أسباب غير مألوفة لحدوث الحساسية والربو.. ولماذا يظهران معاً

تتزايد حالات الحساسية والربو مع تغير الفصول واختلاف درجات الحرارة بين ارتفاع وانخفاض، إضافة لارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء والتي تزيد من فرص الإصابة بهاتين المشكلتين المرتبطتين بشكل وثيق.

والحساسية والربو من مشاكل الجهاز التنفسي التي قد تظهر في مرحلة مبكرة من العمر وتستمر لدى البعض حتى مع التقدم بالسن، فيما يشهد الكثيرون انخفاض نسبة وحدة أعراضهما عند البلوغ والشيخوخة.

ويمكن لبعض العوامل الحياتية والمناخية كما أسلفنا، أن تزيد من خطر الإصابة بالحساسية والربو، وهي عوامل طبيعية اعتدنا عليها. لكن يبدو أن هناك بعض "الأسباب غير المألوفة" أو غير المتوقعة التي تلعب دوراً في ظهور الحساسية والربو عند البعض، منها الهواتف الذكية كما وجدت إحدى الدراسات الحديثة.

اسباب غير مألوفة لحدوث الحساسية والربو منها الهواتف الذكية-رئيسية واولى
اسباب غير مألوفة لحدوث الحساسية والربو منها الهواتف الذكية

الهواتف الذكية تتسبب بزيادة الحساسية والربو

هذا ما خلصت إليه دراسة أمريكية جديدة قام بها باحثون من الكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، مشيرة إلى أن الهواتف الذكية التي يستخدمها الناس بنسبة عالية في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، باتت مصدراً أساسياً لمُسبَبات الحساسية.

ويعود السبب في ذلك لإدمان الناس على استخدام هذه الأجهزة وما يمكن أن تحملها من مُثيرات للحساسية والربو على أسطحها، كما أورد موقع "سكاي نيوز عربية" الذي تحدث عن هذه الدراسة التي خلصت إلى أن الهواتف الذكية هي "بيئةٌ حاضنة للمخاط، بسبب احتوائها على مواد مُسبَبة للحساسية".

وبنتيجة البحث، وجد العلماء في الكلية الأمريكية أن الهواتف الذكية "أظهرت مستويات مرتفعة ومتغيرة في جدران الخلايا، التي تُسبَب مشكلات في مجرى الهواء بالقصبة الهوائية، تكون مزمنة وتُسبَب الذيفان الداخلي، وهو عاملٌ التهابي قوي وعلامة التعرض للبكتيريا الخطيرة".

ولتبيان هذا التأثير الخطير، قام الباحثون بابتكار نماذج هواتف بإحجام مماثلة للهواتف الحقيقية، وتم مسح السطح الأمامي للهاتف كجزء من الإختبار. وقد استخدم الباحثون المناديل لأخذ عينات من نماذج الهواتف المحاكاة لـ15 متطوعا، وعملوا على قياس مُسبَبات الحساسية التي أظهرت ارتفاعاً كبيراً.

وتوصلت الدراسة إلى أن التعرض لهذه المُسبَبات المستنشقة والجزيئات، قد يؤدي إلى ردود فعل مناعية فطرية. وفي حال كان الشخص يعاني من الحساسية أو الربو، فإنه يُنصح بتنظيف تنظيف هاتفه الذكي كثيراً، لتقليل التعرض لهذه المواد ومُثيرات الربو.

لماذا تظهر الحساسية والربو معاً

الحساسية والربو يتشاركان في نفس المثيرات والاسباب
الحساسية والربو يتشاركان في نفس المثيرات والاسباب

يتساء البعض عن القواسم المشتركة بين أنواع الحساسية والربو التي تعمل على تعكير صفو الحياة وزيادة خطر الإصابة بالمرض. والحقيقة أن هناك العديد من هذه القواسم بين الحساسية والربو اللتين قد تحدثان في ذات الوقت.

