أغلى طابع بريد في العالم... للبيع بـ20 مليون دولار

إعداد: عمرو رضا
 
هل يمكنك التفكير... مجرد التفكير بدفع 20 مليون دولار في ورقة لا تزيد مساحتها عن بوصة، ومليئة بالأختام، وتخلو من أي نقش؟ في السابع عشر من يونيو المقبل، العشرات من أكثر رجال العالم ثراء سيتنافسون داخل قاعة مزادات سوثبي بنيويورك لدفع هذا المبلغ مقابل هذه الورقة التي ستحمل قريبا لقب أغلى طابع بريد في التاريخ.
 
الطابع الفريد الذي يحمل اسم "واحد سنت ماجنتا" والمعروض للبيع باسم 'British Guiana One-Cent Stamp'، صنع بالمصادفة، واكتشف بالمصادفة، وحياته كلها مليئة بالعجائب، فقد صنع بمستعمرة بريطانية في شمال أميركا اللاتينية تسمى غوايانا عام 1856، بعدما نفدت الطوابع في مكتب البريد، وتأخرت السفينة القادمة من بريطانيا فقرر مدير المكتب طبع "طابع بريد" على وجه السرعة فانتزع صورة لمركب واضاف اليها قيمة الطابع "واحد بنس" وعبارة بريد وشعار باللاتينية "Damus Petimus Que Vicissim" والتي تعني "نحن نعطي وننتظر المقابل ووقع عليه وطلب من عامل المطبعة طبع كمية منه على وجه السرعة، وحين وصلت الطوابع الجديدة من انكلترا اتلف المدير ما تبقى بحوزته من ذلك الطابع.
 
كل النسخ ضاعت تقريبا الا نسخة واحدة كانت ملصقة على جريدة محلية عثر عليها الطالب Vernon Vaughan فرنون فوجين بالمصادفة عام 1873 وباعه مقابل أقل من دولار، لأحد هواة جمع الطوابع الذي حاول البحث عن نسخ أخرى، وعرف قصة إعدام بقية المطبوع فأدرك قيمة ما بحوزته، ورغم أن الطابع فقد زواياه الأربعة مما اعطاه شكل ثماني، كما فقد الكثير من لونه الأرجواني وتم  ترميمه أكثر من مرة، الا أنه يعد أندر طابع في العالم، واستخدم سابقاً في المعاهدات الدولية، حيث تم استعماله مثلا لدفع جزء من ديون ألمانيا بعد معاهدة فرساي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.
 
رحلة الطابع نفسها كانت مثيرة فقد انتقل لتاجر من لندن اسمه Edward Pemberton، وهو أول من قام بتوثيق الطابع علميا واكتشف قيمته، ثم باعه الى Thomas Ridpath، وهو تاجر من ليفربول بقيمة 120 ليرة إنكليزية، وفي بداية القرن العشرين، اشتراه الثري وهاوي جمع الطوابع الشهير  Philippe de la Renotière Von Ferrari، مقابل 150 ليرة وقام بحفظه في خزانته الشخصية بفندق ماتينيون Matignon في باريس، و بعد موته عام 1917، انتقلت  مجموعته من الطوابع تلبية  لوصيته الى متحف برلين على أساس أنها أجمل مجموعة على الإطلاق، وفي مطلع  عقد العشرينيات، قامت فرنسا بحجز هذه المجموعة وعرضها للبيع وفاءً لديون ألمانيا، ليذهب الطابع للثري الأميركي Arthur Hind مقابل 35000 دولار في مزاد عقد بتاريخ  6/4/1922، ويقال أن هذا الثري عثر على نسخة ثانية من الطابع نفسه وقام بحرقها حتى تبقى النسخة الأولى وحيدة في العالم.
 
في عام 1940 قامت أرملة Hind ببيع الطابع سرا الى رجل أعمل استرالي مقيم بفلوريدا يدعى Edward Small، الذي أبقى الأمر سرا حتى أعلن عن بيعه في عام 1969 الى مجموعة من المستثمرين، وتمت اعادة بيعه في 1970 بمزاد علني مباشر على التلفزيون استقر على Weinberg مقابل 280000 دولار على اساس سعر ابتدائي 100000 دولار، وفى عام 1980 قام John E.Du Pont بشرائه سريا مقابل 935000 دولار وظل بحوزته حتى أدين بقتل المصارع الأولمبي الأمريكي ديفيد شولتز وأودع سجن ولاية بنسلفانيا وتوفى هناك في عام 2010.
 
يذكر أن أعلى سعر لطابع بريدي بيع في مزاد حتى الآن هو مليونان وثلاثمائة ألف دولار، وهو طابع سويدي صدر عام 1855 وبيع عام 1996.