هل يحتاج المجتمع السعودي إلى حمية Facebook؟

جدة - إسراء عماد لا شك أن المجتمع السعودي حظي بنصيب الأسد على مواقع التواصل الإجتماعي، ويحتل أعلى المراكز في مشاركة أفراده في كل موقع أو تطبيق جديد تحل موضته، فبدءاً من موقع التواصل الإجتماعي Facebook، ثم أجهزة Blackberry تلاها موقع التواصل الإجتماعي Twitter، ثم موضة Instagram وKeek وFoursquare وغيرها الكثير من المواقع والتطبيقات التي حظيت بإقبال كبير من أفراد المجتمع السعودي كبارا وصغارا. ووفقاً للدراسات فإن هناك نحو ستة ملايين مستخدم لموقع فايسبوك في السعودية، وتحتل الفئة العمرية بين 21 و 30 سنة المرتبة الأولى في عدد المستخدمين بواقع 48 في المائة، تليها فئة 31 إلى 40 سنة بنسبة 22 في المائة، ثم فئة 13 إلى 20 سنة بنسبة بلغت 20 في المائة، وفي المرتبة الأخيرة كانت فئة 40 إلى 60 سنة بنسبة 10 في المائة. التواصل الإجتماعي لا يشكل خطراً على المجتمع السعودي وعن هذه الارقام، ترى إستشاري العلاقات الأسرية والإجتماعية ثريا مسعود أن استخدام المجتمع السعودي للتواصل الإجتماعي لا يشكل خطراً على المجتمع بل منافعه أكثر من مضاره، معبرة بأن العالم تحول من الواقعي إلى الافتراضي ليشكل كل شخص شخصيته الحقيقية داخل التواصل الإجتماعي سواء كان إيجابياً أم سلبياً. وأضافت مسعود: "أنا شخصياً من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، وتفيدني كثيراً في عملي، بل أصبحت أعتبرها مواقع لإدارة الأعمال أكثر منها للمتعة والتسلية، ولا شك أن لها العديد من المزايا إذا لم تؤثر على التواصل الإنساني العادي التقليدي، وهذا الدور يأتي من قبل الأسرة وحرصها على تعزيز العلاقات الإجتماعية والزيارات الدورية للأهل والأصدقاء". الحل هو شغل الفراغ قد يعود سبب إدمان بعض الأشخاص على ملازمة هذه المواقع إلى وجود فراغ كبير في حياة هذا الشخص وعدم إهتمام الأشخاص في عالمه الواقعي بأفكاره ومتطلباته، ما يؤدي به إلى البحث عمّن يكن له بالتقدير ويشاركه أفكاره، وذلك في وجهة نظري أفضل بكثير من الدخول في مراحل الإكتئاب والوحدة، أو إنعكاس الأمر سلبياً بتصرفات غير سوية، وبمجرد أن يجد هذا الشخص ما يشغل فراغه سيقلل تدريجياً من إستخدام هذه البرامج، فالمسألة مرتبطة إلى حد كبير بالبحث عن الذات. Facebook وTwitter وinstagram مظلومة! وتضيف: الفايسبوك وتويتر وإنستغرام مظلومة في وجهة نظري، وقبل انتشار هذه المواقع الشهيرة، كانت تأتيني حالات شكوى من إدمان المنتديات وعمل شبكة علاقات إفتراضية مع أعضاء بأسماء مستعارة، لتصبح تلك الحالة لا يشغل بالها سوى الدخول إلى المنتدى ورؤية الردود التي تم الرد عليها من قبل أشخاص مجهولين، وتصبح زيادة نسبة المشاركات في المنتدى أولوية تطغى على جميع أمور الحياة على نهج التعليقات والإعجابات على موقع التواصل الإجتماعي من الفايس بوك أو إنستغرام، وتنبيهات البلاك بيري". بينما هنالك الكثير من الأشخاص ممن إستفادوا بمعلومات قيمة عبر تلك المواقع، وهناك من وجدوا الوظائف من خلالها، وأيضاً من تلقوا النصائح وكونوا صداقات جيدة وغيرها الكثير من المزايا، فلا يمكننا وضع اللوم على هذه المواقع حين يدمن عليها البعض لأنها متاحة وعلى كل شخص معرفة الطريقة المثلى للإستفادة منها دون التأثير على الحياة العامة بل وإستخدامها لتقوية الروابط الأسرية والإجتماعية". في ألمانيا: Facebook وTwitter لا يقاومان فيما أجرت جامعة شيكاغو العام الماضي دراسة عن استخدام فايسبوك وتويتر على 205 اشخاص في ألمانيا تتراوح أعمارهم بين 18 عاما و 80 عاما، طلب منهم وضع كلمة لا يقاوم أمام التدخين أو شرب الكحول أو ممارسة الجنس أو الإبحار عبر الشبكات الإجتماعية، فتوصلت الدراسة الى أن المشاركين لهم قدرة على مقاومة التدخين والكحول وممارسة الجنس في حين أنهم غير قادرين على الاستسلام لإغراءات الفايسبوك وتويتر. حمية الـ Facebook! أما الكاتبة جيميني أدامز التي كانت تعاني من إدمان موقع الفايسبوك، فحاربت الإدمان بالامتناع عن دخول الموقع وممارسة اليوغا، فأصبحت بعد العلاج لا تقضي سوى نصف ساعة يومياً على الفايسبوك، وكتبت كتابا بعنوان حمية الفايسبوك، فيما ابتكر طالبان أميركيان بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا أداة للحد من إدمان المستخدمين للفايسبوك. الأداة عبارة عن لوحة مفاتيح لجهاز كومبيوتر، لكنها ذكية، تصعق المستخدم بشحنة كهربية بعد تخطي مدة زمنية معينة من استخدام التواصل الإجتاعي.