هي تلتقي ضيف تاناغرا Antony Todd

حوار: "أمبرين م أحمد"Ambreen M Ahmed في عالم الصحافة اعتدنا على توقع أجوبة قليلة حين نقابل مصممين، تماما مثلما اعتادوا بدورهم على طرحنا أسئلة قليلة عليهم. لذا يكون اللقاء مفاجأة سارة حين لا يخبرنا المصمم فقط عن رؤيته التصميمية، وكيف يحب المزج بين الكلاسيكي والعصري، بل يعلمنا أيضا درسا حياتيا قيما. هذا تماما ما فعله "أنتوني تود" Antony Todd خلال لقائي به. التقينا به في بوتيك "تاناغرا" Tanagra الباهر في مركز التسوق "وافي مول"، حيث لبى دعوة من الشركة لعرض مهاراته الفريدة أمام أهم زبائنهم. المصمم الأسترالي الأصل انتقل إلى منزله الحالي في نيويورك بعد تمضية عدد من السنين في التنقل بين خيارات مهنية متنوعة إلى أن وجد موهبته الحقيقية وتفوق فيها. أنتوني تود اسم معروف حول العالم كمهندس ديكور للمشاهير ومنسق أزهار ومصمم فعاليات وحفلات مع لائحة زبائن تشتمل على مشاهير ونجوم ورؤساء دول وشخصيات اجتماعية. تابعوا معنا لاكتشاف المزيد عن هذا المبدع، من رؤيته التصميمية إلى الدرس الحياتي المهم الذي يعلمنا إياه. س هلا أخبرتنا أكثر عن نفسك؟ ج إنه جواب معقد جدا. بعد تمضية 11 عاما وستة أشهر في دراسة علم النفس، يليه تصميم الأوبرا والأفلام والمسرح، وفي العمل كمصمم ديكور للأفلام، لاحظت أن كل أصدقائي ينتقلون، ويتقدمون في حياتهم بينما أنا أسافر وأدرس. فقلت لنفسي "يا إلهي! الوقت يكاد ينفد"، فقررت الانتقال إلى لندن، حيث تسكن والدتي. في طريقي إلى لندن توقفت في نيويورك وسرعان ما قررت أنها المدينة التي أود العيش فيها. كل ما قمت به حتى الآن عملية عضوية، لا شك في أنني امتلكت دوما إحساسا إبداعيا فطريا. في نيويورك بدأت العمل لدى شركة تصميم حفلات ومناسبات متنوعة كمصمم رئيس، وكانت التجربة مثيرة جدا للاهتمام، لأنه على الرغم من أنني كنت قد وصلت إلى نيويورك قبل فترة قصيرة، استطعت بفضل هذه الوظيفة التعرف عن كثب إلى الكثير من أسرار المدينة، من المنازل الرائعة في "بارك أفنيو" و"هامتونز" إلى المتحف والاحتفالات المتألقة في المتحف. كنت أعمل لشخص آخر، ولم أجد الشركة ملهمة كثيرا، فقدمت استقالتي، وصار وجودي في البلد غير شرعي، لكنني كنت مصرا على البقاء في نيويورك. اتصلت ببعض معارفي للاطمئنان عليهم، وبدأ بعض الناس يتصلون بي ليطلبوا الأزهار. أحببت ذلك جدا، ونجحت فيه بشكل كبير، فتحول تدريجيا إلى تصميم الحفلات والمناسبات. كل شيء استمر في التطور مثل زهرة جميلة. الحفلات التي صممتها أكسبتني شهرة وسمعة مرموقة. أحد أصدقائي المقربين أخبرني أنه لاحظ شيئا في حفلاتي جميلا وهادئا لدرجة أنه يجب علي التركيز على هندسة الديكور. وهكذا بدأ مشواري في تصميم الديكور، ثم قررت دخول عالم التجارة والبيع بالتجزئة، فصرت أصمم قطع الأثاث. والآن أملك بوتيكات في نيويورك وتوسعت إلى اسطنبول. س لماذا اسطنبول؟ ج كنت أفكر في توسيع أعمالي في مدينة ثانية مثل لندن أو باريس، لكنني سرعان ما لاحظت أن أسواق هاتين المدينتين مشبعة فلا مجال لمنافسين جدد. اسطنبول بدت تحديا جيدا ولطالما عشقت التحديات. كما أنها مدينة خلابة متعددة الطبقات وكوزموبوليتانية. التاريخ والثقافة مهمان جدا بالنسبة إلي. أبحث الآن عن مدينة ثالثة، وأعتقد أنني سأكتفي بها. س من هو الشخص الذي أثر في موهبتك الإبداعية؟ ج والدي، لا أعتقد أنه كان رجلا مبدعا، لكنه جمع الكثير من التحف الفنية، الأمر الذي أثر فيّ حقا. وعرابتي "إرمغارد" كانت ربما الأكثر تأثيرا وإلهاما لي. لم ألتق في حياتي إنسانا راقيا، ورفيع الذوق والثقافة، وحقيقيا، وصادقا في الوقت نفسه مثلها. كانت خلاقة وذكية وحنونة وأخذتني تحت جناحيها. سافرت كثيرا معها حين كنت شابا. كنت أستيقظ في منزلها لأجد أكواما من الكتب المتنوعة المواضيع (من الأدب إلى التصميم) أقرؤها قبل تناول الفطور. س كيف جرى التعاون مع "تاناغرا"Tanagra ؟ ج قاموا بدعوتي لزيارة البلد وتنظيم بعض المناسبات الخاصة لزبائنهم. ما أفعله هو عرض منتجاتهم أمام الزبائن. سأكون مسرورا جدا إذا توفرت في المستقبل فرصة التعاون معهم مرة جديدة. س ما هو الديكور المثالي؟ ج الديكور يعتمد بشكل كبير على أسلوب البناء. الهندسة المثالية تجعل السقف عاليا، التناسب والتناسق مهمان جدا بالنسبة لي. أفضل التصاميم الخالدة لذا أصمم قطعا كثيرة تتناغم مع قطع الأنتيك العتيقة. أما الديكور الأكثر مثالية، فهو الذي لا يشير إلى أن مهندس ديكور صممه بل يعكس ذوق المقيمين وأسفارهم وشخصيتهم. س كيف هو العمل مع المشاهير؟ ج يعيش المشاهير في عالمهم الخاص. لنقل إنه من غير الحكمة الدخول معهم في نوبة غضب. لكن يجدر بي القول إنني أتلقى أحيانا طلبات من بعض السيدات في "بارك أفنيو" أغرب بكثير من طلبات المشاهير. من المشاهير الذين استمتعت حقا بالعمل معهم كانت "دونا سامر" Donna Summer السيدة الجميلة صاحبة الروح الجميلة والرقيقة والإيجابية. توفيت منذ بضعة أشهر. نحن هنا لفترة جيدة لكن ليس لفترة طويلة، كل هذه الأشياء الجميلة لا تعني شيئا. ننفق الكثير من المال على كل هذه الأمور المادية. علينا أن نعيش ونستمتع بذلك. الحوار كاملا مع نصيحة هامة لكل مقبلة على الزواج من أجل حفل زواج ذو ديكور مميز لا مثيل له ومجموعة من الصور بانتظاركم في العدد 228