ميت رومني ..الثري المرن سياسيا

  يتميز المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ميت رومني بأنه يمتلك العديد من المهارات . ففي الوقت الذي انتخب فيه الجمهوري حاكما لولاية ماساتشوستس معقل الديمقراطيين عام 2002 كان يحظى بالفعل بمسيرة مهنية ناجحة فى القطاع الخاص، ففي الثمانينيات جنى رومني الملايين من عمله كمستشار مالي ومستثمر في القطاع الخاص وتقدر ثروة رومني بأكثر من 200 مليون دولار . ويقارن رومني خبرته التجارية الكبيرة بالخبرة القانونية التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما ويقول خلال حملته الانتخابية إن خبرته فى الاقتصاد سوف تساعده فى حال انتخابه رئيسا على استعادة النمو الأمريكي والحد من عجز الموازنة . وأضرت ثروة رومنى الشخصية التي جناها من أعماله التجارية بحملته الانتخابية، ووجه المعارضون لرومني انتقادات له لدفعه ضرائب أقل بالمقارنة بالعديد من الأمريكيين لأن عائدات استثماراته تخضع لمعدل مكاسب رأس المال المخفض بدلا من الضرائب على الدخل ودائما ما تنتقد حملة أوباما رومني لكشفه عن وثائق الضرائب الخاص به خلال العامين الماضيين فقط . وتظهر الخلفية الشخصية لرومني على الرغم من كونها مملة تعقيدات أخرى، حيث يدين رومني ابن حاكم ولاية ميشيجان بديانة المورمون وذلك في الوقت الذي مازال يشعر فيه العديد من الكاثوليكيين المحافظين والبروتستانتيين بالريبة من المورون. ويحاول رومني بحسب تقرير لوكالة رويترز تغيير صورته كونه شخصية صلبة ومن أصحاب الياقات البيضاء حيث يمثل ذلك عائقا فى الثقافة السياسية التي تعتمد على الشخصية، وفي الوقت الذي أعطى فيه الناخبون المعتدلون رومني أعلى الدرجات فإن القاعدة المحافظة فى الحزب الجمهوري تشعر بعدم الراحة تجاهه بسبب تذبذب مبادئه. وأثارت مواقف رومنى المتغيرة بشأن السياسة الخارجية وحقوق الإجهاض والإصلاح الصحي انتقادات له حيث وصفه منتقدوه بأنه سياسي متقلب، وبعدما خسر بعض الشعبية عقب معركة طوال أسبوع فى المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي تمكن من تحسين موقفه بأدائه القوي أمام الأداء الهزيل لاوباما فى المناظرة التي جرت بينهما في الثالث من أكتوبر . كما تمكن أوباما من تحسين أدائه فى آخر مناظرتين فى حين استغل رومني فرص ظهوره على الهواء أو فى التلفزيون الوطني للتقرب من المعتدلين مع إعادة صياغة صورته كبديل رئاسي جاهز. وأثناء عمل رومني كحاكم لولاية ماساتشوستس دفع بقانون الرعاية الصحية الذي اتخذه أوباما نموذجا لقانون إصلاح الرعاية الصحية عام 2010 ولكن فى إطار السباق للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة انضم رومني للاتجاه السائد فى الحزب المناهض للقانون الذي أقره أوباما بشأن الرعاية الصحية وتعهد بإلغائه إذا تم انتخابه.