصي؟

أطمح إلى أن يكون جميع أطباء الاسنان وحديثي التخرج في المملكة العربية السعودية في أعلى المستويات بالمجال وأن يرتقوا بالمهنة، وهذا واحد من أهداف مركز التدريب، وهو أن نعمل على دعم الجيل الجديد وتهيئتهم للتنافس عالميا. من طموحاتي أيضا افتتاح فروع المركز في مناطق مختلفة في البلد.

على الصعيد الشخصي طموحاتي هي نفسها، أنظر إلى الموضوع كشيء شخصي، أحب المجال، وأستمتع به، وأحب أن أساعد الأطباء فيه