الـbutler خادم براتب خيالي يغزو الخليج

يبدو أن استقدام العاملات المنزليات يتخذ منحىً جديداً في دول الخليج وتحديداً في دبي والسعودية. فبعد أن اصبح وجود العاملة الآسيوية في المنزل أمراً بديهياً، يتوجه بعض الاثرياء العرب بانظارهم إلى بريطانيا لإختيار كبير الخدم البريطاني العريق أو الـButler الضليع بقواعد الإيتيكيت واللياقة الإجتماعية. فالفخامة المحيطة  بالقصور، السيارات الفارهة، اليخوت، الملابس الراقية وغيرها لا تكتمل إلا بخادم ذي مؤهلات خدماتية وفندقية عالية تتطلب دفع راتب يتراوح بين الـ13 ألف و 20 الف دولار... شهرياً.
 
ويقول مسؤول في وكالة Bespoke Bureau British Butler & Housekeeper  لتدريب كبار الخدم ومقرها لندن، أن خريجيها الذين يعملون في السعودية تصل رواتبهم إلى 240 ألف دولار في السنة، أي ما يعادل 20 ألف دولار شهريًا. وذكرت الوكالة أنها في 2012 وظفت 430 من كبار الخدم في جميع أنحاء العالم بزيادة نسبتها 100% عن العام السابق و4 اضعاف عن عام 2010.
 
كما اشارت إحدى الصحف العربية إلى أن أحد المتخرجين الجدد في الأكاديمية ويدعى"ديلون" (37 عاماً) حصل على وظيفة في الإمارات براتب سنوي قدره 100 ألف جنيه إسترليني، مشيرة إلى أن "ديلون" ترك وظيفته العسكرية قبل 3 سنوات سعياً وراء مستوى حياة افضل عبر مهنة كبير الخدم، وانتقل للعمل لدى عائلة إماراتية ثرية.
 
والمثال الآخر هو "آدم" الذي يعمل كبيرًا للخدم في دبي، فحصل على وظيفة على يخت ثري إماراتي براتب 90 ألف جنيه استرليني سنوياً مع المكافآت. ومن ضمن مهامه الإهتمام بمشاهير وشخصيات هامة طلباتهم صعبة وبعضها غريب، ومنها مثلا كان السفر على متن طائرة خاصة إلى سويسرا لشراء نوع معيّن من القهوة، ومرة اخرى كانت مهمته البحث عن أطباق من نوع خاص من الزجاج من أوروبا، إكراماً لإحدى الضيفات العزيزات التي لا تتناول طعامها في أطباق خزفية.
 
وقالت سارة رحماني مديرة أكاديمية "بيسكوب بيرو بريتيش باتلر آند هاوس كيبر" أن الطلبات القادمة من الشرق الأوسط، لا سيما دول الخليج، لاستقدام كبار الخدم، تشهد زيادة كبيرة جداً تفوق عدد الخريجين والمتدربين. ولكنها اشارت الى أن إدارة الأكاديمية لا ترغب في زيادة أعداد الخريجين على حساب التميز والجودة. كما أن الوكالة لديها قوائم إنتظار من فنادق في السعودية والإمارات لتدريب المستخدمين لديها أو لاستقدام بريطانيين مدرّبين للعمل كبار خدم في فنادقهم.
 
ولعل الشعبية الكبيرة التي حظي بها المسلسل البريطاني "داونتن آبي" Downton Abbey ساهمت في الترويج للمستخدمين البريطانيين وقواعد الإتيكيت البريطانية التي تود العائلات الخليجية الثرية أن تنقلها إلى ابنائها وبناتها وتعوّدهم عليها بمساعدة كبير الخدم وإن كلّفتها مبالغ طائلة.