هيفاء المنصور ل هي متوقع اتهامي بشراء الجائزة

نجاح وتألق وفوز وغيرها الكثير من الرموز التي يمكن أن توصف بها حياة هيفاء المنصور حالياً فهي أول مخرجة سعودية تتألق في مهرجان فينيسيا ، بعد نجاح فيلمها السعودي " وجدة" ، لتضيف لنجاحاتها السابقة وتميزها نجاحاً جديداً المخرجة السعودية هيفاء المنصور بروحها الطيبة فتحت قلبها ل" هي " وكشفت كواليس فيلم " وجدة" وماذا حدث معها أثناء التصوير ، وتوقعاتها المستقبلية العملية والعائلية من خلال الحوار التالي .....

فوز فيلمك بجائزة المهرجان ماذا يعني لك؟

يعني لي الكثير فهو ليس فقط أول فيلم سعودي بل هو أول فيلم خليجي كما يمثل السعودية في مهرجان كبير مثل مهرجان فينيسا أي مهرجان صف أول ، فلقد غير نظرة الناس نحو هذا الجزء من العالم فالفكرة السائدة أن السينما السعودية ليست على المستوى المطلوب وغير قادرة على المنافسة بشكل دولي ولكن الآن اختلف الوضع .

هل خططتي أثناء إعدادك للفيلم إن تفوزي بجائزة عالمية ؟

شرفني مشاركتي بالمهرجان سواء فزنا أو لم نفز ، فالمهم هو أن أمثل بلدي بحيث أكون أول من يرفع علم السعودية في مهرجان فينيسا المعروف على مستوى الفن والأدب والحياة وهذا يمثل فخر لي ، والحمد لله لقد فزنا بثلاث جوائز، ولا شك أن منتجين الفيلم الذين أنتجوا فيلم  " الجنة  الآن" للمخرج هاني أبو أسعد وغيرها من  الأفلام التي لاقت نجاح كان متوقعا  أن يكون للفيلم أصداء على الأقل.

هي ليست الجائزة الأولى لكن إصدائها كانت الأقوى فما الفرق بينها وبين الجوائز الأخرى؟

الفرق كبير فالجائزة السابقة كانت لفيلم وثائقي أما هذه الجائزة فهي لفيلم حقيقي .

كيف علمتي عن فوزك؟

لقد تم إبلاغي من قبل إدارة المبيعات.

وكيف كانت ردة فعلك ومن أول من هنأك؟

كان شيء جميل ورائع فبالطبع فرحنا جداً بحصولنا على ثلاث جوائز في المهرجان ، خاصة في ظل وجود أفلام كبيرة مشاركة معنا في المهرجان ، ولكن المهم هو أن يقدم الانسان فيلم حقيقي ، يمثل مجتمعه و ذاته ، وأن لا يفكر بالفوز فقط فيجب أن يضع جزء من ذاته بالفيلم ويشعر كأنه يمثله فمن الهام جداً إحساس الناس بروح المخرج من وراء الكاميرا التي تكون واضحة أثناء عرض الفيلم .

ماهي التهنئة التي سمعتيها أو الموقف الذي حدث معك بعد فوزك ومثل لك شيء خاص ؟

كان اهتمام الامير الوليد بن طلال بهذا الفوز بشكل خاص كنز لا يقدر بثمن فلقد حضر المهرجان بنفسه واتصل بي بعد العرض مباشرة وهنئني خاصة بعد أن استمر تصفيق الجمهور الذي يحضر العرض  لمدة 10 دقائق متصلة بدون توقف ، كما أن احتفاء شركة روتانا وتقديرها لي ودعمها اللا محدود وحضور رئيس الشركة شخصيا يعني بداخلي الكثير .

يقال إن كثير من الجوائز يتم شرائها وهذا ما نسمعه عن جوائز  عالمية كثيرة فهل واجهتي هذه التهمة من قبل أحد وماذا تقولين لمن يقول ذلك ؟

لا لم أواجهها الى الآن  ، لكن لا شك أني سأواجه ذلك فهناك الكثير من المحافظين في السعودية ولا زالو يعتقدون بأن المرأة غير مسموح لها بالخوض في هذا المجال.

اخترتي السعودية لتصوير فيلم وجدة فهل للبيئة دور أم مصداقيتك في العمل هي التي جعلتك تصورين داخل السعودية؟

رغبت بإخراج فيلم عني وعن بلدي وعن ذاتي ويجب أن أكون واقعية وصادقة في عملي وعندما  أصور فيلم حقيقي فيجب تصويره بالمكان الذي هو فيه.

