وشم الفنانات اللبنانيات إغراء أم تعبير ذاتي؟

قديما استخدم الوشم لعدة غايات تبعا لثقافة الشعوب وعادات البلد، فعند البدو العرب مثلا، استعمل الوشم أو "الدق" للزينة عند النساء، حيث يزينّن أسفل الذقن والجبين برسومات فنية.

وفي عهد الإمبراطورية الرومانية، كان مطلوب قانونياً من الجنود الرومان وضع وشوما معينة على أيديهم ليكون من الصعب إخفاء الوشم في حال الانشقاق أو الفرار، كذلك انسحب الأمر على العبيد والمحكومين بالسجن.

وهناك شعوب كثيرة استخدمت الوشم للتعبير عن طقوس حياتية (كالزواج والتقدم بالعمر والموت..)، وعلامات ورتب، ورموز دينية وروحانية، وللتعبير عن الشجاعة، وتعهدات الحب، وللعقاب والتمائم والتعويذات والحماية...

أما اليوم، يبدو أن انتشار الوشم أو الـ Tattoo بات يمثل إغراء وفتنة ولفتاً للنظر إضافة إلى معاني التمرد والتفلت والقوة والتعبير عن الذات، ليصبح "موضة" رائجة بين النجمات اللبنانيات غيّرت التصورات السلبية عنه.

فبعض النجمات اخترن وشوماً أنثوية رومانسية ناعمة، لإبعاد الحسد كما فعلت هيفاء وهبي التي وشمت عيناً دامعة على كتفها.

وتقول هيفاء وهبي إن وشم العين "معروف في لبنان بأنه وسيلة لصد عين الحاسود فتوضع رسمته أحيانا على زجاج السيارات أو أبواب المنازل...". وتنفي هيفا أي معنى لألم أو حزن في الدمعة مؤكدة أن الوشم يرمز فقط لما ذكرت.

كما وشمت هيفا وردة عند أسفل ساقها مشيرة إلى أن في الورد الكثير من الأشواك.

أنوثة وجمال وقوة

أما الفنانة اليسا التي تكشف القسم العلوي من جسدها في معظم إطلالتها، فاختارت رسم فراشة جميلة على كتفها، ومن المتداول أن الفراشة تدل على الجمال والأنوثة وأنها تجلب الحظ (بشارة خير).

الفنانة ميسم نحاس، لديها وشمان: واحد على كاحلها عبارة عن أخطبوط، ومن المعروف أن الاخطبوط يتميز بقوة اصطياده لفرائسه في البحر، والثاني على يدها عبارة عن فراشة حيث يظهر بوضوح عندما تكون على المسرح.

في المقابل، فضلت الفنانة نيكول سابا أن تعتمد رمز القوة على يدها، حيث وشمت صقرا ربما للدلالة على  نجاحها وقوتها حيث استطاعت أن تؤكد حضورها بقوة على الساحة الفنية وخصوصا في مصر.

وتقول نيكول التي تزوجت مؤخرا من الممثل الشاب يوسف الخال إن التاتو يضفي لمسة جمالية على جسد المرأة.

كذلك اختارت الفنانة كارول صقر وشم النسر على كتفيها وهو يشبه جناحي الملاك.

ندم.. ولفت انتباه

ويرافق النجمة ميريام فارس وشما عند أسفل قدمها منذ عمر الـ 14، وهو مبهم بعض الشيء، وتقول بأنها تكرهه وتحاول تغطيته بمستحضرات التجميل، وأنها لَو استطاعت التخلّص منه لما تأخرت، لكن قيل لها إنها إذا حاولت مَحوه، فإنّ آثاره ستبقى، ومنها الحرق على قدمها، وهذا ما أخافها.

مايا دياب التي تفاجىء جمهورها في كل إطلالة ظهرت مؤخرا بوشم جديد يمتد على طول جسدها عبارة عن رسمات غريبة باللغة الكورية وبعض الأحرف والكلمات الغريبة، ولم يعرف إذا كان هذا الوشم مرسوما بشكل دائم أو مؤقت من أجل تغيير لوك.

وفي المحصلة، تختلف غايات الفنانات في الوشم إلا أن جميعها  تتوحد في إثارة الانتباه ولفت نظر الجماهير، ويفسر علماء النفس أن الوشم يتضمن نوعاً التلذذ بالألم الجسدي، وأيضاً يتضمن رفضاً للجسد ومشاعر نقص، إضافة للرغبة في لفت انتباه الآخرين وحب الظهور والتميز والتفرد، ويشيرون إلى أن الرغبات الاستعراضية الجسدية تبدو واضحة من خلال كشف أجزاء معينة من الجسم لا تكون مكشوفة عادة.

فهل تؤيدين أم تعارضين "الوشم" ؟ وأي "وشم" للفنانات المذكورات أعجبك؟