نجاح كبير للألوان الثقافية السعودية في ألبانيا

  الرياض – شروق هشام انطلاقا من تيرانا العاصمة الألبانية إلى ليزا مرورا بمقاطعة دوريس الساحلية وأخيرا في كرويا الجبلية جال التراث السعودي في أربع مدن البانية حاملا عبق الصحراء إلى السهوب الألبانية، ليستمتع الجمهور الألباني بمختلف مشاربه بضروب التراث السعودي وألوانه الشعبية المختلفة ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية في ألبانيا. شهدت الفعاليات المختلفة تفاعل الحضور الألباني مع الإيقاعات المتعددة لكل لون تراثي عبر الخريطة الشاسعة للمملكة، مستمتعين بتمايز وخصوصية الأزياء الشعبية لكل منطقة، ما منح العروض تنوعا بصريا وصوتيا مثيرا، حيث عايش الحضور الإيقاع القوي والثابت للعرضة النجدية ومواويل النهامة الحزينة منتقلين إلى رقصة الدحة الحربية والمجسات الحجازية، ومتفاعلين مع الإيقاع السريع والرقصات الحماسية للون التراثي الجيزاني. ولقد كان لهذه الألوان الشعبية وقع الدهشة على كثير من الألبان الذين لم يتوقعوا هذا الزخم الفني والغنى التراثي في المملكة، ما يبرز أهمية مثل هذه الفعاليات والعروض في التعريف بالمملكة وبحضارتها وثقافتها وفي تبديد إي صورة نمطية قد تكون راجت أما عن جهل أو لدوافع مشبوهة، ولعل هذا أهم ما حققته الأيام الثقافية. نفحة الحرمين أثارت الحنين جاءت هذه الفعاليات لتمس وترا حميما في داخل الألبان وتثير دفقا روحيا من بلد تعلقت به أرواح المسلمين الألبان، ليكتظ المعرض الثقافي السعودي بحضور كثيف من قبل الألبان للاطلاع على مجسمات واقعية للكعبة، سبح، مياه زمزم، حيث يبدأ الزوار جولتهم بالحصول على نسخ مترجمة من القرآن الكريم وكتيبات دينية وفرتها وزراة الشؤون الإسلامية والأوقاف، قبل أن يواصلوا جولتهم في أركان المعرض المختلفة، وبعد أن يستمعوا إلى عزف الربابة، ليتوجهوا إلى ركن التمور حيث يتعرفون على أنواعها، ويجربون مذاقاتها المختلفة، ثم يحصلون على سبح وقنان مصممة على هيئة جرار قديمة لمياه زمزم، ثم يرون عرضا مصورا للحرمين الشريفين ومجسمات لهما. للنساء فقط استمتعت الزائرات الالبانيات بتأمل مجسمات الملابس النسائية التراثية والتقطن الصور معها، ولم يترددن في تجربة النقش بالحناء، حيث يقفن منتظرات دورهن للحصول على نقش بديع على أيديهن وربما أذرعهن، هذا النقش الذي سيشغلهن بالنظر إليه مرارا بإعجاب فيما يتابعن التجول في المعرض. الفن التشكيلي يصل الزائرون إلى خيال الفن، عندما يصلون إلى ركن اللوحات التشكيلية والمنحوتات التي استوقفت متذوقي الفن، بين هذه الإطارات صب فنانون وفنانات سعوديون إبداعهم ومخيلتهم، متنقلين بين مدارس فنية مختلفة، كل لوحة تعكس فرادة ذاتية، كل ريشة غمست في لون مغاير، وعبرت عن فلسفة أخرى، أمام التشكيل السعودي وقف الزوار يتأملون وجوها متعددة لبلد واحد. وشهد المعرض إقبالا كبيرا من الزوار، لرغبتهم بالتعرف على ما تحويه المملكة من ثقافة وتراث أصيل، وأبدوا إعجابهم بمستوى الأعمال المعروضة والتي تلفت الانتباه للتقدم والتطور التي تشهدها الساحة التشكيلية من خلال الأعمال المعروضة تحت تنظيم المشرف العام على المعرض الفنان راشد الشعشعي. وضمت الاعمال مجموعة من اللوحات لفنانين من مناطق المملكة ينتمون لمدارس وتيارات مختلفة معاصرة والتي تنتهج ممارسة الفن من أجل الفكر، وعرض مايقارب "11" عملاً تنوعت بين اللوحات المسندة والأعمال التركيبية والقطع المجسمة من خامات مختلفة، كالعظم والحديد والنحاس والأقمشة والأخشاب والطباعة والبورسلان، حيث قدم خمسون فناناً يمثلون جميع مناطق المملكة العربية السعودية "58" عملًا في المعرض الفني المصاحب للأيام الثقافية السعودية في ألبانيا. وشاركت التشكيلية بدور بنت عبد الله السديري بمجموعة من لوحاتها التي تعبر عن تراث وثقافة المملكة وماتكتنزه من جمال عبر رسائل بصرية معاصرة في أعمالها.