حدثينا عن فيلم وجدة أكثر - ماهي الصعوبات التي واجهتك أثناء تصويرك ؟

بالتأكيد واجهتني الكثير من الصعوبات فالمجتمع السعودي مجتمع محافظ ويتوجس من الكاميرا ، فيوجد بعض المناطق لم نتمكن من التصوير فيها بسبب رفض الناس لوجود الكاميرا ، ولكن بصفة عامه استطعنا مواجهة الصعوبات والانتهاء من تصوير الفيلم بنجاح ، وما ساعدنا في ذلك وجود بداية لمرحلة انفتاح في السعودية وتقدير للفنون ، وهذا دليل على قدرة المجتمع والمرأة خصوصاً على التطور والتغيير إذا حاولت اثبات جدارتها.

ما هو أصعب موقف مر عليكم أثناء تصوير الفيلم؟

أصعب شيء كان بالنسبة لي هو التصوير الخارجي ، لأن تواجد امرأة مع كاميرات شيء غير مستحب ، فكنت أضطر بالجلوس داخل السيارة وأمامي شاشة عرض لموقع تصوير في الخارج  وأتواصل مع الممثلين عبر الهاتف ، فهذا الشيء صعب بالنسبة لأي مخرج بأن يكون بعيد عن متابعة الموقع بنفسه ولكن التعاون القائم بين جميع أعضاء الفريق ذلل هذه الصعوبة .

هل كانت وجدة تتوافق مع شروطك ؟ وهل وجدتيها كاملة لتكون بطلة الفيلم ؟

بل كانت أفضل مما تمنيت ولقد كانت فتاة ممتلئة بالحيوية والذكاء وسرعة البديهة بالرغم من أنها طفلة فكانت وجدة تفهمني من بُعد حتى أن العلاقة أصبحت بيننا علاقة روحانية.

لماذا اسم وجدة الذي اخترتيه للفيلم؟

اخترت اسم وجدة لكونه اسم غير مألوف ولأنه يمثل دلالة على الوجد أي الحب.

كم أخذتي وقت لإنجازه؟

اخذ مني التصوير سبعة أسابيع أما مرحلة الإعداد والتجهيز للفيلم فقد سبقتها بخمس سنوات ما بين التمويل والتسويق وتجهيز السيناريو.

وهل حصد الفيلم بعد الفوز تكلفة الإنتاج ؟

حقق الفيلم ولله الحمد أرباح غير متوقعة ، فلقد تم بيعه في مختلف أنحاء العالم فلقد تم بيعه لشركة سوني كلاسيك بيكتشرز العالمية وهي أهم شركة توزيع للأفلام الأجنبية في أمريكا ، وتم البيع لأوروبا أيضا وأمريكا اللاتينية وشمال أمريكا بالرغم من أن الفيلم لم يعرض رسمياً بعد إلى أنه حقق أرباحه بشكل تجاري من خلال الموزعين وهذه دلالة واضحة على جودة الفيلم .

هل تعتقدين أننا سنرى يوماً السينما في السعودية؟

أنا أتمنى ذلك فهي وسيلة ترفيه جميلة لجميع أفراد العائلة ، وإذا كان الخوف من الاختلاط فيمكن فصل النساء عن الرجال أو تخصيص سينما للأطفال.

لماذا لم نرى هيفاء لليوم في إخراج خارج السعودية ؟ لماذا لم تشاركي بإخراج أفلام عربية أو مصرية أو لبنانية ؟

مصر بلد جميلة ومعطاءة وأتمنى أن تتاح لي فرصة مناسبة للمشاركة ولكن أعتقد أن اللبنانيين والمصريين هم الأقدر على تجسيد حضارتهم بشكل أفضل.

ماذا عن المسلسلات الخليجية ؟

همي الأول حاليا إثبات نفسي في السينما فأنا أحب السينما وهي حلمي الحقيقي ، أما مرحلة التلفزيون فهي مرحلة قادمة ولن أتطرق إليها حاليا.

هل عرض عليك التمثيل وهل سنراكي يوماً ممثلة ؟

لا يستهويني التمثيل فأنا أرى نفسي في الإخراج وأسعى للنجاح في هذا المجال .

اتجه الكثير حاليا لمتابعة المسلسلات التركية فهل تعتقدين أنها ستسحب البساط من الأعمال العربية ؟

أعتقد بأن المسلسلات التركية تختلف عن المسلسلات العربية فهما اتجاهين مختلفين ، وأعتقد بأن الشرقيين بشكل عام والخليجيين بشكل خاص يغلب عليهم طابع القسوة فنفتقد الرومانسية في علاقتنا  وهذا ما تجيده المشاعر والأحاسيس في المسلسلات التركية التي  تتميز بالرومانسية .

هل تتابعتي المسلسلات التركية ؟

نعم ، أحب المسلسلات التركية وأتابعها.

ما نصيحتك للسعوديات اللاتي يرغبن العمل بالإخراج؟

أنصح كل سعودية أن تحاول تحقيق حلمها مهما كانت مدى صعوبته ومهما كان رأي المجتمع فيه ، فالمجتمع السعودي حالياً يشجع عمل المرأة في الكثير من المجالات وهذا دليل على الاتجاه الحديث الآن نحو التغيير ، فكل محاولة ستجد من يدعمها وستجد من يهاجمها ، ولكن المهم هو الإصرار على النجاح والثقة بالنفس .