ويعود السبب في ذلك بالمقام الأول للمواد ذاتها التي تثير أعراض حُمّى الكلأ لديك، مثل حبوب اللقاح وعث الغبار والوَبَغ، في الإصابة بمؤشرات الربو وأعراضه. كما قد تتسبب حساسية البشرة أو الحساسية من أطعمة معينة لدى بعض الأشخاص في الإصابة بأعراض الربو، ويُسمَّى في هذه الحالة بالربو الأرجي أو الربو الناجم عن التحسُّس.

ولفهم العلاقة بين الحساسية والربو، يجيب جيمس تي سي لي، دكتور الطب وأخصائي الحساسية لدى مايو كلينك على الأسئلة التي المتعلقة بهذه العلاقة. مشيراً إلى أن التفاعل التحسسي الذي يُسبَب أعراض الربو، يحدث جراء تعرَف بروتينات الجهاز المناعي (الأجسام المضادة) على مادة غير ضارة، مثل حبوب لقاح الأشجار، وتحديدها كمادة مُهاجمة للجسم على سبيل الخطأ.

وفي محاولة لوقاية جسمك من هذه المادة، ترتبط الأجسام المضادة بالمادة المُسببة للحساسية ما يؤدي لظهور ظهور علامات وأعراض التحسُّس، مثل احتقان الأنف أو السيلان الأنفي أو حكة العينين أو تفاعلات بالجلد. وبالنسبة لبعض الأشخاص، يؤثر هذا التفاعل ذاته أيضًا على الرئتين والشعب الهوائية، ما يؤدي إلى ظهور أعراض الربو.

وفيما يخص علاج الحساسية والربو، يشير الدكتور جيمس إلى أن معظم العلاجات صُممت إما لعلاج الربو أو التهاب الأنف التحسُّسي. ولكن القليل من العلاجات قد في علاج المرضين معاً.

ومن هذه العلاجات ما ورد على موقع "مايو كلينك":

  • مُعدِّلات الليكوترينات: يمكن لهذا النوع من الأدوية أن يُخفَف من أعراض التهاب الأنف التحسُّسي والربو. كما يساعد تناول حبة من هذا الدواء يوميًا على التحكم في المواد الكيميائية التي يفرزها الجهاز المناعي أثناء التفاعل التحسُّسي.
  • حُقن الحساسية: جزءٌ من العلاج المناعي يمكنها المساعدة في علاج الربو من خلال تقليل استجابة الجهاز المناعي لمُحفزات مُعينة للحساسية تدريجيًا. ويتضمن العلاج المناعي أخذ الحُقن بانتظام وبكميات قليلة جدًا من المواد المُسبَبة للحساسية التي تُحفَز الأعراض؛ ومع الوقت، يُعزَز الجهاز المناعي قدرتك على تحمُّل مثيرات الحساسية، وتخفيف التفاعلات التحسسية وبالتالي تقل أعراض الربو أيضًا.
  • علاج مضاد للغولوبين المناعي E: عند الإصابة بالحساسية، يحدد الجهاز المناعي عن طريق الخطأ مادة معينة كجسم ضار ويفرز أجسامًا مضادة تُعرف بالغلوبولين المناعي E، للمادة المسببة للحساسية. ويساعد أخذ مضادات لهذا الغولوبين في الوقاية من التفاعل التحسُّسي الذي يُحفَز أعراض الربو. ويُستخدم هذا العلاج في حالات الربو التحسُّسي الأكثر حِدةً، ولكنه قد يساعد أيضًا في علاج التهاب الأنف التحسُّسي.
    يمكن لبعض علاجات الربو التخلص من الحساسية
    يمكن لبعض علاجات الربو التخلص من الحساسية

أخيراً، لا بد من الإشارة عزيزتي إلى أن هذه العلاجات التي تحدث عنها أخصائي الحساسية تختلف مدتها وكميتها بين شخص وآخر حسب حالته الصحية وحاجته إليها. لذا ينصحك الدكتور جيمس بوجوب مراجعة الطبيب في حال كنت تعانين من أعراض الحساسية والربو قبل الخضوع لأي من هذه العلاجات.