نصائح للحوامل: أخطاء يجب تفاديها لحماية أسنانك وأسنان جنينك

د. ديمة باسم عضوة الجمعية الأميركية لطب الأسنان رئيسة قسم طب الأسنان التحفظي في عيادة ليبرتي لطب الأسنان الحمد الله الذي أنعم علينا بنعم كثيرة، ومن هذه النعم الحمل والأمومة، وكل ما تحويه هذه المراحل من إعجاز لكل من يتأمل. فالحمل فترة فريدة، والحامل تتعرض لتغيرات كبيرة، كيميائية، غدية ونفسية. فقد تعاني من الغثيان، وقد تصل إلى قمة الفرح والسعادة تارة، وتارة أخرى إلى قمة الحزن واليأس والكآبة. اخترت طرح هذا الموضوع كوني طبيبة أسنان وحاملا في الوقت نفسه، لأفيد القارئات بمعلومات هي من صلب اختصاصي، ولأجنب الأمهات أخطاء قد ترتكبها في فترة الحمل قد تؤثر في صحة أسنانها وصحة أسنان طفلها. سوف نتناول موضوع الحامل والأسنان من شقين، الشق الأول هو الحامل نفسها والعناية بأسنانها، أما الشق الثاني، فهو عناية الأم الحامل بطفلها، وبأسنان طفلها منذ البداية. أولا الأم الحامل: على الأم الحامل أن تقوم بزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري للتقليل من الإصابة بأي مشكلات صحية متعلقة بالأسنان، فالعديد من السيدات قد يصبن بالتهابات اللثة، وهي حالة من تهيج اللثة نتيجة تراكم كميات قليلة من البلاك على الأسنان أي أن الحمل بحد ذاته ليس حالة مرضية، بل عاملا مساعدا فقط، فالحمل يؤدي إلى حدوث تغيرات هرمونية في جسم المرأة (زيادة هرمونات الستروئيدية الجنسية) تظهر على اللثة بزيادة التروية الدموية، وتكون الأعراض لدى الحوامل: احمرار والتهاب ونزيف اللثة، ومن ثم تغير رائحة الفم. قد يصيب بعض الحوامل ما يسمى بالورم الحملي، حيث تتضخم اللثة بين الأسنان، وتصبح حمراء، وقد تصل إلى 2 سنتمتر في القطر. إن شدة الالتهابات اللثوية تبدأ منذ الشهر الثاني أو الثالث للحمل، كما أن بعض النساء المصابات بالتهاب لثوي مزمن يتحول إلى الشكل الحاد أثناء فترة الحمل. وتظهر لدى الحوامل مشكلات سنية أخرى، حيث يعتقد البعض اعتقادا خاطئا أن هناك علاقة بين الحمل وفقدان الأسنان، لكن السبب الحقيقي هو إهمال نظافة الفم والأسنان في تلك الفترة. والقيء المصحوب بالأحماض (عصارة المعدة تخرج عبر المريء إلى الفم) وطريقة التغذية ونوعية الغذاء. في حال اضطرت المرأة الحامل إلى علاج الأسنان بسبب إشكال أو ألم يجب إبلاغ طبيب الأسنان المعالج كونك حاملا لأنه يجب تجنيب المرأة الحامل أي تعريض زائد للأشعة x-ray إلا في حالة الضرورة، وقد يؤجل علاجات مثل علاج العصب الذي يحتاج إلى أكثر من صورة شعاعية إلى ما بعد الإنجاب، لأن التعرض الزائد لأشعة يؤدي إلى تشوهات في الجنين، مثل شق الشفة، وقبة الحنك، وكذلك تشوهات في شكل وعدد الأسنان. ثانيا الجنين: على الأم الحامل الاهتمام بغذائها أثناء فترة الحمل والرضاعة ليحتوي الغذاء على جميع المواد والعناصر الضرورية لتكوين أنسجة أسنان الجنين، مثل الكالسيوم، الفسفور والفيتامينات. كما يجب تناول كمية وافرة من الحليب والفواكه والخضراوات حيث تتشكل الأسنان في الشهر الثالث من عمر الجنين، وتستمر في التشكل والتكلس إلى ما بعد الولادة لذا فإن صحة اللثة والأسنان والفكين تعتمد اعتمادا كبيرا على ما يصل إلى الجنين من مواد غذائية من الأم الحامل. على الحامل أن تتجنب وبشكل عام تناول الأدوية إلا باستشارة الطبيب، لأن معظمها يصل إلى الجنين عن طريق المشيمة. هناك أدوية مثل الـtetracycline إذا تناولتها الأم في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل يؤدي إلى ظهور تلون في الأسنان في ما بعد بلون رمادي قاتم، وتعتمد شدة اللون على كمية الدواء أو الفترة الذي أخذ فيها. وقد يكون سبب التلون كذلك تناول كميات من الفلور أو شرب مياه تحتوي نسبة عالية من الفلور، فتصبح أسنان الطفل متبقعة كما تتأثر كذلك نسج الأسنان. يجب أن يحتوي غذاء الحامل على مواد أساسية: الدسم، البروتين، معادن لبناء الجسم بشكل عام وهذه الفيتامينات لها أهمية خاصة في تشكل الأسنان. وإليك الفيتامينات الضرورية لصحة طفلك وصحة أسنانه وأماكن تواجدها. فيتامين A: في زيت السمك والأغذية الحيوانية والبيض والكبدة والحليب. نقص هذا الفيتامين لدى الحامل يؤدي إلى تأخر بزوغ أسنان الطفل الرضيع، وعند بزوغ الأسنان تكون كامدة وتفتقد اللمعة المعتادة للأسنان. فيتامين C: في الخضراوات والحمضيات بصورة خاصة. نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى ضخامة اللثة، وتصبح إسفنجية ونازفة وحمراء. فيتامين D: في الحليب والبيض والسمك. ويقوم الجسم بتشكيل هذا الفيتامين عند تعرضة لأشعة الشمس. نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى لين العظام، وتأخر بزوغ الأسنان، وتشوهات في شكلها، وارتفاع نسبة تسوس الأسنان. فيتامين K: في أوراق النباتات الخضراء مثل السبانخ والملفوف والزيزت النباتية. نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى النزوف في اللثة و الغشاء المخاطي للفم وغيابه يؤدي إلى ارتفاع نسبة تسوس الأسنان. فيتامين complex B: يتواجد في قشر الحبوب والخضار والفواكه. وتقوم أمعاء الإنسان بإنتاج قسم من هذا الفيتامين. ونقص هذا الفيتامين يؤدي إلى ضعف قوة الأسنان، وتصبح لماعة وردية، وتبدو الشفاه نحيلة ومصابة بالتشققات. حمض الفوليك: في الحليب والبيض والكبدة. نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى ظهور التهابات فموية، فقر دم، هبوط الوزن وتشوهات عقلية. والأصل في الموضوع أن تهتم المرأة بأسنانها وصحتها دائما وأبدا. أي قبل حدوث الحمل، وذلك بمراجعة طبيب الأسنان لإجراء الفحوص الشاملة الدورية وعلاج أي مشكلات وتسوس قبل حدوث الحمل. أما أثناء الحمل، فيجب التركيز على الغذاء الصحي المتوازن، والمراجعة الدورية لدكتور الأسنان لأسنان صحية وجميلة لك ولطفلك.