العائلة

هل وجدتي الدعم الكافي من ووالدك وعائلتك ؟

حصلت على الدعم الكامل من عائلتي وخاصة والدي رحمه الله ، فهو أول من وقف بجانبي وساندني ، بالرغم من أنه من منطقة محافظة وحين أتكلم عن العائلة فأنا اقصد والدي ووالدتي فرضا الوالدين واحترام رغبتهما بالنسبة لي هو في المقام الأول ، ولقد كانت علاقتي معهما تتميز بالتفاهم الكامل بيننا ولكن العائلة بشكل عام لا شك غير راضية عن هذا التوجه فوالدي من منطقة محافظة في السعودية.

 المعروف دائماً أن المخرج لايأخذ حصته من الشهرة كما يحصد الممثل أو أبطال العمل لكن حدث معك العكس فبماذا تفسرين ذلك؟

نوعية الأفلام مختلفة في تقييمها عن المسلسلات ، فالجمهور يقيم الفيلم من خلال روح المخرج وأحاسيسه والرسالة التي يرغب في ايصالها لهم ، فنوعية الأفلام التي تصنع من هذا النوع يرتبط فيها النجاح بالمخرج من الدرجة الأولى ، ولست المخرجة الوحيدة التي حققت هذه الشهرة فمعظم المخرجات العربيات حققن فعليا نجاحات في أفلامهن مثل نادين لبكي وآن ماري جاسر .

من يعجبك من المخرجات على المستوى العربي ؟

اعتز بكثير من المخرجات مثل نادين لبكي وشيرين دبيس وآن ماري جاسر ونجوى النجار ومي المصري ، فجميعهم مخرجات أثبتوا وجودهم في الساحة ويستحقون كل التقدير والاحترام ، وأنا فعليا افتخر بأن أكون من ضمن قائمة المخرجات العربيات الشابات الحديثات اللواتي  يمتلكن القدرة على اقتحام الساحة بكل جرأة ومصداقية.

من يعجبك من المخرجين على المستوى العربي ؟

يعجبني الكثير من المخرجين مثل المخرج اللبناني المعروف زياد الدويري والمخرج المصري يسري نصر الله حيث أنني أكن له معزة خاصة.

كيف توفقين بين عملك وسفرك مع رعاية ابنك وابنتك ومسؤوليتك كزوجة؟

لا شك أن التوفيق بين عملي ورعاية عائلتي عبء كبير وهو شيء صعب ، وقبل أن أرزق بأطفال كنت اتعجب من طرح هذا الموضوع ، وكنت أشعر بمبالغة بعض الأمهات العاملات حينما يشتكون من ذلك ، ولكنني الآن أواجه هذه المشكلة فعليا ، وخاصة أن مجال عملي قد يتطلب مني التغيب عن المنزل لمدة شهر أو اثنين ، وبالتأكيد أفقد أشياء جميلة نتيجة ذلك ، فلقد خطت طفلتي خطواتها الأولى ولم أكن بجانبها ، ولم استمتع بهذه اللحظة بسبب عملي ، إلا أنني أحاول قدر الإمكان أن لا اتغيب عن المنزل فترات طويلة ، والحمد لله إن زوجي متعاون جداً معي من هذه الناحية ويحاول بقدر الإمكان التعاون معي والتواجد سوياً لأطول فترات ممكنة فكلما سنحت الفرصة تأتي عائلتي لأقضي معها بعض الوقت في موقع التصوير

جمال هيفاء

هل تتعاملين مع أشهر مصممي الأزياء على غرار المشاهير؟

متابعة عروض الأزياء هي آخر اهتماماتي ، وبالرغم من إنني أحب الموضة كثيراً إلا أنني لا أجد الوقت الكافي لمتابعتها بحكم عملي كمخرجة ومسئولياتي كأم ، ولكن تستهويني عروض زهير مراد ويحي البشري من السعودية فهو مصمم متميز.

ما رأيك بعمليات التجميل بما إنها أصبحت موضة وهل تفكرين في إجراء عملية تجميل ؟

لا أرفض هذه الفكرة ولكن على أن تكون بحدود فلا تغير من ملامح الشخص الفعلية ، ولكني اعتقد بشكل خاص بأنني يجب أن أكون صادقة مع نفسي وأن لا أغير شكلي.

هل فعلا سنرى عمل يجمع بين هيفاء كمخرجة وفايز المالكي كممثل من إنتاج روتانا؟

أنا اتشرف بالعمل مع ممثل كبير مثل فايز المالكي ومع جميع الممثلين السعوديين ولكن لم أحدد خطوتي القادمة بعد.